الكورد في سوريا.. إلى أين؟

آراء وقضايا 19 يناير 2022 0
الكورد في سوريا.. إلى أين؟
+ = -

كوردستريت || آراء وقضايا 

بقلم زانا إبراهيم

لطالما عانى الكورد في سوريا منذ استقلال البلاد وحتى هذه اللحظة من التهميش وسلب الحقوق، لاسيما مع وصول عائلة الأسد إلى سدة الحكم في البلاد، حيث اللغة الكوردية ممنوعة، وأسماء المدن والقرى كانت قد تم تغييرها وتحريفها إلى أسماء عربية، مع العمل على تغيير ديموغرافية المنطقة الكوردية وتعريبها عن طريق جلب مستوطنين عرب من مناطق الداخل إليها، مع وجود ما يقارب النصف مليون كوردي محروم من الجنسية حتى عام 2011. 
مع بداية الأزمة السورية واندلاع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية والحرية والمساواة في آذار 2011، سرعان ما انخرط الكورد في الحراك السلمي على أمل اكتساب حقوقهم القومية وإيقاف الظلم والتمييز الممارس ضدهم من قبل النظام الذي أغلق آذانه وواجه المحتجين بالقمع، الذي وصل إلى حد استخدام الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي. 
وأحد أبرز مطالب القوى السياسية الكوردية هو الفيدالية ولامركزية الحكم، حيث لايزال النظام السوري يتمسك بمبادئه وأفكاره الشمولية ورافضاً أي تسويةٍ أو فيدراليةٍ، أو حتى الإقرار بالحقوق الكوردية، مُراهنا على الدعم الروسي في إعادة البلاد إلى ما قبل 2011، والقضاء على جميع الأصوات المعارضة. 
وفي جهة أخرى تسيطر جماعات المُعارضة الإسلامية المتطرفة – المدعومة من تركيا – على مناطق كوردية عدة كعفرين وسري كانية (رأس العين) وگري سبي (تل أبيض) حيث باتت تنافس النظام في سِباق مَن يسجل عدداً أكبر من الانتهاكات بحق المدنيين، ويتفنن في إهانتهم والاعتداء عليهم، لاسيما من تبقى الكورد، مع فرار معظمهم إلى مناطق أقل خطراً. 
الجماعات المُعارِضة بدورها فعلت المستحيل للقضاء على الوجود الكوردي في المناطق الثلاث بالاستيلاء على منازل الفارين وعرقلة عودتهم إلى مناطقهم، والاعتقال التعسفي لطلب الفدية، ونهب ممتلكات المواطنين… وتطول القائمة، حيث تسعى المعارضة لتوسيع سيطرتها على حساب المناطق الكوردية. 
بعيداً عن النظام والمعارضة وعن السيء والأسوأ، لم تكتفي القوى الكوردية منذ 10 سنوات من التناحر والتصارع على ما تبقى من مناطق تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والتي يُطال بعضها القصف الدوري من مناطق سيطرة المعارضة، وسط تهديدات مستمرة باجتياحٍ عسكريٍ جديد بدعم تركي. 
القوى الكوردية الأساسية هي حزب الاتحاد الديمقراطي المسيطر على زمام الأمور في الإدارة الذاتية بما فيها الجانب العسكري، والمجلس الوطني الكوردي المدعوم من إقليم كوردستان العراق والذي يسعى لتقاسم السلطة مع حزب الاتحاد الديمقراطي الرافض لأي شراكةٍ وتقاسمٍ للنفوذ. 
وتقوم الإدارة الذاتية منذ بداية تأسيسها بفرض التجنيد الإلزامي في صفوف قواتها وسط اتهاماتٍ لها بتجنيد الأطفال والإخفاء القسري لنشطاء معارضين لها في فترات مختلفة، والتضييق على حرية الصحافة. 
زانا ابراهيم 
آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر