الغارديان: ترامب يضع إيران أمام 3 خيارات

صحافة عالمية 10 مايو 2019 0
الغارديان: ترامب يضع إيران أمام 3 خيارات
+ = -

كوردستريت|| الصحافة

.

تحت عنوان “سياسات ترامب الحمقاء تجعل الحرب مع إيران أقرب” نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية مقالا يناقش خيارات طهران الصعبة ضد سياسات واشنطن التي تدفع المنطقة إلى مواجهة شاملة.

وحسب الصحيفة، فإن الساسة الإيرانيين السلطويين والقمعيين يجب أن يغيروا سلوكهم، لكن دونالد ترامب ومستشاريه يصرون على أن يفعل الإيرانيون بالضبط كل ما تقوله الولايات المتحدة وما يصب في مصلحتها، وهو بالتحديد إنهاء 40 عاما من التحدي الذي بدأ بعد الثورة الإيرانية، فما يريدونه هو تغيير النظام في إيران.

وتعتقد الصحيفة أن القيادة الإيرانية تواجه حاليا ثلاثة خيارات: الاستسلام أو الانتظار أو المقاومة، مضيفة أن الاستسلام ليس خيارا حقيقيا على الإطلاق، فالرئيس المعتدل حسن روحاني وحلفاؤه الأساسيون مثل وزير الخارجية جواد ظريف، لن ينجو من تبعات هذا النوع من الانسحاب الاستراتيجي والإقليمي الشامل الذي يطالب به الأمريكيون.

وأي محاولة لحل وسط ستستغلها المؤسسة الدينية بقيادة المرشد الأعلى أية الله علي خامنئي والأصوليون اليمينيون والحرس الثوري المتنفذ لضرب بقايا المعسكر الإصلاحي.

كما حذرت الصحيفة من إمكانية تفكك إيران في حال فقد النظام السيطرة على الأمور في وجه انتفاضات في المدن مدعومة من الخارج، لا سيما وأن الأقليات القومية الكبيرة الصغيرة في البلاد ليس هناك ما يدفعها لتشعر بالود تجاه المركز.

.

وحسب الغارديان، فإنه من غير المرجح أن يكون لدى الأمريكيين خطة لإيران ما بعد انهيار النظام، مثلما افتقدوا مثل هذه الخطة للعراق عام 2003. ونظرا إلى تلك السابقة الكارثية، تضيف الصحيفة، يتوجب على جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي ومهندس العراق الغزو، أن يفكر مليا قبل تكرارها، كما يجب عليه وغيره من “المتلاعبين قصيري النظر” أن يحذروا مما يتمنونه.

وترى الصحيفة أن الخيار الثاني لإيران، أي انتظار إزاحة ترامب من منصبه عبر الانتخابات العام المقبل، يبدو صعبا أيضا، فترامب قد يفوز بولاية ثانية، كما أنه من غير المحتمل أن يقبل أي خليفة ديمقراطي له السياسة الحالية: “قد تخفف الضغط، لكن خيار ترك إيران يفلت من الصنارة غير مطروح في ظل المناخ السياسي المضطرب السائد في الولايات المتحدة حاليا”.

.

وحسب الغارديان، فإن احتمال إقدام الأوروبيين على تحرك ينقذ إيران، والذي تعول عليه ضمنيا مهلة الـ60 يوما لروحاني لإنعاش الصفقة النووية، يبقى بعيد المنال، فرغم عدم ارتياح فرنسا أو بريطانيا لسياسيات ترامب، إلا إنهما رفضتا أيضا تهديدات روحاني باستئناف النشاطات النووية، وهما تنتظرون من طهران، وليس من واشنطن أن تتراجع.

ولفتت الصحيفة إلى أن محاولات بعض دول الاتحاد الأوروبي على مدار العام الماضي للالتفاف على العقوبات الأمريكية المتجددة ضد إيران لم تأت بشيء، كما أن عقد آمال على قدرة مجلس الأمن الدولي المنقسم على نفسه والفاقد لمصداقيته على محاسبة الولايات المتحدة يبدو أمرا غير واقعي أيضا. وحتى مع ترامب خارج الصورة، ستستمر إيران في مواجهة العداء المستحكم من إسرائيل والسعودية.

وحسب الصحيفة، فإن الخيار الأخير المتاح لإيران، أي المقاومة، يكتنفه جو مخيف من الحتمية، لا سيما وأن التصريحات التحركات الأخيرة لواشنطن توحي بأنها حريصة كل الحرص على القتال.

وتشير الغارديان إلى أنه رغم ما يقال بإن ترامب يرغب في تجنب صراع آخر في الشرق الأوسط، فإن الصقور مثل بومبيو وبولتون ونائب الرئيس مايك بنس، الذين يديرون الملفات الخارجية بينما يلعب ترامب الغولف ويغرد على تويتر، لا يشعرون بالخجل من تكرار أخطاء التدخل العسكري في الخارج بل وربما وسيستمتعون بذلك.

.

وتخلص الصحيفة إلى أنه مع تصاعد وتيرة التهديدات لبقاء النظام الإيراني، فإن احتمال الرد العنيف من جانب الأوساط المتشددة في طهران أو أتباعهم يزداد يوما بعد يوم، وبالتالي عن قصد أم لا، تدفع الولايات المتحدة إيران على طريق الحرب. (روسيا اليوم)

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك