الإنسداد الفكري في الذهنيه المجتمعيه……

آراء وقضايا 25 سبتمبر 2016 0
الإنسداد الفكري في الذهنيه المجتمعيه……
+ = -

إنطلاقا من حالة الوجود الأساسيه للطبيعه الإجتماعيه ، وضمن إطار المجتمع الأخلاقي والسياسي ، واستنادا على ميراث وتجربة حركة التحرر الوطني الكردستاني ، نجد أن البحث في الأزمة الذهنيه وحالة الركود الفكري في الذهنية السلطويه القائمه ، حيث ينعكس ذلك بدوره على طبيعة العلاقات القائمة ، وأنتج هذه الحاله السرطانيه المدمره في خلايا المجتمع الشرق أوسطي والمتمركزه على الجغرافيا السوريه وامتداداتها الإقليميه والدوليه .

.
هذه الحاله التي هي عبارة عن صراع من أجل البقاء بين العقائد الحتميه للتحول التاريخي والإجتماعي بعد شعورها بالزوال والخطر نتيجة الإنسداد الفكري في الذهنيه السلطويه كما أسلفنا سابقا ، هذا الصراع الذي كلف شعوب المنطقه الشيئ الكثير ، ﻷن التراكمات النظرية تؤدي إلى صراعات دموية عاشتها أوربا في العصور الوسطى ومرت بها الكثير من الأمم عبر مراحل التاريخ المختلفه ، وضمن إطار أن الحريه هي جوهر الحياة الإنسانيه ، فقد استثمرتها القوى الحتميه لإطلاق ثورة الجياع في الشرق الأوسط مقدمة خدمة جليلة للحداثه الرأسماليه في عملية خلط الأوراق في المنطقه والتي ينتج عنها إنتشار الفوضى الخلاقه التي دفع الشعب السوري فاتورتها بسخاء .

.
وقد سلط القائد Apo الأضواء إلى هذه الحاله في بحثه وتحليله حول تطور التاريخ حيث أكد أن التحول إلى إنسان عملي يتم بالتوازي مع التعبئه النظريه لأن الخطأ بالفكر يعني الخطأ بالعمل في قول زردشت وهو بالضبط الحالة المستنزفة في سوريا والشرق الأوسط، أي أن صراع العقائد قد ضرب سوريا بزلزال امتدت تأثيراته على دول المنطقه وستكون هذه الهزات الارتداديه خطيرة جدا على النسيج الإقليمي إلا إذا تم تطوير الجهود الفكريه ونشاطات العلم والمعرفه ، أي إطلاق الثورة الثقافيه في المجتمع ومحاولة النهوض الفكري والأخلاقي بما يتناسب مع الشروط التاريخيه والمعايير المجتمعيه لهيكليات الشرق الأوسط القائمه .

.
لهذا من الغباء عدم الحديث عن الأزمه الفكريه التي عصفت نتائجها بشعوب المنطقه والإكتفاء بقراءة متطرفه للواقع الراهن وفق أجندات كوسموبوليتيه في شكل أنتجلسيا متمدنه وديمقراطيه تقوم بدور المستثمر لعذابات البشر كحمال فكري ناقل للأفكار والأحداث والمعتقدات بدون فهم وتشخيص جوهر الأزمه المتمثل بحرب الإباده الثقافيه التي مورست بحق الشعب والمجتمع من قبل الدكتاتوريات القائمه في الشرق الاوسط وافريقيا .بالنسبه للواقع الكردستاني يمثل مسعود البرزاني وحاشيته الأنموذج الأوضح للشكل الكراكوزي الناقل للأفكار والمستثمر لآلام المجتمع وتراجيديا شنغال ومقابلته الأخيرة مع الاستاذ وسيم الأحمر لهي التأكيد على ما ذكرناه .

.
إذا أن امتدادات الحشر بين فكي الإباده الثقافيه قد أوصلنا إلى هذه القراءات الخاطئه لسيرورة الأزمة العالميه الممنهجه نتيجة للتخبط في نقطة واحده داخل حركة التاريخ ومنذ أكثر من ألف وأربعمائة عام ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ضياع المجتمعات في متاهات الماديه التاريخيه والقوانين الوضعيه التي لاتمت إلينا بصله لامن قريب ولا من بعيد ، ناهيك عن الجمود الفكري والدوغمائيه في البحث والتحليل النظري وغرقنا في غوغائية التملق لمجتمع القطيع المنمل نتيجة الخوف من الإرهاب وسياسة الحداثه الرأسماليه وأدواته الدكتاتوريه من الدوله القوميه أو الإسلامفوبيا وإدارة التوحش الداعشيه في قطع الرؤوس وبتر الأعضاء .

.
علما أنه إذا قمنا بتحليل العلاقه بين أي نظام وذهنيته نجد حقيقة أن الجسد البشري يموت بمجرد توقف الدماغ عن العمل ومنه فإن أي نظام يعاني من أزمات وإنسدادات تجلطيه تكمن في ذهنيته الاقصائيه بالدرجه الأولى لهذا فإن حل الأزمه الفكريه المعاشه هي الخطو ة الأولى للخروج من الأزمه والتعمق في أصولها بحيث يستحيل تلافيها بالترقيع والتحديث في بعض جوانبها فقط وهذه حقيقة لايمكن تجاوزها أو إخفائها بمجرد تعطيل برلمان أو طرد وزراء أو حتى إغتيال صحفيين أي بمختصر الكلام لاتحل هذه المشاكل بقرارات أو أوامر من قمة الهرم فقط بل يجب الغوص في جذور الأزمة برمتها بشكل كلياتي شامل .

.

لاوند ميركو

Loading

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك