العبادي في ضيافة البارزاني بجعبته

آراء وقضايا 07 أبريل 2015 0
+ = -

 

عوامد العراق مربوطة بالقيود والسلاسل والمفتاح في جيب ولي الفقيه ,في ” قم ” حيث المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي خامنئي ,مركز القرار والفتاوي ,لا يضاهيه ولا يجابهه أحد ,وهو الأب الروحي للطائفة الشيعية ,اينما كانوا, واينما وجدوا,تمضي إيران في مشروعها التوسعي باتجاه اليمن عبر الحوثيين بالمال والأعتدة ,الى أن انقلبوا على هادي في معقله في العاصمة صنعاء ,الرئيس الشرعي بخاتم الأمم المتحدة ,فنزل دخيلاً على عدن في الجنوب,الخطر دق باب المملكة,فهبت قبل أن تفوتها الفرصة,لتضع حداً للتوسع الإيراني وطموحاتها التاريخية,قبل أن تصفر الجرس,منعاً لإثارة النعرات الطائفية ذاتها,وإدخالها دوامة الفوضى والشغب لزعزعة أمنها وإستقرارها,فتحالفت معها العديد من الدول,كانوا خصوماً في السابق لإلتقاء الأجندات والمصالح,هم ذاتهم الذين مدوا تنظيم الدولة الإسلامية,مادياً ولوجستياً,حيث الممول الأساس للإرهاب والإرهابيين,هنا مرط الفرس,اختلط الأوراق من جديد بطريقة أخرى واتجاه آخر,أدركت السعودية ومن معها حجم المخاطر والكارثة,إضطروا الى الإصطفاف معاً لمواجهة وباء هذا الإرهاب الفتاك,حمايةً لأمنهم .

.

ما يؤثر إيجاباً على أقليم كوردستان الذي يعاني هو الآخر من أمرين إرهاب داعش وخطرالتدخل الإيراني السافر والغير مبرر في شؤونه,حتى وصلت الحالة بالعراق,خاصة المناطق السنية الملتهبة الى درجة لا يطاق,فنزل السيد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ضيفاً على الرئيس مسعود البرزاني إدراكاً منه بعدم قدرة حكومته المقوض من الأمن الإيراني وقدرة جيشه الضعيف وسط الميليشيات الكثر والحشد الشعبي المرتبط بالحرس الثوري وفيلق القدس الايراني  منفردين لمواجهة أعتى وأفتك تنظيم عرفه الشرق الأوسط والعالم .

.

لذا كان لزاماً عليه أن يستنجد بالبيشمركة الأبطال,كقوة وطنية معتمدة اقليمياً ودولياً,إعترافاً منه ببسالتها وتكتيكاتها وصبرها في التصدي للإرهاب والفلول المرتبطة به,وهو يعلم بدراية مكانة الأقليم وعظمته وقوته ,وما تحتله من وزن دولي واقليمي غير مسبوق,ودوره في المعادلة الاقليمية الآنية والمستقبلية ,واعتباره جزءاً من التغييرات والمستجدات الجيوسياسية ,وأي حل مرتقب في المنطقة ,بل والمعضلة المفصلية للشرق الأوسط وهو يسير باتجاه التحديث والتجديد والتغيير لا محالة, وجزء من الترتيبات المهمة التي تتم الإعداد لها ,ريثما يتم الاتفاق على مشروع أو إستراتيجية واضحة المعالم تحل محل اتفاقية سايكس بيكو لرسم خريطة جديدة تنبثق عنها دول واقاليم جديدة في اليمن والعراق وسورية .

.

ومن المفارقات بأن السعودية وجدت نفسها مضطرة في أن تغير من سياستها تجاه داعش ومثيلاته ,ما يدفعها طبيعة الحال الى الإنفتاح على أقليم كوردستان ,لدرء الخطر المشترك والعدو المشترك والمصلحة المشتركة ,أما تركيا فالإنتخابات على الأبواب وطموحات أردوغان لا نهاية لها ,فإما أن تقطع العلاقة مع داعش وتسحب دعمها المادي له وتدخل في التحالف بشكل رسمي وتخطي خطوات إيجابية وجادة بإتجاه عملية السلام التركية الكوردية داخل اراضيها,وإلا ستدفع الضريبة,والضريبة تكون مكلفة وثقيلة .

.

والسيد العبادي وجد نفسه في الاقليم لطي صفحة الماضي ومخلفات زميله وصديق دربه نوري المالكي والسير قدماً لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من بنود بين حكومته وحكومة اربيل ,وإيجاد حلول لجميع المشاكل العالقة بينهما, خاصة ما يتعلق بالموازنة العامة وحصة الاقليم منها ,والاتفاق النفطي المبرم بين الجانبين مؤخراً ,علاوة على العلاقات الأمنية والاقتصادية والتبادل التجاري والشراكة الفعلية ,في ضوء التفاهمات والتغييرات الحاصلة على ارض الواقع,والأهم من كل ذلك تحرير محافظة الموصل ,ووضع خطة خاصة بالمعركة ,وتسليح قوات البيشمركة بالأسلحة الثقيلة والعجلات المدرعة,كأحد شروط الاقليم,وتشكيل لجنة من الخبراء العسكريين والأمنيين والفنيين لدراسة كيفية مشاركة الاقليم في العملية حاضراً ومستقبلاً ,لتحديد ساعة الصفر في الوقت المناسب .

.

صبري حاجي

27.4.2015

Loading

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك