” الفتنة تهدد بقاء سوريا… من المسؤول؟؟ “

آراء وقضايا 01 يوليو 2015 0
” الفتنة تهدد بقاء سوريا… من المسؤول؟؟ “
+ = -

 يبدو أننا أمام مُعْضلة صعبة تُوَقفنا أمام مفترق الطرق.. في ظل المشهد السياسي المتصاعد بين فئة من المعارضة السورية “السنية” العربية على وجه الخصوص, وبين قسم من الكورد على خلفية هجمات “داعش” المناطق الكوردية وبشكل خاص ( كوباني ) مع صمت المعارضة العربية, مما يخدم سياسة النظام أولاً في محاولاته لتحييد الكورد عن “الثورة السورية”, و انجراراً خلف العقليات الشوفينية العربية التي تهلهل و تولول ليل نهار على أن الكورد سيشكل دولته القومية في شمال سوريا, ليس بكاءً على وحدة سوريا, بل إشباعاً لغريزته العنصرية التي لا تشبع إلا باقتلاع الكورد من جذوره ولو ذبحاً بالسكين.

>

ومع تصاعد وتيرة الحرب بين قوات كوردية و “داعش” يشتد وزر الشوفينية معها من قبل أولئك الضالين عن الوطن ومصلحة الشعب.

.

فبدلاً من أن ينددوا بالأعمال الإرهابية لداعش ضد مواطنين أكراد بغية تصفيتهم عرقياً كما شاهدنا في عملية مجزرة (كوباني) مؤخراً, تَقَدم بعض من المعارضين في الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة على إثارة “قضية” التطهير العرقي من قبل قوات كوردية ضد العرب والتركمان في (كري سبي) تل أبيض, وسكتوا عن المجزرة التي تعرض لها الكورد في (كوباني) على يد مرتزقة “داعش”..

.

نفهم من ذلك بأن أولئك كانوا راضون على ما يحصل للكورد من تطهير عرقي, مع تأكدنا على أن أية تجاوزات عرقية لم تحصل في (كري سبي) تل أبيض على يد القوات الكوردية..

.

ومع ذلك تأتي مجموعة من الشوفينيين ” من لجنة تقصي الحقائق” التي شكلها الإئتلاف بتزوير الوقائع عمداً لتجريم الكورد على أنهم أقاموا بأعمال تطهير عرقي لكل من العرب والتركمان.. وذلك خدمة لتمرير الفتنة بين الكورد والعرب, بينما كل المكونين تدحض تلك الإتهامات و تنفي ما جائت في بيان الإئتلاف جملة وتفصيلاً, ما عدا أولئك المجرمون الذين كانوا قد بايعوا داعش منذ دخولها تل أبيض قبل أكثر من عام و قاموا هم بعمليات التطهير العرقي ضد الكورد الآمنين وسلب ونهب ممتلكاتهم و حرق بيوتهم, عندها لم تتحرك ضمائر أولئك, يبدو أن الكشف عن الحقيقة لم يحلو لقسم من لجنة تقصي الحقائق, والتي نظمت تقريرها عن بعد بدون إجراء تحقيق مهني كما كلفها الإئتلاف. لذلك يبدو المشهد بات صعباً في ظل المشدات الإعلامية, وخاصة من جهة طيف واسع من الكورد الذين يعتقدون بأن بقاء المجلس الوطني الكوردي في إطار الإئتلاف بات مخجلاً, لا بل يشكل خيانة لقضيتهم القومية والإنسانية.. و بإعتقادهم من خلال إصدار بيانات متعددة من قبل الإئتلاف تشكك بوطنية الكورد على أنها تخدم حرب داعش ضد الوجود الكوردي, وبالتالي أن الإئتلاف بشكل أو بآخر يناصر داعش في إبادة الكورد.

.

وفي حقيقة الأمر, أن الإئتلاف لا يلتفت إلى هذه الخطورة التي قد تنصف كل التحالفات الوطنية, وكأنه راضٍ عن المشهد السياسي الوطني الذي لا بد أن يكون على مستوى القضية السورية.. ومع الضغط الجماهيري على المجلس الوطني الكوردي للإنسحاب من الإئتلاف, و عدم إكتراث القوى الفاعلة في داخل الإئتلاف و إدراكهم لخطورة ما يجري من دون توضيح موقفها من مجمل ” التفاعلات والإنفعالات الجماهيرية ” قد يخدم مخططات النظام في المحصلة, ونحن ندرك تماماً على أن النظام يعمل جاهداً فك الإرتباط بين المعارضة الكوردية والعربية ومع بقية المكونات الأخرى لمحاصرة الثورة و إثبات نظريته على أن ما تدور من حروب في سوريا هي حروب طائفية ولا علاقة لها (بالحرية والكرامة).

.

إننا أمام مفترق خطير, و أن الإئتلاف من جانبه يتحمل نتائج وعواقب إي إنهيار بين المكون الكوردي والعربي من خلال تمرير الفتنة التي باتت مكشوفة.. فالشوفينية العربية العلمانية تتلاقى مع “داعش” في حربها ضد الكورد.. ولا يبدو من الليبراليين السوريين أية مواقف تجاه هذه الفتنة البغيضة إلا ما ندر من تصريحات و بيانات خجولة. و أن إنجاح عملية تمرير الفتنة و ضرب العلاقة “الأخوية” بين الكورد والعرب, أعتقد سيكون آخر مسمار في نعش الثورة السورية.. و الإئتلاف هو المسؤول الأول والأخير مما ينتج. عاشت سوريا حرة لكل السوريين.

.

الموت للمتآمرين و الخونة و أنجاس الدواعش الرحمة لشهداء كوباني ضحايا الفتنة الهائجة ————

.

——————————- أحمـــــــد قاســـــــــم 29\6\2015

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك