الكاتب السياسي “روني علي” لكوردستريت :” حملة تحرير الرقة غير واضحة المعالم…حلب هي انعكاس حقيقي للمأساة السورية”

ملفات ساخنة 09 ديسمبر 2016 0
الكاتب السياسي “روني علي” لكوردستريت :” حملة تحرير الرقة غير واضحة المعالم…حلب هي انعكاس حقيقي للمأساة السورية”
+ = -

كوردستريت – سليمان قامشلو 

 

قال الكاتب السياسي “روني علي” وفي معرض تقييمه للمشهد في المناطق الكوردية في غرب كوردستان ” أعتقد أن الأكثر إيلاما في مناطقنا هو تفريغها من الطاقات والكفاءات، سواء بفعل ما تعرضت لها من حالات الحصار والتجويع واستهدافها من قبل الكتائب المتصارعة أو القوى التكفيرية/الهمجية، والتي أفضت إلى حركة نزوح بالنسبة للبعض، واقتلاع من الجذور بالنسبة إلى البعض الآخر، وتالياً تغيير طابعها الديموغرافي شيئاً فشيئاً، أو تعرض المتبقي من الجيل الناشئ إلى الكثير من المضايقات، سواء ما يتصل منها بتأمين مستلزمات الحياة، لاستنفاذ فرص العمل، أو وطأة مخطط “التجنيد الإجباري” الذي أثقل كاهله، والتي – هذه المضايقات – كانت السبب في أن يجتاز قسم لا يستهان به من هذا الجيل الحدود، إما بحثاً عن فرص العمل أو الأمن والأمان .. ويختصر الكاتب في القول؛ بأن مناطقنا ستشهد في المستقبل القريب حالة من الأمية المتفشية ونقص في الكوادر والمؤهلات العلمية إضافة إلى الشيخوخة التي سيعاني منها المجتمع الكوردي.

.
الكاتب وفي معرض رده على أسئلة مراسل شبكة كورد ستريت وذلك من خلال الحوار الذي أجري معه، يعتقد بأن “مستقبل منطقتنا – غرب كوردستان مرتبط في المسار السياسي بتطورات الأوضاع في سوريا، وما سينجم عن المشروع الدولي “الخفي” – الذي يهدف إلى إعادة التوازن في خريطة تموضعات القوة في المنطقة، وذلك على حساب دم السوريين وتدمير البلد – من إفرازات أو استحقاقات ستشكل المدخل نحو قراءة جديدة للمستقبل، بحكم أن الكورد لا يمكنهم أن يقرروا مستقبلهم بمنأى عن إرهاصات الحالة السورية وبدون توافق دولي/إقليمي قد يفرض توازنات جديدة تكون بمثابة “أمر واقع” بالنسبة لشعوب المنطقة ككل… ويضيف علي بالقول “ومن هنا يمكننا القول بأن المشهد السياسي في مناطقنا سيبقى ضبابياً فيما لو لم تطفو على السطح خريطة الحل لمستقبل سوريا ككل” .

.
وعن قراءته حول فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرى الكاتب بأن ” ترامب هو جزء من المؤسسة السياسية الأمريكية التي تخطط حسب ما تملي عليها مصالح بلدها” مضيفاً في القول “ومع أخذنا بالاعتبار الصلاحيات الواسعة للرئيس الأمريكي والتباين في الأداء بين كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لكن هذا لا يعني أن بإمكان الرئيس الأمريكي الخروج كلياً عن مسارات ما ترسمها المؤسسات الأمريكية من أهداف إستراتيجية وآليات الوصول إليها”. معتقداً بأنه “فيما لو استبعدنا تصريحات الدعاية الانتخابية عن التحليل السياسي، أعتقد أننا سنشهد ترجمة المصالح الأمريكية من خلال ترامب وسياسات طاقمه الجديد” مؤكداً على أننا “لن نكون أمام انقلاب جذري للمشهد السياسي في أمريكا” .

.
وحول الاعتقالات التي تطال كوادر المجلس الوطني الكوردي، يرى الكاتب بأنه “فيما لو أخذنا بعين الاعتبار المحطات التوافقية بين الكتلتين السياسيتين – المجلس الوطني ومجلس غرب كوردستان – سواء من خلال اتفاقيات هولير وتشكيل الهيئة الكوردية العليا وتالياً اتفاقيات هولير ودهوك، وأن هذه الكتلتين قد اتفقت “سياسياً” في أكثر من محطة، وإن كانت على الحد الأدنى من المشتركات، كان علينا – منطقيا – استبعاد تهم التخوين وما يتم تداوله على الإعلام من تسطيح لعقلية المتلقي”. معتبراً “أن ما يجري من اعتقالات وملاحقات بحق النشطاء والسياسيين وأصحاب الرأي، جزءاً من مخطط “فرض القوة” ولي عنق المعارض، حتى تكون المناطق الكوردية خاضعة لمشروع سياسي “مفروض” لا ينازع فيه منفذه أو يعترض عليه أية جهة أو تيار أو حتى رؤى سياسية” .

.
وعن مشاركة الكورد في حملة تحرير الرقة يعتقد روني علي بأن ” تداول مصطلح “مشاركة الكورد” فيه شيء من التجني السياسي، بحكم أن المشاركة محصورة على جهة تعتبر جزءاً من حالة – قوات سوريا الديمقراطية – لا تعبر أو تجسد مشروعاً قومياً كوردياً بقدر أنها تشكل إحدى أدوات لعبة الأجندات في لعبة توازنات القوة” مضيفاَ بأن هذه الحملة “غير واضحة المعالم باستثناء واجهتها الدعائية من أنها تهدف إلى إخراج مقاتلي داعش من المحافظة. بمعنى آخر؛ لم نقرأ التداعيات السياسية لهذه الحملة وما الذي ستفضي إليها سياسياً لصالح الكورد فيما لو أنجزت”.

.
وعن تقييمه للوضع في مدينة حلب يعتبر الكاتب بأن حلب وباختصار “هي انعكاس حقيقي للمأساة السورية، وهي نسخة عن سابقاتها في الدمار والتدمير من حمص والغوطة ودير الزور وكوباني ..إلخ، وعليه لا يمكن الرهان على مستقبل الوضع في سوريا من خلال مآلات الأحداث في حلب وتطوراتها، ولا على قضية انسحاب أو عدم انسحاب قوات “المعارضة” منها، فقضية الانسحاب وإعادة الانتشار باتت جزءاً من ذاكرة الموت في سوريا” مؤكدا على أن ما يجري في حلب “يشكل إحدى تجليات أجندات الاستهداف وتعبر بشكل صارخ وفاقع عن العهر السياسي الدولي بحق الإنسانية وحقوق الإنسان “..

.
الكاتب وفي تلخيصه لما يحصل في حلب يقول “بأن السلاح الذي يقاتل فيها ويحصد أرواح المواطنين الأبرياء، هو سلاح خارجي بغض النظر فيما لو كان هذا السلاح بيد أدوات المحور الروسي – النظام – أو المحور الأمريكي وكذلك القوى الإقليمية المتبارزة على حساب دم السوريين وتدميرهم”.

.

ورداً على سؤال لمراسلنا حول موقع الكاتب “روني علي” الآن، يقول الكاتب بأننا “كلنا نعيش على قارعة خط التماس مع الأمل الذي نحمل في صدورنا بذرة انبلاجه في الأفق … وسنبقى نحلم بعودة الابتسامة إلى شفاه الوطن وإن كانت الطلقة تقف عائقاً بين أن نبتسم بحرية من خلال ما نحمله من قناعات وإمكانية التعبير عنها عبر أدواتها التي تأبى القسر والإكراه، وبين أن نعانق “الصمت الواعي” وأيضاً بحرية، دون استدراجنا أو إدراجنا إلى خنادق الجبن والانتهازية من قبل من لديهم المصلحة في أن تكون الكلمة طلقة إضافية في مخازن القتل والتدمير.

.
وفي النهاية يختم الكاتب الحوار بتقديم الشكر إلى شبكة كورد ستريت متمنياً “أن تكون الواجهات الإعلامية جسر الوصول بين الإنسان والحقيقة بعيداً عن الأجندات والإملاءات أو الرضوخ لمصادر القوة ومراكزها”.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك