البارزاني : احتمالات هزيمة التنظيم المتشدد محدودة في ظل الحرب الأهلية المستعرة في سوريا

ملفات ساخنة 30 يناير 2015 0
+ = -

(رويترز) – حذر رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجيرفان البرزاني من أن الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي على تنظيم الدولة الإسلامية لا تكفي وحدها رغم ما تحقق من انتصارات وتوقع ألا تبدأ حملة لاستعادة مدينة الموصل العراقية قبل فصل الخريف.

.

وفي مقابلة أجرتها رويترز في وقت متأخر يوم الخميس قال البرزاني إن احتمالات هزيمة التنظيم المتشدد محدودة في ظل الحرب الأهلية المستعرة في سوريا وغياب الجيش العراقي كقوة فاعلة على الأرض إلى جانب نقص العتاد الذي تعانيه قوات البشمركة الكردية في شمال العراق.

.

.

وأضاف أن الاستراتيجية الأمريكية الحالية ستؤدي على أفضل تقدير لاحتواء تنظيم الدولة الإسلامية الذي يتمتع بنظام هيكلي دقيق وسيظل يهدد المنطقة والعالم لسنوات.

ويمثل التنظيم الذي أعلن العام الماضي قيام دولة خلافة بعد سيطرته على أراض في شرق سوريا وغرب وشمال العراق تهديدا مباشرا للكيان الكردي العراقي عبر خطوط المواجهة التي تقع على مسافة 45 كيلومترا فقط من إربيل عاصمة إقليم كردستان.

.

.

وقال نيجيرفان البرزاني (49 عاما) وهو ابن أخي رئيس الإقليم مسعود البرزاني “هذه حرب طويلة. يتحكمون في أكثر من 15 مليون شخص في العراق وسوريا.”

وأضاف “تم احتواء داعش (الدولة الإسلامية) والسيطرة عليه الآن لكنه لايزال قادرا على شن هجمات.”

ومضى قائلا “إنهم منظمون ولديهم القدرة على تجنيد عناصر من كافة أنحاء العالم. أنشىء هيكل هذا التنظيم بطريقة تضمن سلامته.”

.

.

وأضاف أن حملة التصدي للدولة الإسلامية التي بدأها تحالف تقوده الولايات المتحدة العام الماضي معتمدا على الضربات الجوية دون التزام بنشر قوات برية لن تخرج المتشددين من معاقل مثل الموصل التي تقع على بعد 80 كيلومترا فقط من إربيل.

وأضاف في مقر إقامته الفخم بالعاصمة “بالقطع لا يمكن تدمير هذا التنظيم بالضربات الجوية وحدها… لتدمير هذا التنظيم نحتاج إلى قوات خاصة. ليس جنودا عاديين على الأرض وإنما عمليات عسكرية مشتركة والقتال إلى جانب البشمركة.”

.

وقال “السؤال هو: هل السياسة سياسة احتواء أم سياسة إزاحة وتدمير؟” وتابع “كي نقضي عليهم تماما لابد من اتخاذ المزيد من الإجراءات.”

ومضى قائلا إن الأكراد يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية من أجل الأراضي التي تنتمي للمنطقة الكردية وسيتجنبون إشراك مقاتلي البشمركة في إخراج مقاتلي التنظيم من المناطق السنية أو لاستعادة الموصل.

وقال “نحن كأكراد لا نريد أن نتصدر أي هجوم لاستعادة الموصل. نريد تجنب المزيد من الصراع.”

.

* الجيش العراقي

.

أكد البرزاني أن الجدول الزمني لحملة من هذا النوع سيتوقف على إعادة بناء الجيش العراقي الذي انهار الصيف الماضي حين اقتحم تنظيم الدولة الإسلامية الموصل واجتاح أجزاء كبيرة من شمال العراق.

وقال “لا يوجد جيش عراقي حقيقي قادر على إنجاز المهمة. يحتاج ذلك وقتا. يجب أن نكون واقعيين.”

.

.

ولدى سؤاله عن خطط تحدث عنها مسؤولون عراقيون وأمريكيون لشن حملة على الموصل بحلول يونيو حزيران قال البرزاني “بالتأكيد ليس في مارس. يونيو.. أشك في هذا أيضا.”

وقال إن “نهاية سبتمبر أو أكتوبر” موعد أكثر واقعية لشن هجوم. وربط البرزاني الحملة بقدرة بغداد على تدريب عدد كاف من الجنود بما يسمح للجيش بتحريك أفضل فرقتين لديه إلى الشمال وترك مهمتهما الحالية المتمثلة في حماية العاصمة.

.

.

وأشاد رئيس وزراء كردستان بالأثر الذي أحدثته الضربات الجوية لكنه أشار إلى أن خطط العراق وقوة المهام المشتركة التي تقودها الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية غير قوية ولا تستند لاستراتيجية واضحة.

وقال “يحتاجون استراتيجية شاملة وأفكارا لكيفية التعامل مع داعش في المنطقة. لا توجد استراتيجية ولا يوجد تعاون.” وقارن هذا بالتماسك والانضباط في صفوف الجهاديين.

.

وتابع قائلا إن تنظيم الدولة الإسلامية “مدرب جيدا ويحصل على تمويل جيد ويستطيع تجنيد العدد الذي يريده. كما أن لديه مقاتلين مستعدين للموت.”

واستطاعت القوات الكردية حرمان التنظيم من مكاسب حققها في الشمال لكن البرزاني قال إنها بحاجة لأسلحة أثقل للتعامل مع التهديد بحسم. وأضاف “هذه ليست حربا تستطيع كسبها ببنادق كلاشنيكوف وقذائف آر.بي.جي.”

وقال إن القضاء على التهديد الذي يمثله التنظيم الجهادي يتطلب إعطاء الأولوية لإغلاق الحدود بين العراق وسوريا بإحكام وحرمان المتشددين من حرية الحركة بين البلدين.

,

وأضاف “ولحين حل القضية السورية كما ينبغي لن يكون تدمير داعش مهمة سهلة.”

ووصف البرزاني رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأنه “براجماتي”. وقارن بينه وبين سلفه نوري المالكي الذي ألقى البرزاني باللائمة على سياساته في إثارة غضب السنة من خلال احتكار السلطة وإتاحة المجال لظهور الدولة الإسلامية.

.

لكنه قال إن مساحة المناورة المتاحة للعبادي محدودة مقارنة بالمالكي الذي يتمتع بقاعدة نفوذ محلية.

وأضاف “أكبر مشكلة للعبادي هي نوري المالكي.”

.

وقال إن العراق -الذي يقاسي ويلات الصراع الطائفي منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003- لم يعد بلدا موحدا.

وتابع قائلا “لا ولاء في بلد يسمى العراق.”

.

وأضاف “من المهم حقا إيجاد صيغة لكيفية العيش معا داخل حدود ما يسمى العراق. وما لم يتم التوصل إلى صيغة فسيراق المزيد من الدماء وسيظل البلد عاملا لزعزعة الاستقرار في المنطقة.”

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك