الاسد يسيطر على مساحات شاسعة في مناطق المعارضة

حول العالم 02 أكتوبر 2017 0
الاسد يسيطر على مساحات شاسعة في مناطق المعارضة
+ = -

سلّطت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية الضوء على ما بات يعرف بـ “انتصار الأسد” في سوريا، بعد أن بدأت قواته تستعيد السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد كانت تحت سيطرة المعارضة السورية المسلحة.

 

وأشارت المجلة إلى أن هذا الانتصار جاء بعد أن دمّر الأسد سوريا، وقتل مئات الآلاف، وشرّد الملايين من السوريين، بتعاون ودعم كبير من قبل المليشيات الإيرانية، والقوات الروسية، وحزب الله اللبناني، والمليشيات الشيعية العراقية.

 

وتعود المجلة بالذاكرة إلى أربع سنوات خلت، يوم أن كانت فصائل المعارضة السورية تقترب من العاصمة دمشق، حيث كانت قذائف الهاون تطول أحياء العاصمة، يومها بدأت سيناريوهات مغادرة الأسد وفراره إلى المنفى تتوالى، حتى إن إحدى الصحف السعودية تحدثت عن أن الأسد وعائلته قد باتوا في سفن حربية روسية قبالة اللاذقية، لأنها باتت أكثر أمناً من القصر الرئاسي نفسه.

 

في واشنطن كانت هناك معارضة داخلية للدعم الذي تقدّمه أمريكا للمعارضة السورية، يومها كان الحديث عن أن تلك المعارضة على وشك أن تنجز المهمة، وأن الأسد في طريقه إلى الرحيل.

 

إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث، صحيح أن جيش الأسد كان ضعيفاً ويعاني من حرب استنزاف طويلة، وسجّل حالات كبيرة من الهروب، وفقد النظام السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد، إلا أن نظامه بقي صامداً في دمشق وبعض المناطق القريبة التي تعتبر استراتيجية لديمومة بقائه.

 

أما الآن، فإن الأسد يحقق الانتصار تلو الآخر، ولم يتبقَّ له عملياً سوى إدلب، التي نقل إليها كافة المعارضة المسلحة خلال فترات متفاوتة، ومن مناطق مختلفة، وهي تعيش أوضاعاً بائسة بسبب الحصار والقصف الذي تمارسه قوات الأسد.

 

وتتحدث المجلة عن اتفاقات خفض التصعيد التي ترعاها روسيا، مشيرة إلى أن الأسد والمليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية واللبنانية تستفيد من تلك الاتفاقات لتقليل القتال، ومن ثم فإنها تقوم بعمليات قتالية مباغتة مستغلّة تلك الاتفاقيات.

لقد انتصر الأسد في الحرب؛ بالقصف الجماعي، وتسوية المستشفيات بالأرض، وتدمير المدارس، وتجويع المدنيين، وكل الأدلّة المروّعة لحربه وجرائمه ضد الإنسانية، كلها موثقة، ومعه أيضاً الدعم الروسي لهذا النظام، والمليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية، بهذه التكلفة الباهظة انتصر الأسد، تكلفة هائلة على سوريا والسوريين كشعب، بحسب المجلة.

 

لم يقتل الأسد مئات الآلاف من الناس فقط، وإنما أيضاً أجبر الملايين على مغادرة منازلهم، واللجوء إلى مخيمات في الأردن وتركيا ولبنان وأوروبا، لقد فعل الديكتاتور السوري كل ذلك من أجل الحفاظ على النظام الذي شيّده والده قبل عقود، وحوّل سوريا من دولة تدافع عن استقلالها وسيادتها، وواحدة من أبرز الدول المحورية في الشرق الأوسط، إلى دولة تعاني من ثقوب كثيرة، أكثر حتى من ثقوب الجبن السويسري.

 

في سوريا اليوم هناك العديد من القوى الأجنبية؛ كروسيا وإيران، وهي في غالب الأحيان من توقع اتفاقات وقف إطلاق النار والتخفيف من حدّة التصعيد، وكأن القادة السوريين باتوا وكلاء بلا فائدة، ومن ثم فإن موسكو وطهران تتوليان مهمة التفاوض وتوقيع الاتفاقات نيابة عنهم.

 

الحرس الثوري الإيراني والجيش الروسي، وليس الجيش السوري أو الطبقة السياسية السورية، هم من يديرون سوريا فعلياً، وبات بشار الأسد يعتمد كلياً على ضباط المخابرات الإيرانيين، وأيضاً على المليشيات الشيعية والعصابات الإجرامية من طيارين روس ومستشارين، حتى بات الأسد نفسه رهينة لدى هؤلاء.

 

وتختم المجلة بالقول: “تهانينا لبشار الأسد، لقد انتصر، وعلى المجتمع الدولي الآن أن ينظر إلى وجه رئيس سوريا لسنوات مقبلة رغم كل ما فعله من جرائم للبقاء على كرسي الرئاسة، وهو الذي حوّل بلاده إلى دولة مسحوقة، وتسبب بمعاناة اقتصادية حوّلت سوريا إلى واحد من أسوأ البلدان في العالم، وهو الذي ستضطر معه إلى دفع ضريبة ذلك من عمر أجيالها المقبلة”. 

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر