المالكي يرفض الرحيل والعراقيون يتحولون إلى زعيم جديد

ملفات ساخنة 14 أغسطس 2014 0
+ = -

بغداد (رويترز) – إحتج نوري المالكي الذي أصبح أكثر عزلة من أي وقت مضى على ازاحته من منصبه كرئيس لوزراء العراق يوم الأربعاء فيما أيد حزبه السياسي والزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي -حليفه السابق في إيران علنا- اختيار خليفة له يأمل كثيرون في بغداد أن يتمكن من وقف تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وبينما يشدد المالكي -الذي تخلى عنه مؤيدوه السابقون في الولايات المتحدة والمؤسسة السياسية والدينية الشيعية في العراق- على حقه القانوني في السلطة أجرى رئيس الوزراء المعين حيدر العبادي مشاورات بشأن تشكيل حكومة ائتلافية يمكن ان توحد الفصائل المتحاربة بعد ثماني سنوات شهدت تمرد السنة بسبب ما يرون انه انحياز طائفي من جانب المالكي.

واشتبكت القوات الحكومية وحلفاؤها من الميليشيات الكردية في شمال العراق مع مقاتلي الدولة الإسلامية في حين بدأت دول الاتحاد الاوروبي تحذو حذو الولايات المتحدة وتقدم أسلحة إلى الاكراد مباشرة وتسارع بالجهود لمساعدة آلاف اللاجئين الفارين أمام تقدم المسلحين الإسلاميين.

ورغم ان المالكي أقام شبكة من العلاقات مع القادة في القوات المسلحة وتدين الميليشيات الشيعية بالولاء له فإنه لا يوجد ما يشير إلى استعداده للجوء للقوة ضد العبادي وهو شريك قديم في حزب الدعوة الإسلامي.

وتحدث المالكي كقائم بأعمال رئيس الوزراء وقال في خطاب نقله التلفزيون الرسمي إن المحكمة الإتحاديةالعليا يجب أن تصدر حكمها في شكواه بأنه بصفته زعيم أكبر كتلة في البرلمان كان يتعين على رئيس الدولة تكليفه بتشكيل الحكومة وليس العبادي. ويمكن أن يكون اصدار المحكمة العليا قرارا ضد المالكي هو السبيل لتجنب مواجهة.

وقال المالكي للتلفزيون العراقي إنه لا قيمة لما حدث من انتهاك للدستور ولا ما يترتب عليه من آثار. وأضاف أن الحكومة مستمرة في عملها ولن يجري تغييرها إلا بعد أن تصدر المحكمة الاتحادية قرارها.

وفي ضربة للمالكي دعا حزب الدعوة الساسة العراقيين إلى العمل مع عبادي لتشكيل حكومة جديدة.

ومجددا أكدت الولايات المتحدة التي صعد المالكي إلى السلطة للمرة الاولى اثناء احتلالها للعراق انها ضاقت ذرعا به. وقال البيت الابيض انه سيكون سعيدا أن يرى حكومة يرأسها العبادي وحثت المالكي على السماح للعملية السياسية بالمضي قدما.

وأعلن خامنئي تأييده الشخصي للعبادي لأن لطهران مصلحة مشتركة مع واشنطن في كبح صعود المتشددين السنة في العراق وسوريا. ونأى خامنئي بنفسه بشكل واضح عن المالكي الذي تطلع لدعم إيران التي عاش فيها لسنوات في المنفى كمعارض لصدام حسين.

وقال خامنئي في بيان على موقعه الإلكتروني “اتطلع أن يحل تعيين رئيس وزراء جديد للعراق العقدة ويؤدي إلى تثبيت حكومة جديدة ويلقن أولئك الذين يسعون لفتنة في العراق درسا.”

ونشرت وسائل إعلام إيرانية تقارير أفادت بأن خامنئي أرسل مبعوثا الشهر الماضي للمشاركة في مباحثات مع زعماء سياسيين ودينيين شيعة عراقيين لإيجاد بديل للمالكي .

ودعم هؤلاء الزعماء وبينهم آية الله علي السيستاني أكبر مرجعية شيعية في العراق العبادي الأسبوع الماضي كشخصية وسطية قادرة على جذب المعتدلين السنة إلى السلطة للتعاون من أجل التصدي لهجوم المتشددين في شمال البلاد.

وقال العبادي في بيانات نشرت على الانترنت أمس الاربعاء انه دعا كافة الكتل السياسية لتعيين ممثلين للمشاركة في المحادثات بشأن تشكيل حكومة. وأعرب عن أمله في تشكيل “حكومة قوية” يمكن أن تساعد البلاد على حل الازمات والمشاكل التي تواجهها على المستويين السياسي والامني.

ودعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عبادي “إلى العمل بسرعة” على تشكيل حكومة لا تقصي أحدا كما طالب كل الأحزاب السياسية وأنصارها “بالتزام الهدوء واحترام العملية السياسية.”

وعلى صعيد أعمال العنف قتل 12 شخصا على الاقل في انفجارات قنابل في منطقتين يغلب على سكانهما الشيعة في بغداد.

كما وقعت أعمال عنف على الجبهة التي تمتد 1000 كيلومتر التي أقامها تنظيم الدولة الاسلامية الذي استغل الركود السياسي في بغداد للزحف من معاقله في سوريا لاعلان الخلافة عبر الحدود بعدما احتل ثلث العراق.

وقالت مصادر ميليشيا البشمركة إن قواتها اشتبكت مع مقاتلي الدولة الإسلامية في ديالى إلى الشمال الشرقي من بغداد. وفي عاصمة المحافظة بعقوبة قتل خمسة من السنة بنيران مسلحين وهم يصلون في مسجد.

وحاربت القوات الحكومية التي انهارت أمام زحف الدولة الاسلامية في يونيو حزيران بالاشتراك مع متطوعين شيعة حول مدينة تكريت السنية التي تقع الى الشمال من العاصمة وابلغ سكان عن وقوع مناوشات في مدينتي الرمادي والفلوجة بغرب البلاد.

وبعد تراجع قوات البشمركة الكردية إلى خطوط دفاعية أمام مقاتلي الدولة الإسلامية هذا الشهر أعلنت فرنسا انها ستنضم إلى الولايات المتحدة في ارسال ما وصفته “بأسلحة متطورة” إلى قوات اقليم كردستان العراق شبه المستقل واتفق وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي على قطع العطلة الصيفية للاجتماع يوم الجمعة لبحث الازمة.

وقال مسؤول أمريكي إن محادثات جارية أيضا مع دول عربية لمد الأكراد بالذخائر.

وقالت ألمانيا في مطلع الأسبوع إنها سترسل معدات عسكرية غير فتاكة إلى المقاتلين الأكراد وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن برلين مستعدة لتخفيف سياساتها المتعلقة بتصدير الأسلحة وإرسال أسلحة للأكراد.

وبالاضافة إلى تسليح البشمركة وقصف مواقع المسلحين -في حالة الولايات المتحدة- تحاول القوى الغربية مساعدة وكالات الاغاثة باسقاط امدادات وتوفير ملاذ لعشرات الآلاف من الاشخاص كثيرون منهم من غير الطائفة السنية فروا من هجمات الدولة الاسلامية.

وقال البيت الابيض إن الولايات المتحدة تبحث مع حلفائها اقامة جسر جوي وممرات برية آمنة لانقاذ الناس بمن فيهم ابناء الطائفة اليزيدية المحاصرين في مرتفعات قاحلة على جبل سنجار قرب الحدود السورية.

لكن فريقا أمريكيا أرسل لتقييم الوضع على جبل سنجار يوم الأربعاء وجد أن الوضع أفضل مما كان متوقعا وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن عملية اجلاء هؤلاء الأشخاص باتت “اقل احتمالا”.

وقال البنتاجون إن الفريق الأمريكي وجد إن عدد المدنيين هناك أقل بكثير مما كان متوقعا وإنهم في حال أفضل مما كان يعتقد في السابق.

وأرجع البنتاجون ذلك إلى اسقاط المساعدات الإنسانية جوا والغارات الجوية الأمريكية على أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وقدرة اليزيديين على مغادرة الجبل في الليالي الاخيرة.

وقال الجيش الأمريكي الذي يقصف أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية منذ يوم الجمعة لدعم اليزيديين المحاصرين إن ضربة نفذتها طائرة بدون طيار دمرت شاحنة مسلحة قرب قرية سنجار يوم الأربعاء.

وفي مؤشر على ان القوى الغربية يمكن ان تستدرج مرة اخرى الى المنطقة رغم التردد العلني لتكرار تجربة العقد الماضي قال البيت الابيض انه بينما استبعد الرئيس باراك اوباما ارسال قوات مقاتلة الى العراق فانه لا يمكن استبعاد استخدام قوات برية للقيام بمهمة انسانية.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر