العراق بين رشوة السعوديةوميليشيات إيران

آراء وقضايا 12 أبريل 2019 0
العراق بين رشوة السعوديةوميليشيات إيران
+ = -

كوردستريت|| مقالات

.

سمير عادل

الوضع السياسي والامني في المنطقة يسخن، والعراق هو الوقود الذييعدونه كي يكون اداة التسخين. اعادة العراق الى المحيطالعروبياو التشبث به وابقائه في حاضنةالاسلام السياسي الشيعي، هوالسيناريوهات التي ترسم له. ولكن احراز اي مكان في السيناريوالذي يعد له يجب ان يكون مدفوع الثمن. ففي عالم اعادة تقسيمالمناطق وفتح عهد جديد لعالم متعدد الاقطاب، فليس هناك مكانمجاني حتى لو كان في المقاعد الخلفية. فلقاء القمة الذي عقد فيالقاهرة بين السيسي المصري وعبد الله الاردني وعبد المهدي العراقيكان مدخل لمنح السعودية مليار دولار بمثابة رشوة لاثبات حسن نيةالى حكومة المحاصصة كي ينهي حالة الهدنة التي تسود علىالاطراف والقوى السياسية المتصارعة على السلطة. فالسعوديون بعدفشل اطروحاتهم الطائفية وانهيار مشاريعهم العسكرية مثل القاعدةوداعش واخواتها، عرفوا كلمة السر للدخول الى العراق وهي بجعللعاب القوى الداخلة في العملية السياسية ان تسيل كلما شموا بأنهناك فرصة للحصول على الاموال. وفي عراق شيدته الماكنة العسكريةالامريكية على جماجم العمال والمحرومين الذين يمثلون اغلبيةالجماهير بغزوه واحتلاله التي تصادف ذكراه هذه الايام، تتحولالمبادئ الى مسالة نسبية، وتغيير الولاءات يرتهن بتغيير المصالح،وتتحول اتجاه البوصلة دوما باتجاه من يملك خزينة المال.

 

.

بيد ان ايران الجمهورية الاسلامية تعيش احلك ايامها اقتصاديا، فلاتملك المال كي تستثمر في شراء الولاءات، لان الولايات المتحدةالامريكية تشدد كل يوم الحصار عليها، الا انها تملك الاذرعوالمليشيات التي شكلتها ودربتها وانفقت عليها من حلال المال العراقيالمنهوب من ايرادات المنافذ الحدودية والميناء وانتاج النفط واستثمرتتراكم تلك الاموال المنهوبة في تأسيس الشركات والمؤسسات والبنوكلإدارة تلك المليشيات من خلال التمويل الذاتي، وهذا ما جعل مرشدالثورة الخامنئي وبعالي الصوت يطلب من عادل عبد المهدي اثناءزيارته قبل ايام الى طهران بالتعجيل باخراج القوات الامريكية منالعراق. ولكن رد عبد المهدي لم يأت كما تشتهي سفن الخامنئي، حيثلم يورد في البيان الصادر عنه اي تلميح او اشارة الى خروج القواتالامريكية.

 

.

وعلى الصعيد الداخلي العراقي، فالبرلمان فقد حماسته لتشريع قانونبأخراج القوات الامريكية، لان الادارة الامريكية وجهت تهديدا الىالقوى السياسية في البرلمان بجميع تلافيفها عندما تعالت الاصواتالوطنيةوحماةالسيادةبدفع البرلمان لإصدار القانون المذكور،بأنه سيسحب جميع شركاتها وخاصة النفطية من العراق ويفرضحصارا اقتصاديا عليه. وهنا تتغير الولاءات لهؤلاء مثلما ذكرنا، كماتتغير المبادئ بنفس الدرجة، فقد تصلح اي المبادئ في ظروف الامسولكنها لا تصلح في اوضاع اليوم.

بموازاة ذلك تقرر الولايات المتحدة الامريكية بتصنيف الحرس الثوريالايراني كمنظمة ارهابية، وهذا يعني سيمسك بتلابيب الحرس فيالمنطقة بما فيها العراق، وهنا نقصد المليشيات التي شكلت تحتعنوان الحرب على داعش، وتحديدا المنضوية عدد كبير منها فيمؤسسةالحشد الشعبي“. وهذا علاوة على تعميق الصراع بين تلكالمليشيات في صفوف الحشد الشعبي والتي ستجر على الاحزابوالقوى الاسلام السياسي التي شكلتها، فأنها ستدخل صراع معالمؤسسة الرسمية الحكومية، بعد ان يوضع وجودها تحت طائلةالسؤال.

في العراق الذي لم يتأسس فيه دولة بالمعنى السياسي والقانوني، فأنالدعوة الى جعل العراق بمنأى عن الاقطاب الاقليمية والدولية كما كانيتحدث المالكي وبعد ذلك العبادي والان عبد المهدي ليس الا جعجعةبلا طحين، واصحاب تلك الدعوات يطلقونها لتطيب الخواطر وتسكينمؤقت لتهدئة البال، او تأتي في اطار فذلكات دعائية واعلامية التيتعود عليها ساسة المحاصصة.

 

.

بالنسبة لنا نحن العمال والجموع الجماهير الغفيرة في العراق، ليسلدينا اية مصلحة بالصراع بين الاقطاب الاقليمية والدولية، والادهىمن ذلك لم يتحدث اي طرف لا الخامنئي الايراني ولا ترامب الامريكي،ولا عبد المهدي العراقي ولا سلمان السعودي عن عدد الاسهم التيسنحصل عليها في بورصة الصراع على النفوذ والامتيازاتالاقتصادية والمالية في العراق، ولكن ما نعلمه وبالفطرة او الغريزة اوالتجربة التي تعلمنا منها وخلال اقل من عقد من الاحتلال الامريكيوعقد ونصف من سلطة الاسلام السياسي الشيعي، فأن نصيبنا كاندوما مضمونا ومعلوما من المفخخات والعبوات الناسفة والاغتيالاتوالاختطافات والتشرد والتهجير والقتل على الهوية من اجل تغييرالمعادلة السياسية لصالح طرف من الاطراف المتحاربة كما يحدثاليوم.

ان التنظيرات التي تسوق لتبرير الصراع بين تلك الاقطاب سواء كانتقومية وعروبية مثلما يتحدث علاوي والمطلك، والحلبوسي ولكن بصوتاضعف من رفاقه الاخرين بسبب صدور امر تعينه من قم، بأعادةالعراق الى محيطه العربي، او تنظيرات الطرف المقابل من مليشياتالاسلام السياسي الشيعي، واقحام مقولةالمقاومةعلى الادبياتالسياسية في العراق ليحل محل مقولات السبعينات والثمانينات القرنالماضي وهي محور ضد الاستعمار والصهيونية والامبريالية،، فهياي تلك التنظيرات ليست الا مبررات فارغة وواهية لسوقنا الىمحرقتهم، وبعد الاعياء من الحرب وعدم قدرة اي طرف من لوي ذراعالطرف الاخر الى حد كسره او خلعه، تنفض غبار المعارك، ليجلسالجميع على مائدة مستديرة يتقاسمون كل شيء، مثلما حدث فيلبنان، بينما نحن ننبش في المقابر الجماعية للبحث عن قتلانا، ويزدادعدد الاطفال عن اليوم بالبحث عن ما يسد رمقهم في اكوام الزبالة،واما امهاتهم اما تقتلهم الحسرة على فقدان احبابهم او يقعن ضحايافي شباك العصابات المتاجرة بالبشر والجنس او يتحولن الى عبيدالعمل المنزلي لو كان من منهن حالفهن الحظ. اليست هذه هي الحياةفي مخيمات النازحين في انحاء العراق بعد الانتهاء من سيناريوداعش.

 

.

ان معركة الخامنئي وترامب، ليست معركتنا، وان مال سلمان السعوديليس من اجل بناء المدارس والمستشفيات ورياض الاطفال وتعبيدالشوارع او حتى ليس من اجل اطفاء قسم من ديون العراق الذي ندفعنحن فاتورة فوائدها بل لتسخين اسواق امراء الحرب، فحذار الانجراروراء تلك الاوهام والخداع من الترهات والخزعبلات وعلينا ان نبنيجبهتنا خارج عن فلكهم.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك