القاعدة وانعكاساتها على القضية الكردية .

آراء وقضايا 15 أكتوبر 2013 0
+ = -
 
فواز أيو
 
 
هل الكرد كفّار ؟
حسب التعبير الذي استخدمَه أردوغان لأكثر من مرة هم كفارٌ استناداً
لأصولهم الأيزية الغائرة في القدم مثلهم مثل مجوسية الإيرانيين هذا
بالإضافة إلى أنّ الكرد مسلمين معتدلين وهذا ما تعتبره القاعدة كفراً ما
بعده كفر فالمسلم الحقيقي يجب أن ينعكس الإسلام على سلوكياته الحياتية
فيكون مجاهداً تحت رايتهم لإعلاء راية الإسلام واستعادة الخلافة .
 
هل الكرد شعب ؟
لا بالتأكيد فهم من رعايا دولة الخلافة الإسلامية، تنطبق عليهم كافة
القواعد الشرعية أسوةً بغيرهم من رعايا هذه الدولة في أرجاء العالم وكل
من يخرج عن راية الخلافة تحت أي ذريعة كانت فهو مرتد تجب محاربته إذ لا
شعوب وأقوام وملل وأحزاب في ظل راية دولة الخلافة، رغم أنّ في ذلك تعارض
واضح مع قوله تعالى: ((إنّ خلقناكم شعوب وقبائل لتعارفوا)).
 
هل الكرد من اللادينيين ؟
نعم مثلهم مثل اليهود والنصارى والصفويين الشيعة والعلويين والعلمانيين
والعسكر من عملاء الإنجليز والأمريكان .
 
ما حكم الكرد في الشريعة ؟
يُطبق بحقهم حكم الكفار والمرتدين فمالهم وأرضهم ونسائهم حلال على
المجاهدين فمن رضخ منهم سلم ومن أبى فعليه حدّ الله من قتلٍ وجلدٍ
وتهجيرٍ  .
 
بهذه المعاني تكلم زعيم تنظيم القاعدة الشيخ أيمن الظواهري في آخر تسجيل
له بُثَّ في العديد من وسائل الإعلام العالمية .
نعم هو لم يُسمي الكرد بالإسم ولكنه أفتى بضرورة دعم كل المسلمين
للمجاهدين في ولاية الشام الإسلامية وأن يساعدوهم بكل إمكاناتهم لتحقيق
النصر على النصارى والبعثيين والعلمانيين والصهيونيين والصفويين والشيعة
واللادينيين وهؤلاء الذين دعا الظواهري أتباعه لدعمهم يتصرفون منذ أعوام
بالعقلية الآنفة الذكر مع الشعب الكردي إذاً هو موافق على ما يقومون به
ويحرّض الآخرين على نهج سلوكهم.
 
مَنْ هم المجاهدين في ولاية الشام الإسلامية ؟
دولة الإسلام في العراق والشام .
جبهة النصرة لبلاد الشام .
كتائب أحرار الشام .
بالإضافة إلى العديد من الكتائب التكفيرية المرتبطة عقائدياً وليس
بالضرورة تنظيمياً بفكر القاعدة، هذه الكتائب بأجمعها تحاول منذ أكثر من
عامٍ السيطرة على المناطق ذات الأغلبية الكردية في سوريا وإنشاء إماراتها
السلفية الوهابية فيها ولا يخفى على أحد كمّ المجازر التي ارتكبتها هذه
الفصائل والجيوش في كردستان روج آفا وحجم الدمار والتهجير الذي خلفته
بالإضافة إلى الرعب والهلع الذي كان ولاشك سيؤدي إلى تفريغ المنطقة من
سكانها الأصليين لولا إرادة البقاء التي عملت حركة المجتمع الديمقراطي
على صقلها وتوجيهها لدى أبناء الشعب الكردي؛ هذه المقاومة التي أفشلت
مخططات القاعدة في بناء بنية مستقرة لها في الشمال السوري مما أدى
بالظواهري لأن يدعو كل تلك الجيوش والفصائل والكتائب لأن تتوحد وتنسق
الخطط والقوى فيما بينها مقابل أن يمنحها كامل الشرعية والدعم من قِبَل
تنظيمه وقد لاحظ المهتمون بأن النوايا اتجهت مباشرة لدى القوى الإسلامية
الثلاثة المذكورة آنفاً لتشكيل قوة موحدة كفرض طاعة لأمر زعيم القاعدة .
 
ما الحل ؟
إنّ إجتماع القوى المذكورة في كيانٍ موحدٍ سيخلقُ تحديات كبيرة أمام قوات
الحماية الشعبية الكردية التي تحاول من جهتها تأمين الأمان ومتطلبات
العيش في مناطق كردستان روچ آڤا من سوريا ولكنها كانت تصطدم بإستمرار
بغزواتٍ جهادية غير مفهومة الهدف والمصدر ولكن بعد حديث الظواهري بدأتْ
تتشكل فكرة واضحة عن ماهية تلك القوات الغازية وأهدافها وحجمها التقريبي
ومصادر تمويلها وتحريكها وصار من الممكن بناء استراتيجيات دفاعية بناء
على المعطيات الجديدة والتي تؤكد بدون أدنى شك تورط القاعدة ذاتها في
الهجوم على الكرد ومحاولة عرقلة تحررهم وإنها ذاتها القاعدة التي وقفت
وراء إنفجارات هولير والتي تسعى إلى خلق حربٍ دينية في مناطق تواجد الكرد
هذا بالإضافة إلى إنها ذات القاعدة التي استهدفت شنگال وعملت كعميل مأجور
للدولة التركية في محاربة العمال الكردستاني من خلال حزب الله من النموذج
السني .
و إذا كانت القاعدة توجه الأمر لتنظيماتها المختلفة كي تتوحد وتنظم العمل
الميداني فيما بينها فمن الأولى أن تخطوا القيادات الكردية المركزية
نحوها وتصدر التعليمات للقوى الكردية المتواجدة على الأرض بأن تستعد من
خلال العمل المشترك لمواجهة الخطر الأكبر في التاريخ الكردي الحديث ولعل
حديث السروك مسعود برزاني إلى فرانس برس والمتضمن بأنه سيحارب التكفيريين
من منفذي إنفجارات هولير حتى في سوريا وأنه لا مكان للفكر الديني المتشدد
في كردستان جاء في هذا الإطار .
بقيّ أن تراجع بعض القوى والأحزاب والميليشيات الكردية الصغيرة قراءة
المشهد العام لتصحح وجهة بندقيتها, كما علينا أن نتخلص من فكرة إن
التنظيمات التكفيرية هي من صنع النظام السوري لإجهاض الثورة وندرك حقيقة
أن القاعدة أمرتْ خلاياها المتواجدة في العالم بالتوجه إلى سوريا
للإستفادة من الفراغ الناتج عن ضعف هيمنة النظام الأسدي على العديد من
المناطق في سوريا فتسرّبتْ إلى المناطق المحاذية للحدود التركية مستفيدة
من التسهيلات التي قدمتها الدولة التركية وطامحةً بالسيطرة على منابع
البترول بالإضافة لأنها كانت ستصبح الحاكم الفعلي على ما يزيد من نصف
مساحة سوريا إذا ما تحقق لها ذلك إذا أخذنا بعين الإعتبار سهولة سيطرتها
على محافظتي الرقة ودير الزور .
 
العالم ؟
القوى الدولية مطالبة بقراءة جديدة للمعطيات والوقوف على الموقف التركي
من انتشار القاعدة في الشرق الأوسط وتحديداً بمحاذاة الحدود التركية التي
يشارك رئيس حكومتها الظواهري نظرته إلى الكرد وهو من أقرب حكام الشرق
الأوسط إلى فكر تنظيمه المتشدد كون فتح الله گولن الذي هو معلمه الأول
أول من ساهم ببناء وإنتشار الفكر الإسلامي المتطرف ويُعتبر من أشد
المقاتلين من أجل إستعادة دولة الخلافة وبهذا يتفق أيضاً مع القاعدة، إنّ
أي محاولة لقراءة تحركات القاعدة بعيداً عن النفوذ التركي يعتبر قاصراً
وكذلك العكس صحيح إذ أن المدرسة الوهابية تنطلق من خلفية ماسونية ما لم
تكن خليةً ماسونية ومعلومٌ ما هو دور الماسونية في تركيا منذ تأسيسها
ولكن من المستفيد من استمرار حالة الفوضى هذه ؟
لمنع استمرار إغراق المنطقة برمتها في فوضى لن ينتج عنها رابح وعلى الشعب
التركي والجيش التركي إدراك أنه ليس من الذكاء الظن بأن القاعدة ستقتلع
نيابة عنهم شوكة العمال الكردستاني من ظهر تركيا بل أنّ الحوار على أسس
صادقة في حسن النوايا نحو استقرار وتنمية الشرق الأوسط والعالم هو الحل
الأنجع حيث أنّ هذا الفكر المتشدد لا يمكن أن يصبح عنواناً لحضارة شرقنا.
آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك