الائيزيدية وواقعهم المؤلم

آراء وقضايا 05 ديسمبر 2016 0
الائيزيدية وواقعهم المؤلم
+ = -

حاجي سليمان …. 

.

الديانة الائيزيدية هي من اقدم الديانات الموغلة في التاريخ الإنساني ، والأفضل من بين كل الديانات التي ظهرت فيما بعد بمطالبة المساواة والتعادل البشري بين الجميع ، نعم هناك تضارب في الاراء حول تاريخ نشوءها ووجودها ومؤسسيها ، لكن هناك اتفاق شبه جماعي بأنها ديانة أصيلة نشأت وولدت في كوردستان بين شعوبها ، آمن الشعب الكوردي بها وهي الديانة الأصيلة للكورد منذ بدء النشوء ، تعرضت هذه الديانة المسالمة الى المزيد من الفرمانات والمجازر قديماً وحديثاً من قبل بقية الأديان بعد ظهورهم ، لابشع انواع القهر والإنكار والابادة من الذين عاشروهم وخاصة من المسلمين ، الذين مارسوا معهم أسوأ انواع المعاملة بغية امحائهم من الوجود او إخضاعهم لصالح عقيدتهم و إيمانهم ، رغم المقاومة الشرسة لانصار هذه الديانة التي اثبتت للعالم اجمع بإنسانيتها وحبها للجميع وإصرارهم على البقاء في إيمانهم بدينهم وعقيدتهم رغم سوء المعاملة من الذين عاشرهم ، ومن خلال التجارب التاريخية اثبتت بان اخوانهم الكورد المتأسلمون كانوا الاسوأ معهم من حيث المعاملة والممارسات ووصلت بهم الامر الى احلال دمهم ومالهم ونسائهم وتحريم معاشرتهم ومجالسهم ومنع ألتصافح معهم وهدرو دمائهم بحجج واهية لامعنى لحججهم حتى عند الرب نفسه ولا في دينهم الجديد اي الديانة المحمدية ولا في الديانات الاخرى سوى الرغبة في تحويلهم الى جانبهم والإيمان بهم لصالح دينهم …

.
هذه الديانة لم تنكر حق احد في الوجود ، على مر التاريخ ولم تبغض أحداً ، متيقناً ومعهم كامل الحق بان الدنيا تسع لجميع الأديان والبشر ، والكل احرار فيما يريدون السير فيه وفق رؤاهم ومعتقداتهم وأديانهم ، وهذه هي المبادئ الاساسية من صلب ديانتهم العريقة .

.
تعرضت هذه الديانة منذ القدم لضغوطات جبرية قاهرة اضافة الى تضارب بين المفكرين والمحللين حول أصول ونشوء هذه الديانة وعمقها في التاريخ وفيما بعد الى شيخهم الجليل الشيخ عدي بن مسافر ، حيث من يقول بانه عربي مسلم من بعلبك اللبنانية ، ولم يأتي الا لتقسيم ديانتهم الى طوائف وأقسام متنوعة ووضع القيود والحواجز بين طوائفهم الدينية بغية ابعادهم عن البعض ومنع التزاوج فيما بين تلك الأقسام للقضاء عليهم مستقبلاً ، بعدما عجزوا من القضاء عليهم بالقوة والعنف . ومنهم من يقول انه كوردي من كوردستان الشمال ولم يأتي الا لتجديد الديانة وخلاصها من براثن الحقد والكراهية التي تلاحق هذه الدينة وهي في عقر دارها من بقية الديانات وخاصة الاسلامية منها . ومهما تقسمت الى طوائف وأقسام متنوعة ، فان التاريخ اثبتت جدارة كورديتها حيث الشعب الكورد منقسم على نفسه بين الديانات والأحزاب والحركات الكوردية وللاسف اغلبهم باتوا اداة بيد العدو وينفذون تعليماته ولايعملون لصالح القضية والشعب الكوردي بقدر ما هم يفكرون بمصالحهم ومراكزهم الهشة ….

.
لذا نجد شعبنا الكوردي الذين يؤمنون بالديانة الائيزيدية ليسوا فقط منقسم في ديانتهم وانما منقسم حتى في انتمائهم القومي ايضاً فمنهم من يقول وبكل فخر اننا كورد إصلاء بغضّ النظر عن الديانة ، ومنهم من يقول اننا عرب تابعين لزياد بن معاوية ومنهم من يقول باننا قومية منفصلة عن بقية القوميات وقوميتنا هي الائيزيدية ، لذا من الضروري ان يتدخل العقلاء منهم في هذا الشأن ويحسم امرهم بكل فخر واعتزاز ويعترفوا بقوميتهم التي هي الكوردية الأصيلة والعودة الى الى الجذور الى لغة الآباء والاجداد التي هي لغتهم الاساسية منذ الازل ولا زالت جميع أدعيتهم واقاويلهم الدينية باللغة الكوردية الأصيلة ، لحمايتهم من الضياع ، والاعتراف الصريح دون اي خوف بديانتهم التي هي إيمان شخصي لا دخل فيها بالانتماء القومي كما هي عند المسلمين المعتدلين رغم قلتهم والمسيحيين واليهود وغيرهم ، فان الديانة مهما كانت نوعها واسمها تبقى عقيدة شخصية بين المرء والإله ولا يجوز دخولها في بقية أمور الحياة خاصة السياسية منها .

.
فمن الوجب الإنساني القيام بحملة فكرية ليس فقط للديانة الائيزيدية وانما لجميع الأديان وخاصة الاسلامية التي باتت وبالاً على مسلميها بفعل الممارسات التي تُمارس باسم الدين والدين منهم برآء ، فثورة فكرية لابد منها للحد من الاجرام والممارسات اللاإنسانية التي تمارسها جماعات وأحزاب وفصائل ودوّل ارهابية بحق البشر.

.
فالديانة الائيزيدية تعرضت ولا زالت تتعرض لنفس الاساليب والممارسات القمعية وإنكارها من الوجود رغم إيمانهم القوي بعدم إمكانية احد من اقتلاعهم مهما كانت قوتهم ، وما تعرضت لها نتيجة الخيانات والتمديح الكاذب لاناس حاولوا تجسيد إيمانهم بالاعتداء على أنقى بني البشر الذين هم الائيزيدين المسالمين للجميع ، فمن واجب كل ذي شأن في الديانة الائيزيدية بالتوجه الى أنصارهم بعدم التعميم ولا اتخاذ مواقف حقدية انتقامية من الجميع لانه لاتفيدهم بشيئ كموقف ولا توجهات ولا دين مهما كانت الاسباب ، بل التوجه الى أصالتهم الحقيقية هي القومية الكوردية التي بدورها عانت الكثير من الظلم والقهر الجبري على أيدي من يدعون بالإسلام ديناً والدين منهم برآء ، نعم يفهم المرء ما تعرضوا له الإخوة الائيزيدين خلال تاريخهم الطويل الا ان الوقائع تشير ان السياسات الدولية كانت تريد ذلك مما اعتمدوا على العنصريين والخونة والدجالين لاسائتهم والاعتداء عليهم عنوة بغرض منافساتي على من يستطيع الاساءة اكثر ، بغية تبيض صفحتهم لدى من هم لايبحثون الا على مراكزهم ومكاسبهم ولايؤمنون بالاديان أصلاً .

.
فالكورد المسلمين لم يستطيعوا حماية انفسهم ولا الاشهار بقوميتهم مما بقيوا الى ما هم فيه الان دون اية دولة كغيرهم من الشعوب ، لذا لم يتمكنوا من حماية اخوتهم الكورد الائيزيدين ايضاً من الغزوات والاضطهاد ولم يساعدهم بشيئ لا بل هناك الكثير منهم ركبوا الموجة واعتدوا عليهم بكل عنف و قسوة ، ولوا استطاعوا لمنعوا عليهم حتى أشعة الشمس وحرموهم من كل شيئ في الحياة لإجبارهم على الخضوع …

.
فرجائي من الإخوة الائيزيدين ان لاينخدعوا بمواقف احد ولا يتأثروا بأحد وان يتابعوا مسيرتهم الانسانية ولايدخلوا دينهم في المعارك السياسية التي هي مصالح ومكاسب اكثر من ما هي مبدأ وقناعة ، ولا ينخرطوا ويتزحلقوا الى ما حفر المستغلين لهم لاستخدامهم كأداة في المعارك السياسية القاهرة ….

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر