الرياض تعلن اجراء محادثات مع دمشق لاستئناف الخدمات القنصلية بعد قطع العلاقات لأكثر من عشر سنوات

حول العالم 24 مارس 2023 0
الرياض تعلن اجراء محادثات مع دمشق لاستئناف الخدمات القنصلية بعد قطع العلاقات لأكثر من عشر سنوات
+ = -

كوردستريت || وكالات

تجري السعودية وسوريا مباحثات تتعلّق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين، بعد قطيعة مستمرة منذ سنوات نتيجة إغلاق الرياض سفارتها في دمشق على خلفية موقفها المناهض للنظام، حسبما أفاد مسؤول في وزارة الخارجية السعودية الخميس.

 

وتأتي المباحثات بين السعودية وسوريا في أعقاب اتفاق بين الرياض وطهران التي تدعم النظام السوري عسكريا وسياسيا منذ بداية النزاع، على استئناف العلاقات الدبلوماسية خلال فترة ثلاثة أشهر بعد قطيعة استمرت سبع سنوات بين القوتين الاقليميتين.

ونقلت قناة “الاخبارية” الحكومية عن المسؤول في وزارة الخارجية السعودية قوله إنه “في إطار حرص المملكة على تسهيل تقديم الخدمات القنصلية الضرورية للشعبين، فإنّ البحث جار بين المسؤولين في المملكة ونظرائهم في سوريا حول استئناف تقديم الخدمات القنصلية”.

وكانت المملكة أغلقت سفارتها في دمشق وسحبت كل الدبلوماسيين والعاملين فيها في آذار/مارس 2012، بعد نحو عام من اندلاع النزاع في سوريا حيث دعمت الرياض الجماعات المعارضة للنظام وللرئيس السوري بشار الأسد.

 

وزار الأسد مؤخرا الإمارات وسلطنة عمان، علما أنّه لم يزر أي دولة عربية أخرى منذ بداية النزاع في بلده.

وأكّد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لنظيره السوري في أبوظبي ضرورة عودة دمشق “إلى محيطها العربي”، وسط جهود لإصلاح علاقات بلاده مع دول المنطقة.

ويقول محللون إن الزخم الدبلوماسي الذي تولّد في أعقاب الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا السهر الماضي قد يعزز علاقات دمشق مع دول المنطقة التي قاومت حتى الآن إصلاح العلاقات بعد مرور أكثر من عقد على بدء النزاع.

 

وصرح الاسد في حديث مع تلفزيون “ار تي” الروسي خلال الأسبوع “لم تعد الساحة السورية مكان صراع ايراني-سعودي” معتبرا ان الاتفاق بين هاتين القوتين الاقليميتين شكل “مفاجأة رائعة”.

وأضاف “السياسة السعودية اخذت منحى مختلفا تجاه سوريا منذ سنوات”.

وقال وزير الخارجية السعودي مؤخّرا إن هناك توافقا في الآراء في العالم العربي على ضرورة اتباع نهج جديد في التعامل مع دمشق لمواجهة الأزمات الإنسانية بما في ذلك الزلزال.

 

– بيئة أكثر استقرارا –

والاسبوع الماضي، أفاد مسؤول في وزارة الخارجية صحافيين في الرياض أن “الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، ونحن بحاجة إلى التفكير في طرق للتواصل والتواصل مع سوريا”.

وأوضح “بالطبع عرضنا وساهمنا بشكل كبير في الاستجابة الإنسانية بعد الزلزال. حتى قبل ذلك واصلنا تقديم المساعدات الإنسانية لأشقائنا في سوريا وجميع أنحاء سوريا. لكننا ما زلنا نتشاور مع الدول العربية الشقيقة في هذا الصدد”.

في المقابل، أكّدت الولايات المتحدة الثلاثاء معارضتها تطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل في تصريح للصحافيين “لن نطبّع العلاقات مع نظام الأسد” مشددا على أن الإدارة الأميركية لا تشجّع أحدا على هذا التطبيع بغياب أي تقدّم حقيقي نحو حل سياسي.

 

وتابع المتحدث “نحضّ جميع المنخرطين مع دمشق بالتفكير بصدق وتمعّن في الكيفية التي يمكن أن يساعد بها انخراطهم في تلبية احتياجات السوريين أينما كانوا يعيشون”.

وتمكّن الأسد بدعم من روسيا من استعادة السيطرة على غالبية مناطق سوريا بعد النزاع الذي أوقع نصف مليون قتيل وهجّر نصف سكان البلاد وشهد صعود تنظيم الدولة الإسلامية.

وتستبعد الولايات المتحدة بموجب قانون محلي تقديم أي مساعدة لإعادة الإعمار في سوريا في ظل حكم الأسد قبل المحاسبة عن الانتهاكات.

وبالإضافة إلى دول عربية، اتّخذت تركيا المجاورة لسوريا والتي تدعم فصائل تقاتل القوات الحكومية السورية، مؤخرا خطوات باتّجاه إصلاح العلاقات.

وقال الباحث في مجموعة يوروآسيا أيهم كامل إنّ “التركيز الأخير من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، على إصلاح الخلافات مع الجيران، يعكس رغبته في التركيز على التغييرات الاجتماعية والاقتصادية المحلية”.

وتابع “أجندة التطوير الاقتصادي المحلي تتطلب بيئة أكثر استقرارا”.

وفي وقت سابق قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن سوريا والسعودية اتفقتا على معاودة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من عقد، في خطوة من شأنها أن تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في عودة دمشق إلى الصف العربي.

وقال مصدر إقليمي موال لدمشق إن الاتصالات بين الرياض ودمشق اكتسبت زخما بعد اتفاق تاريخي لإعادة العلاقات بين السعودية وإيران، وهي الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد.

وستكون عودة العلاقات بين الرياض ودمشق بمثابة أهم تطور حتى الآن في تحركات الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الأسد الذي قاطعته العديد من الدول الغربية والعربية بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011.

 

وقال مصدر إقليمي ثان متحالف مع دمشق لرويترز إن الحكومتين “تستعدان لإعادة فتح السفارتين بعد عيد الفطر”.

وجاء القرار نتيجة محادثات في السعودية مع مسؤول مخابرات سوري رفيع، بحسب أحد المصادر الإقليمية ودبلوماسي في الخليج.

وتحدثت المصادر شريطة عدم الكشف عن هويتها نظرا لحساسية الموضوع.

وقد يشير هذا التطور المفاجئ على ما يبدو إلى الدور الذي قد يلعبه الاتفاق بين طهران والرياض في أزمات أخرى في المنطقة، إذ أدى التنافس بينهما إلى تأجيج الصراعات بما في ذلك الحرب في سوريا.

ودعمت الولايات المتحدة والعديد من حلفائها في المنطقة، بما في ذلك السعودية وقطر، بعض فصائل المعارضة السورية. وتمكن الأسد من إلحاق الهزيمة بفصائل المعارضة في معظم أنحاء سوريا بمساعدة إيران وروسيا.

وعارضت الولايات المتحدة تحركات دول المنطقة لتطبيع العلاقات مع الأسد، مشيرة إلى تعامل حكومته بوحشية خلال الصراع والحاجة إلى رؤية تقدم نحو حل سياسي.

*عضوية معلقة بالجامعة العربية

وحملت الإمارات، وهي شريك استراتيجي آخر للولايات المتحدة، راية التطبيع مع الأسد، واستقبلته مؤخرا في أبو ظبي مع زوجته.

لكن السعودية كانت تتحرك بحذر أكبر.

وقال الدبلوماسي الخليجي إن المسؤول السوري الرفيع “مكث اياما” في الرياض وجرى التوصل الى اتفاق لإعادة فتح السفارات “قريبا جدا”.

وعرف أحد المصادر الإقليمية المسؤول السوري على أنه حسام لوقا، الذي يرأس لجنة المخابرات السورية. وقال إن المحادثات شملت الأمن على الحدود السورية مع الأردن وتهريب حبوب الكبتاجون المخدرة إلى الخليج من سوريا.

وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا في عام 2011 ردا على قمع الأسد للاحتجاجات على حكمه.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في وقت سابق من هذا الشهر إن التواصل مع الأسد قد يؤدي إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، لكن من السابق لأوانه في الوقت الحالي مناقشة مثل هذه الخطوة.

 

وقال الدبلوماسي إن المحادثات السورية السعودية قد تمهد الطريق للتصويت على رفع تعليق عضوية سوريا خلال القمة العربية المقبلة المتوقع عقدها في السعودية في أبريل نيسان.

وعاودت الإمارات فتح سفارتها في دمشق عام 2018 قائلة إن الدول العربية بحاجة إلى المشاركة بشكل أكبر في إيجاد حل للصراع السوري.

وعلى الرغم من أن الأسد ينعم بتجدد الاتصالات مع الدول العربية التي قاطعته ذات يوم، لكن تظل العقوبات الأمريكية عقبة رئيسة أمام الدول التي تسعى إلى توسيع العلاقات التجارية مع دمشق.

وكانت مصادر خاصة لـ “سبوتنيك” قد كشفت قبل أيام، أن المملكة العربية السعودية ستستأنف العمل في قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق قريبا.

وقالت المصادر أن وساطة روسية إماراتية أفضت إلى تذليل العقبات أمام البلدين العربيين، وسط ترجيحات بافتتاح القنصلية السعودية بدمشق، بعد عيد الفطر الذي يلي شهر رمضان المبارك.

 

وأضافت المصادر أن العمل جار على إعادة افتتاح البوابات الدبلوماسية الرسمية بين سوريا والسعودية، وذلك بعد جهود دولية وعربية جرت في هذا الإطار.

وتابعت المصادر: هنالك جهود (روسية- إماراتية) بذلت في الغرف المغلقة تخللها وساطة بين البلدين العربيين، أفضت مؤخراً إلى دفع التقارب بين الدولة السورية والمملكة السعودية، على خلفية التقارب (السعودي/ الايراني).

وتوقعت المصادر أن يتم إعادة افتتاح القنصلية السعودية بعد عيد الفطر القادم، مشيرة إلى أنه سيسبق ذلك زيارة يقوم بها وزير الخارجية السعودي إلى سوريا يلتقي خلالها المسؤولين السوريين وعلى رأسهم الرئيس السوري بشار الأسد.

وبحسب أحد المصادر الإقليمية ودبلوماسي في الخليج، جاء القرار نتيجة محادثات في السعودية مع مسؤول استخباراتي سوري رفيع.

وستمثل إعادة العلاقات بين الرياض ودمشق أهم تطور حتى الآن في تحركات الدول العربية.

وكانت المملكة العربية السعودية قد أغلقت سفارتها بدمشق في مثل هذه الأيام من شهر مارس/ آذار عام 2012، لتنقطع بعدها العلاقات الدبلوماسية بين البلدين العربيين طيلة سنوات الحرب على سوريا.

وكانت السعودية قد أرسلت مساعدات إنسانية لمتضرري زلزال فبراير المدمر في سوريا، حيث حطت طائرة سعودية محملة بالمساعدات الغذائية في مطار حلب الشهر الماضي لأول مرة منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على خلفية بدء الصراع في سوريا عام 2011.

– (ا ف ب) ـ (رويترز)

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك