الفن الكُردي ضياع الحاضر وتخليد للراحل.

آراء وقضايا 07 يونيو 2017 0
الفن الكُردي ضياع الحاضر وتخليد للراحل.
+ = -

بقلم: الناشط الحقوقي “رستم ولات”

.

الفنان الكُردي في روج آفا يحتاج لرعاية مادية ونفسية ليستطيع التقدم بالذات وتطوير الفن الى مرحلة متقدمة, فكم من فنان تعزب وضحى بكل شيء طيلة حياته ومسيرته في سبيل حمل الفن الكردي الى مرتبة عالية, عاش فقيراً ومات فقيراً وهو يبحث عن لقمة عيشه حاملاً فنه فوق ظهره الذي اتعبته كثيراً وذاق بها الامرين, بعد بوفاته يكافئه الشعب بالوفاء له وذلك بنشر صوره على مواقع التواصل الاجتماع ليحظى بإنسانيه وبأنه منزعج على فقدان شخصية مهمة.

.
(الحي أبقى من الميت) كلمة تتردد كثيراً ولا أحد مكترث, عند ذهابي يومياً الى سوق قامشلو المركزي مشياً عبر شارع عامودا أتسمع الى أنغام الفنان الكبير سعد فرسو وهو يعلم الاطفال العزف والغناء, مكسور الخاطر فلا من مهتم بحال الفن والفنان, والسؤال الى متى سيستمر هذه الحالة والأفظع في الآمر عند انتقال الفنان إلى الآخرة يظهر ملاك بلباس رسمي على قنوات التلفزيون ليتحدث عن حياة الفقيد بقول كان صديقاً عزيزاً كنت أساعده دائماً عشت على أنغامه سيبقى خالداً, كلمات لابد منها لإطالة عمر المقابلة فهي آمر مفروض وهذا دليل بأن اسم الفنان أيضاً يستغل من بعد وفاته ولأغراض شخصية.

.
عند الالتقاء بإحدى الفنانين القدماء نجد الحزن والتعب قد أنهكه ليتحدث عن مسيرة المعاناة التي سار فيها وعانى الكثير في حياته من خلالها والظلم من قبل النظام القمعي, فكان الاغاني الوطنية تقال لتحدث ثورة من خلالها ويحظى قائلها بعذاب بدني ونفسي في سجون, والشعب لم يكترث يوماً فكانت الاستماع بالنسبة له متعة وليس حساً وطنياً.

.
المشي في شوارع قامشلو لها مذاقها الخاص فهي تعلم الكثير وتقدم الكثير من المشاهد وأحداها أطفال يعشقون الموسيقى والفن يتأثرون بها يحملون آلات موسيقية يبحثون عن شخص يقدم لهم يد العون ولا مكترث لحالهم والذي يمتلك الحس والموهبة يواجه عقبات من ولي الآمر فيمنع عنه ممارسة الفن بحجة أنه سيهمل حياته الدراسية وبأن الفن ربحه قليل لا يستطيع العيش عليه مستقبلا ويكون به أسرة, فإذا أمعنا النظر للدخول الى جوهر هذا الامر نجد فكرتين متناقضين ولكن حقيقية حال الفنان هو الذي ينذر بمستقبل قليل الحيلة, وبالنسبة لي فأن الطرفين يمتلكون الحق بما يقولون, فإذا أفنى الطفل حياته بالموسيقى وضحى بكل شيء ولا مكترث لحالته وما يقدمه, وضياع مستقبله أمر غير مقبول أيضاً.

.
الفلكلور الكردي امتاز بالأغاني الوطنية, الانحراف عن المسار أمر طبيعي ومحتوم فبات الغناء تجارة لا تعتمد على الحس والنكهة الفنية بل على كثب الاموال.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك