الحسكة- قرية خراب العسكر أخذت من اسمها كل معاني الخراب والدمار وباتت ملجأ الأشباح

تقارير خاصة 31 يناير 2016 0
الحسكة- قرية خراب العسكر أخذت من اسمها كل معاني الخراب والدمار وباتت ملجأ الأشباح
+ = -

كوردستريت- سامية لاوند وسليمان قامشلو

.

قرية خراب العسكر الكوردية من القرى التي تتبع مدينة تل حميس في ريف الحسكةوهي تبعد عن قامشلو حوالي 12 كم تقريبا.

.

هذه القرية التي كانت تتزين بضحكة ساكنيها، ولعب الأطفال باستمرار بين أرجاءها الفسيحة أخذت من اسمها ” الخراب ” كل معاني الدمار والهلاك وزادت عليه الانتهاك والتشرد والهجرة الأبدية بعد أن باتت منطقة نزاع صغيرة بين كتائب المعارضة من جهة والنظام البعثي من جهة أخرى.

.

عندما تنظر إلى هذه القرية من بعيد تتلألىء الدموع دون سابق إنذار عيني الناظر،  وصور البيوت المهدمة كليا يجعل الجسد مقشعرا خوفا لاذعا، لم تعد هناك روح خلقت من طينة أرضها بل قتلت، وتشردت بين زوايا دول اللجوء، ولا يزال صوت المقاتلات التابعة للنظام  يرن أذني ” حليمة الأسعد ” التي تتحدث إلى مراسلة كوردستريت بصوت متقطع متهدج، والتي فزعت من مكانها جراء سقوط أنية طعام على الأرض سهوا من أمها عندما كانت تسرد ما حصل في قريتها ربما ظنت بقذيفة عشوائية صادفت منزلها المزلزل نتيجة ما حل من دمار مفاجئ.

.

أما عامر عثمان يتحدث من جهته لمراسل كوردستريت عما حدث بين ليلة وضحاها وكيف تسلل الجيش الحر وكان يتقدم باتجاه قريتهم فيما كان جيش النظام من جهته يقطن مدرسة ” مزرعة بحري ” التي تبعد عن قريتهم مسافة 1 كم فقط تماما في الشهر السادس من عام 2013 فيما كان تقدم المعارضة والنظام وتوغلهم داخل القرية ضحيتهم الأولى كان محمد علي سليمان.

.

وتنوعت الفصائل داخل هذه القرية الصغيرة من النظام والمعارضة وأحرار الشام وفوج طرطب باستثناء قوات الحماية الشعبية التي باتت غائبة تماما وتركت القرية في مخططات الحياد، هكذا يقولها بذاك الوجه المليء بالغضب الذي فقد الأمل بالعودة عامر عثمان :”  قريتي لم يدخلها قوات الحماية الشعبية (البيدا ) مطلقا لعدم وقوع قريتي في مناطق معاركها أو نفوذها وﻻ يوجد أحد من قريتي ضمن صفوف النظام أو المعارضة أو قوات الحماية الشعبية بل أخذو موقف الحياد وهذا ما حل بها “.

.

لكن بدخول جيش الحر لم تتضرر القرية بشكل كامل عدا تجاوزات فردية حدثت من سرقة البيوت ومحتوياتها بما في ذلك المال والذهب، لكن بدأت القرية تفرغ شيئا فشيئا من ساكنيها، بهذه الكلمات المبعثرة يقولها ربيع عمر متأملا كثيرا في ذكريات قريته المهدمة والتي تتقاطع أمام مخيلته وهو يسرد ألمه لمراسل كوردستريت :”  بعد أن احتل الجيش الحر القرية قام بمنع الأهالي  من العودة بحجة أنها أصبحت نقطة عسكرية لهم، فيما امتلكوا القرية وكل ما فيها من تدمير ممنهج، وباتت العودة ممنوعة بحجة وجود ألغام فيها “.

.

وبالمزيد من الغضب يقول ربيع عمر :” لم يتركوا لنا حتى القمح والشعير الذي زرعناه بجهدنا، باعوا الحطب والتوتياء الموجودة على سطح البيوت البسيطة الطينية هؤلاء الـــ …. لم يتركوا لنا روحنا المحبوسة داخل قريتنا المهجورة، وبعد إفراغ القرية من محتوياتها سمحوا لنا بأخذ بعض ما تركوه ….يا لوقاحتهم! “.

.

فاطمة عبد ” اسم مستعار لإحدى ساكنات القرية لم تستحب ذكر اسمها ” لأنها لا تزال خائفة إن عادت يوما أن تهدد بما قالته وبتلك التجاعيد التي ملئت وجهها تنطق كلماتها ببطء  وخوف :” قريتي أخذت من اسمها كل شيء الصراعات والمعارك لازمت منزلي الطيني وبقيت لأشهر عدة  وبعد انسحاب جيش الحر الذي كان مسيطرا على القرية دخل قوات النظام وتقدموا متوغلين داخلها وبدؤوا عملية الانتقام من ما تبقى من ساكني القرية بحجة التعامل مع المعارضة “.

.

فيما يعيد عامر عثمان  قوله متنهدا :” قريتي في ريف تل حميس حالها حال أغلب القرى الكوردية والعربية في تل حميس وريفها هل نعتبرها تهجير وانتهاك ممنهج بحق الكورد كما يدعي البعض لما يحصل في القرى العربية بناحية تل حميس أم نعتبره محصلة ونتيجة الفوضى والمعارك والصراعات في المنطقة والتي استغل بعض ضعاف النفوس هذه الصراعات فقاموا بنهب وسرق وحرق البيوت ؟؟؟

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر