الفايننشال تايمز: “العالم العربي يزن ثمن إعادة تأهيل الأسد”

صحافة عالمية 02 مايو 2023 0
الفايننشال تايمز: “العالم العربي يزن ثمن إعادة تأهيل الأسد”
+ = -

كوردستريت || الصحافة

 

نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقال رأي لريا جلبي من بيروت وأندرو إنغلند من لندن وسامر الأطرش من دبي، في، بعنوان “العالم العربي يزن ثمن إعادة تأهيل الأسد”.

ويقول الكتاب إن سلسلة الزيارات من قبل كبار الشخصيات العربية إلى سوريا، تشير إلى أن عزلة الرئيس بشار الأسد الإقليمية التي استمرت 12 عاما قد تقترب من نهايتها.

ويقول جوزيف ضاهر، الخبير السوري في معهد الجامعة الأوروبية في إيطاليا، إن “التطبيع مع الأسد يبدو حتميا”.

ويوضح “قد تكون هناك بعض الاختلافات بين الدول العربية، لكن هذه الاختلافات أخذت تتضاءل بشكل كبير، بينما تنامت مصلحتها المشتركة في ترسيخ شكل من أشكال الاستقرار الاستبدادي الإقليمي”.

بينما، يشعر الأسد بالثقة، تذكر الصحيفة. وفي اجتماع لوزراء الخارجية في الآونة الأخيرة ناقشوا إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية، قال مسؤولون إنه لم يبد أي اهتمام بالتسوية. وقال مسؤول “السوريون يريدون استسلاما كاملا.. البعض يمزحون بالقول: حتى أنهم قد يطلبون الاعتذار”، بحسب الفايننشال تايمز.

وتذكر الصحيفة أنه لا تزال بعض الدول العربية مترددة، ومن بين الدول التي امتنعت عن الخطط التي تقودها السعودية لدعوة الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية هذا الشهر، قطر والكويت.

لكن كبار المسؤولين من عدة دول عربية، بما في ذلك السعودية والأردن والعراق ومصر، بدأوا العمل بشأن قضايا لإثارتها مع سوريا. ويقول أحد الدبلوماسيين إن مثل هذه المفاوضات ستختبر ما إذا كان الأسد “جادا أم لا” بشأن العودة إلى الحظيرة الدبلوماسية العربية، وفق الصحيفة.

قطعت معظم الدول العربية العلاقات مع الأسد في عام 2011، لكن بعد استتعادته السيطرة على معظم سوريا، سرعان ما بدأ الضغط لإعادة إشراكه، بقيادة الإمارات العربية المتحدة، التي أعادت فتح سفارتها في دمشق عام 2018، ثم البحرين.

 

ويقول أندرو تابلر، المسؤول الأمريكي السابق والزميل البارز في السياسة العربية في معهد واشنطن للأبحاث، إن الضغوط التي مارستها إدارة ترامب منعت الآخرين من المتابعة.

في تلك المرحلة، كانت المنافسة بين إيران والسعودية مستنزفة للمنطقة، لذلك لم تكن هناك رغبة كبيرة في التواصل مرة أخرى مع الأسد. ولطالما دعمت دول الخليج جماعات المعارضة وعارضت الوجود الإيراني المتزايد في سوريا.

لكن المواقف تجاه طهران قد تغيرت، مدفوعة جزئيا بما يقول المسؤولون الإقليميون إنه عدم وجود توجيه واضح من الولايات المتحدة ورغبة الإمارات والسعودية في تهدئة التوترات مع إيران. وقد مهّد هذا الطريق لاتفاق الشهر الماضي بوساطة الصين بين إيران والسعودية.

 

ويقول أحد كبار المسؤولين السعوديين إنه على الرغم من أن إعادة إشراك سوريا لم تكن “شرطا” من الصفقة، إلا أن “أحدهما له تأثير على الآخر”، مضيفا “لا أعتقد أننا كنا سنصل إلى سوريا إذا لم نقم بذلك.. مد يد العون لإيران”.

وأوضح تابلر أنه في أعقاب الزلزال الهائل الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير/شباط، خففت الولايات المتحدة مؤقتا من قيود العقوبات لتسهيل تدفق المساعدات إلى سوريا، مما خلق لحظة للقادة العرب للاستفادة منها، وأثار دهشة المسؤولين الأمريكيين.

وترى الصحيفة أنه حتى الرياض، التي قادت المبادرات الدبلوماسية الأخيرة لدمشق، لم تلتزم بعد بإعادة العلاقات الكاملة مع الأسد من دون بعض التحرك من الجانب السوري.

 

ويقول دبلوماسي عربي آخر إن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية “يجب أن تكون نتيجة جهد”، ويضيف “لقد توصلنا إلى إجماع حول القضايا التي يجب التركيز عليها، بما في ذلك المخدرات والقضايا الإنسانية واللاجئين.. هذه قضايا نريد من النظام أن ينجزها”.

وتقول الصحيفة “قد يكون من الصعب إحراز تقدّم كبير. وقال خبراء إن الزعماء العرب لن يضغطوا على الأسد بشأن الانتهاكات في زمن الحرب لتجنب لفت الانتباه إلى سجلاتهم. كما أن ملايين اللاجئين في الخارج، هم أيضا مشكلة مستعصية”.

(بي بي سي)

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك