التقرير الإسبوعي5: التوتر الروسي الإيراني، تزايد الرفض لفدرالية الشمال

حول العالم 28 مارس 2016 0
رسم توضيحي عن الضربات الجوية في سوريا.
+ = -

مركز عمران للدراسات الاستراتيجية – وحدة المعلومات

التقرير الأسبوعي لوحدة المعلومات
28/03/2016

العلاقة الروسية الإيرانية والروسية الامريكية

.

جاء تقليص القوات الروسية في سورية لأسباب متعددة منها: انخفاض حدة التوتر مع تركيا والتخوف من فرض عقوبات أوربية جديدة على روسيا. وبهدف تخفيف أضرار العقوبات والتوتر مع تركيا أعلنت روسيا عن دراسة تتضمن إنشاء ممرات خضراء مع سورية وإيران لتسهيل المعاملات الجمركية مع دخول 3 آلاف طن من الخضار السورية لأسواق روسيا لتحل محل الخضار التركية.

.
سياسياً، دفع تقليص روسيا لقواتها إلى التأثير على الدول المنادية بإسقاط الأسد لتضع مطلبها هذا في طريق مسدود، بينما تناوبت الزيارات بين تركيا وإيران على خلفية غياب أمريكا في دعم حلفائها الإقليميين وتوجهها مع نهاية ولاية أوباما لتصفير ملفاتٍ معلقة تاريخياً بعد حل الملف الإيراني، حيث تبلور ذلك بشكل واضح في لقاء أوباما الأخير مع الرئيس الكوبي لحل الخلاف مع كوبا عبر زيارة تاريخية “تهدف لدفن بقايا الحرب الباردة” حسب أوباما. الزيارة استقبلت بحفاوة وجفاء في آن واحد، وتمثل ذلك في عدم حضور راؤول كاسترو لاستقبال أوباما في المطار ورفض معانقته ووضع اليد على الكتف والتي حاول الأخير القيام بها اثناء المؤتمر الصحفي المشترك.

.
سورياً، رفضت الولايات المتحدة دعوة روسيا لمناقشة انتهاكات اتفاق وقف العمليات القتالية، وعلى إثر الرفض واستباقاً لزيارة كيري لروسيا هددت الاخيرة بإمكانية عملها بشكل منفرد إن لم تتلق رداً أمريكياً بحلول الثلاثاء، ولم يتأخر الرد الأمريكي بعد وصل وزير خارجيتها الأربعاء الماضي لموسكو للقاء الرئيس بوتين حول الملف السوري والعراقيل التي يضعها وفد النظام المفاوض ، حيث وضح الرئيس الروسي موقف بلاده الغير مجاني عندما سئل كيري: ماذا تحمل في حقيبتك؟ هل هي بعض النقود؟ وتقترب الولايات المتحدة رويداً رويداً من الموقف الروسي حيث أعلن مسؤولون روس بإن موقف واشنطن أصبح متفهماً لعدم ضرورة طرح قضية مستقبل الرئيس السوري على جدول الأعمال في جنيف، حيث تأتي قضية عدم التطرق للأسد يتم في ضوء استمرار الدعم الروسي لجيش النظام بالتقدم على تنظيم داعش شمال حلب وفي مدينة تدمر التي استعادها النظام من التنظيم واعترف الروس بوجود قوات روسية خاصة حاربت إلى جانب الأسد والمليشيات الشيعية لاستعادة المدينة.

.

تتغير سياقات التحالفات في المنطقة فمع التقارب بين واشنطن وروسيا من جهة ودفع واشنطن لتقبل المجتمع الدولي لإيران من جهة أخرى، تشهد العلاقة الإيرانية الروسية على خلفية الانسحاب الروسي توتراً بينهما حيث أكد السفير الإيراني في الأمم المتحدة على خداع روسيا لبلاده وللرئيس السوري من خلال سحب قواتها وإعلان حالة وقف إطلاق النار بالاتفاق مع واشنطن، وفي سياق متصل أوقفت روسيا شحنة صواريخ ال “أس-300” لإيران.
انسحابات داعش

.
أعلن وزير الدفاع الأمريكي عقب الإعلان عن مجلس أمريكي خليجي لوزراء الدفاع في الرياض، إن الشهر المقبل سيكون حاسماً في القضاء على داعش مع الإعلان عن مقتل الرجل الثاني في التنظيم والمسؤول المالي فيه عبدالرحمن القاولي، ومن جهة أخرى وعلى خلفية تفجيرات بروكسل دعت واشنطن العواصم الأوربية على مضاعفة جهودها في مواجهة النظيم وانتقدت ضعف أدائها في هذا الخصوص، وصرح كارتر أن تفجيرات بروكسل تؤكد حاجة أوربا للانضمام للولايات المتحدة في مواجهة التنظيم، وضمن السباق الانتخابي أوضحت كلينتون أن التنظيم يتأقلم بشكل سريع في مواجهة الحملة العالمية ضده وحضت على زيادة الضربات ضده ودعم القوات العربية والكردية أكثر، ويظهر التأقلم الذي تحدثت عنه كلينتون في تصدي تنظيم الدولة بشكل كبير لمحاولة استعادة المناطق السورية منه، وكان آخر مثال ما حصل في مدينة تدمر الأثرية الغنية بالنفط التي استقدم النظام من أجلها عناصراً من اللاذقية بالإضافة للقوات الخاصة الروسية ومليشيا حزب الله لاستعادتها والتي كلفتها مقتل أكثر من 100عنصر، بعد عملية سيطرة وفقدانها لصالح التنظيم الذي انسحب عقب تفخيخها بشكل شبه كامل.

.
وفي جنوب سورية يقوم تنظيم الدولة باستعمال لواء شهداء اليرموك للتمدد على حساب المعارضة والقيام بعمليات اغتيال وتسلل ضمن مناطق سيطرتها وردت فصائل المعارضة بإعلان النفير العام في ريف درعا الغربي، بينما يستمر التنظيم في الشمال بتدعيم مواقع قواته في مدينة منبج بريف حلب عبر حفر خنادق عميقة وسواتر ترابية.

.

خريطة توضح تغيرات مواقع السيطرة في الجبهة الجنوبية حتى تاريخ 26 آذار 2016

فدرالية الشمال

.
تستمر الفدرالية التي أعلنتها الادارة الذاتية في شمال سورية بتلقي بيانات الرفض، فصرحت الجامعة العربية برفضها لهذا الإعلان، ومن جهته صرح مؤسس الجيش الحر العقيد رياض الأسعد بإن ما أطلق عليها “عصابة صالح مسلم” وبعض الخونة من زعماء العشائر لن يستطيعوا تقسيم سورية، وفي ذات السياق رفضت ما تسمى بـ “الفعاليات الاجتماعية والشعبية” المحسوبة على النظام في مدينة الحسكة رفضها لفيدرالية شمال سورية، وعقد اجتماع لمجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية في محافظة الحسكة بمدينة القامشلي وأعلن رفضه للفدرالية. أما فدرالية الشمال فقد أعلنت على لسان رئيسها سلوم بأنها جزء من سورية معتبراً الفدرالية حلاً نهائياً لسورية. ومن جهته أكد صالح مسلم إن حزبه لا يفكر مطلقاً في إقامة دولة كردية ويرفض تقسيم سورية مشدداً إن مصلحة الشعب الكردي هي ببقاء سورية موحدة، موضحاً بإن إعلان الفدرالية هو نتيجة طبيعية للتطور الحاصل مع سيطرتهم على مناطق جديدة وتوسع الإدارة الذاتية، وفي سياق متصل بتوسع قوات الإدارة الذاتية أصدرت منظمتا (أمنستي) وهيومان رايتس تقارير تؤكد قيام الوحدات المذكورة بعمليات هدم كامل وجزئي لعدة قرى في ريفي الحسكة والرقة. من جهتها، نفت الوحدات الكردية في بيان لها تلك الاتهامات، وفي مقابل الرفض الذي ينهال على فدرالية الشمال، أعلنت 7 فصائل جديدة انضمامها لقوات سوريا الديمقراطية، وأعلنت الإدارة الذاتية أيضاً إن عشيرة “البوعساف” كبرى العشائر العربية في منطقة “تل أبيض”، أعلنت تأييدها للنظام الاتحادي الديمقراطي شمال سورية.

.
تعاني فدرالية الشمال من تحديات عديدة، فتركياً يزداد التوتر على الحدود مع استمرارها في بناء جدارٍ عازل بعض أجزائه داخل الأراضي السورية والتي تظاهر على أثرها العديد من سكان مدينة رأس العين رافضين له. قام على إثرها الجيش التركي بإطلاق عيارات تحذيرية باتجاههم، وحصلت مشادات مع السكان في مدينة القامشلي أيضاً بعد إطلاق الجنود الأتراك للغازات المسيلة للدموع على مواطنين اقتربوا من الشريط الحدودي، وألقى البعض منهم شعارات تؤيد المقاتلين الكرد في تركيا أثناء احتفاليات عيد نوروز.
كردياً، صعدت الإدارة الذاتية معركتها ضد قيادات في المجلس الوطني الكردي، متهمة إياهم بالتطاول” على حقوق “مؤسسة عوائل الشهداء ”، والتي شملت أسماء كل من: إبراهيم برو وفؤاد عليكو وعبد الحكيم بشار، حيث اعتبر المجلس الكردي في بيان أن الاتهامات بحق قياداته تعد بمثابة إعلان صريح للتحريض على الاغتيال السياسي وسبيلاً إلى كم الأفواه ومنع حرية التعبير عبر اللجوء إلى التهديد محملاً PYD مسؤولية تعرضهم لأية مخاطر قد تحدث بحقهم سواء في داخل الوطن أو خارجه.

.

إقليماً أعلن رئيس إقليم كوردستان العراق مسعود البارزاني بإن الشعب الكردي مصر على حق تقرير مصيره في العراق مشيراً إلى أن مفهوم الديمقراطية يناسب سورية، وتناول البارزاني أيضاً حزبي الـ PKK والـ PYDقائلاً إن أمريكا تدرك إنهما ذات الشيء، وقد تلقى البارزاني رداً من أمريكا يفيد بأنهما تنظيمان مختلفان، وجاءت تصريحات البارزاني مع ازدياد التوتر بين حكومة الإقليم وحزب العمال مع رفض الأخير خروجه من مدينة شنكال وتداول معلومات عن نية الأخير إعلان كانتون في مدينة السليمانية، وفي سياق متصل عاد الإقليم لتصدير النفط إلى ميناء جيهان التركي بعد تفجير استهدفه نفى حزب العمال علاقة به بينما اتهمه الإقليم بالوقوف ورائه.

.
المفاوضات

.

640 شهيداً هي الحصيلة التي دفعها السوريون ثمناً للهدنة التي توقفت عليها آمالهم لإيجاد حل في مفاوضات جنيف والتي يؤكد المبعوث الدولي على تلاعب النظام بالعبارات والقيام بالمماطلة بعد قيام الأخير بمطالبة وفد النظام بتقديم رؤية شاملة للحل على شاكلة الرؤية التي قدمتها المعارضة له. ويتهرب وفد النظام من تقديم رؤيته التي يجب أن تتطرق لمصير الأسد، وقد اتبع دي مستورا طلبه للرؤية الشاملة للحل بتقديم ورقتين للمعارضة والنظام حملت 29 سؤالاً تتمحور حول مستقبل سورية وكيفية إدارة الدولة، واسترسل وفد النظام بمماطلته مع تقديمه ورقة لدي مستورا تتضمن استعادة الجولان والتركيز على محاربة الإرهاب، وليرفض بالتالي الرد على أسئلة مستورا حتى عقد الجولة الثانية والعودة من دمشق. وأمام القلق الذي أبداه دي مستورا من بطء المباحثات طالبت الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي المفاوضين في جنيف للوصول لحل سياسي وإلا لن يتم القضاء على داعش. ويرى مراقبون دوليون بإن الحل السياسي في سورية يبدو بعيداً في وقت يؤكد رئيس النظام بعدم جدوى المفاوضات ناسفاً كل دعوات المجتمع الدولي والضغوط الروسية والتي جاءت أخيراً على شكل قبولها لحضور وفد المعارضة لروسيا للتباحث في حال رغبت الأخيرة.

.
بالعودة إلى المفاوضات ومع نهاية جولتها الحالية، لم ينتظر المبعوث الدولي رد وفد النظام على أسئلته وطرح وثيقة تتضمن مبادئ أساسية للحل السياسي في سورية من بنودها وحدة سورية أرضاً وشعباً، والحفاظ على السيادة الوطنية، والإجماع على قرار مجلس الأمن “2254”، كأساس لانتقال سياسي ينهي الأزمة، وكأقوى موقف رافض للوثيقة أعلن رئيس الائتلاف “أنس العبدة” بأن وثيقة دي مستورا تمثله فقط ولا تمثل المعارضة ولا النظام.

.

من نحن:
مؤسسة بحثية مستقلة ذات دور رائد في البناء العلمي والمعرفي لسوريا والمنطقة دولةً ومجتمعاً وإنساناً، ترقى لتكون مرجعاً لترشيد السياسات ورسم الاستراتيجيات.
جميع الحقوق محفوظة © 2016 مركز عمران للدراسات الاستراتيجية

Loading

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك