الإعلام الفتاك في القضية الكوردية

آراء وقضايا 17 سبتمبر 2013 0
+ = -

 .

د.ياسر أيو- سوريا/

 

لقد لعبة الأعلام دورا بارزا في السياسات الرامية إلى إجهاض حقوقنا المشروعة في بناء دولة ذات سيادة ينعم شعبها بحريته وخيراته المعرضة للنهب والاستغلال الفظيع من قبل المحتل العربي التركي الإيراني ، ولم يقتصر دور هذه الاعلام على هذا الجانب من معركتنا ضد العدو بل تعداه إلى العمل على إبراز مكامن الضعف في سياستنا وكشف التجاوزات الحاصلة ومن يقف ورائها حتى لا يتسنى لنا بناء وطننا الذي نطمح اليه جميعاً، ولابد في هذا المقام من الإشادة بالدور الذي لعبته ولا زالت تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تشويه الرأي العام بكل حيثيات المعركة الجارية ضد العدو من جهة ومعركة البناء السليم لحلمنا من جهة أخرى.

لكن للأسف الشديد فإن بعض المثقفين الذين تمنحهم المواقع الإلكترونية فرصة الإدلاء بأراءهم وأفكارهم هم أقرب إلى تقديم خدمة مجانية للعدو من خدمة قضيتهم وشعبهم ، من خلال كتابات تحريضية مثيرة للقلاقل والفتن من اجل تشتيت الصف والعودة بنا إلى مراحل ما قبل الإعلان النضال الثوري المسلح .

وبالتالي تحويل المعركة من معركة ضد العدو إلى معركة بين الأخوة ، وهذا ما يطمح إليه العدو حتى يتسنى لهم نسف المشروع الوطني المتمثل في التحرر والإنعتاق وتحقيق وطن موحد .

إنهم أشبه بطيور الظلام التي تهوى الصيد في الليل الحالك حين تخلد النسور والصقور للراحة، تجدهم يتربصون وينبشون في الذاكرة مجتمعاتنا علهم يجدوا ما يكتبون عنه لإثارة النعرات وخلق الشقاقات ،كما تفعل الخفافيش في بحثها عن فريسة في جنح الظلام مع اخذ الحيطة والحذر عل احد النسور أو الصقور في حالة ارق فيتحول الخفاش من صياد إلى فريسة بحد ذاته،

فالعدو مستمر في إثارة الفتن القبلية وأخرى سياسية في المخيمات والقرى والمناطق المحررة التي تخضع لسلتطي الإقليم و وحدات حماية الشعب ، وذلك بدس عملاء يقومون بأدوار استفزازية لأجل إشعال فتيل المواجهات الدموية، وكل ذلك من أجل تبرير الاختراق والتوجيه والانتقامات المضادة وحتى خلق شبكات للمعارضة تحت غطاء حرية التعبير والديمقراطية والتعددية السياسية، وهي بلا شك ستكون ذريعة واضحة لضرب

الاستقرار ومصداقية قادة الجبهة .

حيث يعتمد هؤلاء الكتاب الضالين المتمرسين على الصيد في المياه العكرة في حملاتهم على وصف بعض القادة و المقاتلين و وصفهم بالجلادين والقتلة وسارقين المال العام والخونة والمتاجرين بالقضية الوطنية، ليس رغبة في تنوير الرأي العام كما يفعل الكتاب والمثقفون القوميون ، وإنما من أجل خلق صراع فكري وثقافي ذو طابع عرقي تمهيداً لصراع مسلح بين الكورد التي تمكن العدو من زرع أجندات معادية للشعب الكوردي و ضرب قوة الكوردية التي يخيفهم صمودها المستمر من إلى ما لا نهاية.

قد آن الأوان على كل المخلصين وخاصة المثقفين منهم لكي يتصدوا لهذه الفئة الضالة التي لا تحمل لهذا الشعب وكفاحه البطولي إلا الحقد الدفين ، لان هذه الفئة المنتشرة وتعمل تحت غطاء حرية التعبير التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا علينا وأهدافهم السامية من خلال نشاطها الدؤوب واللامتناهي الذي يوحي وبما لا يدع مجالا للشك أنهم مجموعة عملاء يعملون في سرية تامة ، فعادتاً ما تتظاهر هذه الفئة بحب الوطن والدفاع عنه بالألفاظ فقط، ولكن إذا خلو إلى شياطينهم (مؤجريهم) قالوا نحن معكم.

ولمواجهة هذه الشرذمة من العملاء، وجب على المثقفين والكتاب الكورد الشرفاء التجنيد الكامل للعمل على الوقوف في وجه هذا المخطط الجهنمي الذي يسعى إلى خلق معارك فكرية بين المثقفين عبر المواقع الالكترونية والمنتديات تمهيدا لحرب مسلحة الغرض منها نسف مشروع كوردستان الكبرى.

 

لذلك فإن المثقف الكوردي الشريف أمام معركتان حقيقيتان ولا خيار أمامه سوى تسخير فكره وقلمه ليكون في مستوى حسن المقارعة والبلاء والمعركتان هما:

معركة مع العدو :وذلك من خلال فضح ممارسات الاستعمار وكشف الواقع المأسوي لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة وإعادة صياغتها عبر المواقع الالكترونية حتى يتسنى للعالم الإطلاع على جرائم قصف والحديث عن معاناة تلك الحقبة

المستمرة من تشريد وتجويع وتجهيل …. الخ من جميع أصناف الترهيب والإبادة التي تعرض لها المواطنون الأبرياء .

كما ينبغي على المثقفين المخلصين العمل على كسر حاجز التقوقع في المواقع الالكترونية الوطنية فقط من خلال التفاعل مع مختلف المواقع العالمية لفضح ممارساتهم المنافية لجميع المواثيق والعهود الإنسانية ممثلة في الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان ، وكشف التاريخ الأسود للأنظمة العربية التركية الإيرانية بحق شعبنا .

فإن مثقفين الكورد اليوم وأكثر من أي وقت مضى أمام معركة حقيقة لا هوادة فيها . معركة ضد الآلة الدعائية العدائية من جهة،وضد الشرذمة الضالة من أشباه الكتاب التي بكتاباتها التي عادة ما يوظفها عدونا لضربنا بها.

ان الحديث عن جلادين وتجاوزات هو حديث سابق لأوانه،فمقتضيات المعركة التي نخوضها تتطلب من المثقف المخلص التركيز على فضح سياسات العدو وليس العكس،وتحويل المنابر الإعلامية سواء كانت مكتوبة أو سمعية بصرية أو الكترونية إلى جبهة حرب حقيقية ضد جميع الظلاميين الذين لا يحزنهم إلا وجود الكورد .

لذلك وجب على المؤسسة الإعلامية أن تلعب دورها الكامل في مثل هكذا محكات تتعرض لها قضيتنا الوطنية، من خلال تخصيص منابر إذاعية وتلفزيونية للحديث عن التحديات التي تواجها القضية الكورية .

فهذه هي معركتكم الحقيقية أيها المثقفون والكتاب فكونوا أو لا تكونوا.

 

[email protected]

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك