الصراع الأمريكي – الإيراني على النفوذ في نينوى يدفع ثمنه السيد ريان الكلداني ومعه ثلاثة آخرون من القادة والساسة العراقيون !!!؟

آراء وقضايا 19 يوليو 2019 0
الصراع الأمريكي – الإيراني على النفوذ في نينوى يدفع ثمنه السيد ريان الكلداني ومعه ثلاثة آخرون من القادة والساسة العراقيون !!!؟
+ = -

كوردستريت || مقالات

وسام موميكا

 

.
في ظل الصراع الأمريكي – الإيراني والتوترات الحاصلة في المنطقة والمخاوف الكبيرة من إحتمالية نشوب حرب حقيقية طاحنة بين الطرفين والتي قد يدفع ثمنها بِشكل كبير العراق ومن ثم الدول الإقليمية الأخرى المجاورة ، وهناك مخاوف كبيرة من النتيجة الكارثية على العراق في حال نشوب الحرب بين أمريكا وحلفائها مع إيران  ، هذا إذا وقعت الحرب بالفعل !

واليوم قامت “الخزانة الأمريكية” بإصدار قائمة بأسماء قادة وسياسيين وطنيين عراقيين ووضعها على لائحة القائمة السوداء الخاصة بِالولايات المتحدة الأمريكية وإتخاذ خطوات وإجراءآت سافرة ومشينة بِحق الواردة أسمائهم في لأئحة وزارة الخزانة الأمريكية ، وهذا يعتبر تدخلٌ سافر في السيادة العراقية وفي شؤون الدولة ، وعلى الحكومة العراقية والبرلمان رفض مثل هذا التدخل السافر في شؤون العراق ، فَعندما تتحدث وزارة الخزانة الأمريكية عَن التهم الباطلة  الموجهة الى الأشخاص الأربعة ومن بينهم السيد ريان الكلداني رئيس قائمة بابليون المسيحية وقائد كتائب بابليون التابعة الى الحشد الشعبي ، فَعلى الإدارة الأمريكية أن تثبت التُهم بالأدلة والوثائق حتى نُصدق ما تَدعيه ، حيث إتهمت القادة والسياسيين الأربعة ومن ضِمنهم السيد ريان الكلداني  بالفساد ومنع النازحين المسيحيين وغيرهم من العودة الى مدنهم وبلداتهم وقراهم في مناطق سهل الموصل وخصوصاً في المناطق التي يسيطر عليها كتائب بابليون ! ..وبالطبع فإن هذهِ الإتهامات باطلة عارية عن الصحة ، ولاوجود لِمثل هذه الأمور وما يتكلمون بهِ الأمريكان من خرافات على أرض الواقع في محافظة نينوى ، فَمن الواضح جداً أن الأمريكان بدأوا بإستهداف وتسقيط بعض القادة من فصائل الحشد الشعبي الذين أفشلوا مخططات ومؤامرات أمريكا ضد العراق وخاصة ضد محافظة نينوى ، وهذا واضح تماماً عندما وردت أسماء لِقادة فصيلين مسلحين أحدهما للشبك والآخر للمسيحيين على قائمة أو لائحة وزارة الخزانة الأمريكية والمشمولين بإجراءآت الحظر ! 

.

وإن جميع أبناء الشعب العراقي يعلمون من هي أمريكا وكيف إحتلت العراق وأوجدت فيه الفتنة الطائفية التي دمرت البلد وفرقت أبناء الشعب الواحد ، فَمنذ عام ٢٠٠٣ جائت أمريكا بِجيوشها لإحتلال العراق وقامت بإصدار قرار حل الجيش العراقي وإستهداف الساسة والقادة الوطنيين في البلد ، وثم تعين حاكمها المدني المجرم (بريمر ) الذي جاء بِقوانين ظالمة ومُجحفة بِحق أبناء الشعب العراقي ، وإستمر المحتلين الأمريكان المضي في سياسة تدمير البلاد في محاولة يائسة منهم لإخضاع شعبنا العراقي العظيم الى حاكمهم المدني وسلطتهم الظالمة ، إلى أن عَجزوا عَن تحقيق إرادتهم و نواياهم وأهدافهم المُغرضة والمريضة !.. وثم بعد ذلك أقدموا على صنع لعبة (داعش ) الإرهابي وتمويلهِ للإنتقام من شعب العراق الذي رفضهم وقاموهم حتى دفعهم للإنسحاب من العراق بعد تكبدوهم خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات العسكرية ، وهذه حقيقة يعرفها الشعب العراقي بِجميع أطيافهِ .

وهنا أقول ؟! ..أين كانت أمريكا عندما تركت أرتال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش ) وأخواتها تدخل إلى نينوى في عام ٢٠١٤ .. وأين كانت عندما قامت هذه الجماعات الإرهابية بإقتحام مُدننا وبلداتنا وقرانا المسيحية التاريخية في سهل الموصل !!؟…وماذا عَن قضاء سنجار وقراه المجاورة التابعة للقضاء ، وماإقترفته هذه الجماعات الإرهابية المجرمة بِحق الأيزيديين من قتل للرجال والأطفال وسبي نسائهم …وأين ..وأين ..وأين ..والحديث يطول كثيراً بِخصوص هذا الموضوع  !!!!؟
فَهل يُعقل أن أمريكا وحلفائها لم تشاهد أرتال عصابات داعش عندما بدأت في الدخول الى محافظة نينوى لإحتلالها في عام ٢٠١٤ ، والجميع يعلم أن أمريكا وحلفائها يمتلكون تكنولوجيا متطورة ، بحيث يستطيعون من الفضاء أن يرصدوا كل شيء يسير على الأرض ؟!!!
أسئلة كثيرة موجهة للحكومات الأمريكية وحلفائها !!؟

 

.
فَمثل هذهِ الأسئلة كانت ولاتزال تُطرح وتُداول بين أبناء شعبنا العراقي بِجميع أطيافهِ وهي ليست بِجديدة ، وأن هذهِ الأسئلة إستجدت اليوم وخصوصاً بَعد القرار الآخير الذي أصدرته وزارة الخزانة الأمريكية بِوضع أحد أبناء شعبنا المسيحي وهو السيد ريان الكلداني  ضِمن اللائحة السوداء ، وتوجيه عِدة إتهامات  باطلة بِحقهِ ، وإدعائها الكاذب لِتورطه بِقضايا فَساد وإنتهاكات تَمس حقوق الإنسان حسب ما أورده لنا تقرير الخزانة الأمريكية !!؟

روابط الخبر وبيان وزارة الخزانة الأمريكية وباللغتين العربية والإنكليزية :
https://home.treasury.gov/news/press-releases/sm735

.

فَهنا يجب أن يكون لنا وقفة حقيقية وجادة حول ما أورده تقرير وبيان الخزانة الأمريكية بِحق السيد ريان الكلداني ، هذا الرجل الشجاع الذي شارك مع قواته كتائب بابليون (اللواء٥٠ ) وبشكل فعال وكبير إلى جانب الجيش العراقي وقوات البيشمركة وفصائل أُخرى من الحشد الشعبي في معارك تحرير مُدن وبلدات وقرى شعبنا من دَنس تنظيم داعش الإرهابي  في عام ٢٠١٦  ومنها مُدن وقرى شعبنا في سهل الموصل التاريخي ، والتضحيات الكبيرة لِكتائب بابليون في معارك تحرير الأرض والمقدسات من دَنَس تنظيم داعش الإرهابي  ، وذلك إلى جانب إخوانهم من فصائل الحشد الشعبي وقوات البيشمركة والجيش العراقي الأبطال ، وحيث شاركت أيضاً كتائب بابليون بِقيادة السيد ريان الكلداني في معارك تحرير (دير الشهيدان مار بهنام وأُخته ساره ) للسريان الكاثوليك “الآراميين ” من براثن ودنَس الإرهابيين الأنجاس ، والمشاركة الفعلية في معارك تحرير مُدن وقرى كلدانية وسريانية (آرامية ) واقعة ضمن سهل الموصل ، منها بلدات (برطلة وكرمليس وبغديدا وباطنايا وتلكيف وتسقوبا  ) ومدن أُخرى .
ويَشهدُ على صحة كلامي هذا عددٌ من رجال الدين المسيحيين وخاصة رؤساء الكنائس الكلدانية والسريانية الارثوذكسية والكاثوليكية الذين كانوا حينها حاضرين من خلال الزيارات التي قاموا بها لِتفقد  البلدات والكنائس والأديرة المحررة في سهل الموصل للإطلاع على الأوضاع المأساوية والكارثية التي خَلفها تنظيم داعش الإرهابي وماألحقه من دمار وحرق وخراب في البلدات والقرى والكنائس والأديرة  المحررة ،  عِلماً أن جميع الزيارات كانت بِتأمين من السيد ريان الكلداني وقواتهِ المُسيطرة  على الارض ، ولكن للأسف نرى أن بعض رجال الدين المسيحيين الذين يَدعون تمثيل السيد المسيح لِنشر رسالتهِ السماوية بين الشعوب والأُمم ، قد نَكروا كل تلك الجهود التي كان ولايزال يَبذلها السيد “ريان الكلداني ” ، لابل وإنقلبوا ضدهِ ووقفوا الى جانب السيد يونادم كنا الذي ظَهر لنا متأخراً لإبراز وإستعراض عضلاتهِ من خلال ميليشياتهِ (NPU ) التي إنخدع بِها كل من تَطوع ضِمن فصائِلها وخاصة بعض أبناء شعبنا السريان الآراميين  ، بالإضافة إلى ذلك ماقام به السيد يونادم عندما تآمر على السريان الآراميين وألغى إسمهم من الدستور العراقي في عام ٢٠٠٥ ….

 

.

وهكذا وبعد زوال خطر داعش وتحرير مُدننا وبلداتنا وقُرانا وعودة شعبنا النازح إلى سهل الموصل بِفضل الجيش العراقي وقوات البيشمركة وفصائل الحشد الشعبي ، والدور الكبير الذي بذلته كتائب بابليون بقيادة السيد ريان الكلداني في تحرير الأرض ، وللأسف بعد فترة سُبات جاء إلينا مجدداً السيد يونادم وميليشياته  ومن دون تقديم أية تضحيات ليحاولوا  السيطرة والإستحواذ على الأرض والمُدن والبلدات والقرى التاريخية للآباء والأجداد الآراميين في سهل الموصل ولينطبق عليهم المثل الشعبي القائل (يا مَن تعب يا من شِكا ..ويا مَن على الحاضر لِكا ) !!!؟
ولإيضاح الصورة بِشكل أفضل للقاريء والمتابع الكريم حول حقيقة هذا التقرير الذي أصدرته الخزانة الأمريكية بِحق السيد ريان الكلداني والإتهامات الباطلة الموجهة له من بين الأسماء الثلاثة الآخرين ، وهذا ما لايمت إلى الواقع بِصلة لأنه بعيد جداً عن تاريخ السيد ريان الكلداني وفصيله العسكري الذي يقوده ضِمن قوانين الحشد الشعبي المرتبط بقرارات القائد العام للقوات المسلحة العراقية ، وبناءاً على ذلك ..أُطالب الرئاسات الثلاثة في العراق لِرفض وإستنكار والتنديد بالبيان والقرار الأمريكي الجائر الذي يُعتبر تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي للعراق، فَمنذ متى باتت أمريكا تهتم بِقضايا الفَساد في دول العالم!؟…ونحن نعلم جيداً بالفساد المُتغلغل في مفاصل الدولة العراقية ومنذ سنوات من شماله إلى جنوبه !!؟
وما دَخل أمريكا في هذا الشأن الداخلي .. وهل أن الفساد والدمار والخراب ونَهب أموال البلد منذ ٢٠٠٣ حتى يومنا هذا   سببه أربعة أشخاص فقط ومن ضِمنهم السيد ريان مثلاً !!؟
ياأمريكا يا عَدوة الإنسانية …يُقال (حَدِث العاقل بِما لا يُعقل فإن صَدق فَلا عَقل له ) ، فَعَلى مَن سوف تَنطلي مِثل هذه الألاعيب والأكاذيب المَفضوحة  !!؟

 

.

أما عَن بُدعة وكذبة حقوق الإنسان التي تروج لها أمريكا وحُلفائها ، فأين تقف أمريكا من مباديء حقوق الإنسان  وهي عاجزة تماماً عَن تطبيق مثل هذا الأمر حتى في أمريكا نفسها  !..إذن لماذا هذا التناقض الأمريكي بين الأقوال والأفعال !

إن السياسة الأمريكية باتت معروفة ومكشوفة للجميع ، وهي تَفعل ماتشاء بِما تقتضيه مصالحها ، وإن أمريكا لديها مَصالح وأطماع في العراق وخاصة في محافظة نينوى التي أدخلوها في حقل تجاربهم المُدمرة وآخرها كانت لعبة تنظيم داعش الإرهابي ، فأمريكا صَنعت وخَططت ونَفذت ومن ثم (قتلت القتيل ومَشت في جنازتهِ ) وكأنه شيء لم يحدث !!..واليوم وبَعد أن وجدت أمريكا أن صراعها مع إيران بدأ يتطور ويأخذ مَنحى آخر من خلال الإستحواذ السياسي الإيراني الواضح والصريح على مراكز صنع القرار والثروات الإقتصادية في محافظة نينوى ، وآخرها كان الصراع السياسي على مَنصب المحافظ الذي دَخل في صفقات فساد ومزايدات سياسية للإستحواذ على هذا المنصب من قِبل جهات سياسية وحزبية من داخل وخارج المحافظة وبِدعم سياسي إيراني واضح ، وهذا حسب التقارير السياسية والإعلامية الداخلية والإقليمية والدولية، وكل هذا وغيره مِما يَتعلق بالوضع السياسي والإداري لِمحافظة نينوى كان له التأثير الكبير على الإدارة الأمريكية للإسراع والتخبط في إتخاذ القرارات السياسية والإجراءآت الإنتقامية بِحق أَربعة من القادة والشخصيات السياسية ومن ضِمنهم  السيد ريان الكلداني (المسيحي ) الذي وقَع ضحية الصراع الامريكي – الإيراني على السلطة والنفوذ والثروات الطبيعية والإقتصادية في محافظة نينوى ، التي كان ولايزال أهلها مهجرين ونازحين ، وقد دفعوا ثَمناً باهضاً بِسبب هذهِ الإختلافات والصراعات على النفوذ ونَهب خيرات المحافظة الغنية بِثرواتها وتراثها وإرثها التاريخي والحضاري المُنوع .

لكن هذا الأمر يبقى غريباً بعض الشيء ، فَقبل أيام قامت الحكومة البريطانية ، حليفة أمريكا والمدافعين عن مايدعونه بالشعار الفارغ (حقوق الإنسان ) ، فقد قامت الحكومة البريطانية بِفرض حظر على إحدى المنظمات والجمعيات الآثورية المعروفة ب(أسيرو ) وتوجيه تُهمة بِدعم الإرهاب إلى أحد مَطارنة الكنيسة الآثورية في سوريا وهو ( Mar Afram Athneil, the Bishop of Syria) !!؟

 

.

وإن هذه الإتهامات والعقوبات التي فرضتها الحكومة البريطانية على الجمعية الآثورية ومطران الكنيسة في سوريا ، جائت بسبب الأموال التي دفعتها الجمعية والكنيسة لإطلاق سراح عدد من أبناء هذه الطائفة من الذين وقعوا أسرى ورهائن في قبضة تنظيم داعش الإرهابي عندما نفذت هجومها على قرى مسيحية عِدة في محافظة الحسكة السورية !!…
التفاصيل في الرابط أدناه :

https://www.thetimes.co.uk/edition/news/bishops-charity-paid-ransom-for-isis-hostages-3mqxvlh79

إذن نعود بالسؤال الى أمريكا وحلفائها ؟!
أين أنتم من حقوق الإنسان إذا كنتم تنظرون الى قضية إنقاذ أرواح أناس أبرياء   وقعوا في قبضة التنظيم على أنها جريمة يجب محاسبة كل من ساهم في إنقاذ هؤلاء الأبرياء !!

وفي الختام أود التوضيح الى أن المقال ليس دفاعاً عَن شخص أو جهة معينة ، بل أنها الحقيقة بِعينها لِكل شخصية أو جهة ورد ذكرهم في مقالي أعلاه ….وشكراً للجميع 

.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك