التعايش ازدهار للبلدان

آراء وقضايا 13 مايو 2021 0
التعايش ازدهار للبلدان
+ = -

كوردستريت || مقالات

يوسف تبينه

إن من أهم الأمور التي تجعل البلدان متقدمة، على المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية، هو ترسيخ مبدأ التعايش وروح التسامح بين كافة مكونات الشعب من القوميات والأديان والمذاهب أبناء هذا البلد، لأنه عندها يكون هدفهم هو تحقيق الرفاهية للشعب، والتاريخ العراقي زاخر بالملاحم البطولية والصور الرائعة عن التعايش بين أبناء هذا الشعب.

تحضر في الذاكرة التاريخيّة كيف توحَّد الشّعب العراقيّ بأكمله على قرار المقاومة  من خلال ثورة العشرين حينها، ولم يكن الكرد خارج سياق هذه الثورة، بل ربما سبقوا الكثير من القوى العراقيَّة، فقد حدثت الانتفاضة الكردية الأولى في نهاية شهر آذار/مارس 1919، واستمرّت إلى آخر الصيف، ثم تبعتها انتفاضة السليمانية التي قادها الشيخ محمود البزرنجي، وانتقلت إلى بادينان، ولم يتوقّفوا عند ذلك، بل دعموا انتفاضة تلعفر ذات الأغلبية التركمانية المتنوعة مذهبياً وشاركوا فيها، ومع اندلاع ثورة العشرين، انخرط الكرد المقيمون في بغداد بشكل عفويّ في التظاهرات.

وصولاً إلى انتفاضة عام 1991 واشتراك الكرد والعرب فيها، والتي من الله على الكرد فيها بالحصول على الحكم الذاتي بعد سنين طويلة من النضال والتضحيات الجسيمة، وما بينهما احتضان الكرد للمعارضة العراقية طوال فترة الحكم البعثي.

من مواقف وحدة المصير بين العرب والكرد، تشكيل “تحالف تاريخي” المتمثل في تشكيل “لجنة العمل الشعبي”، التي عقدت مؤتمرها الأول في بيروت في آذار/ مارس 1990، التي توضح أن التعدي على مكون تعدي على جميع أبناء الشعب، وايضا موقف مرجعية الإمام السيد محسن الحكيم {قدس} وفتواه الشهيرة بتحريم القتال ضد الكرد عام 1974.

كل هذه الحوادث التاريخية توضح التعايش وأهميته في ازدهار البلدان ورفاهية الشعوب، خير مثال على أن التعايش بين أبناء الشعب والتنوع المجتمعي هو أساس التطور، هي الصين التي أصبحت خلال 40 سنة من أكبر اقتصاديات العالم ودولة مهمة في العالم.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر