المجلس الوطني الكوردستاني – سوريا : مهاباد في قلوب الكورد جميعاً

بيانات سياسية 14 مايو 2015 0
+ = -

 

حاول العنصريون الفرس في عهد الشاه المخلوع والطائفيون منذ ثورة الشعوب الإيرانية في عام 1980 الاستمرار في سياسة “إقصاء” الشعب الكوردي، الذي يعتبر مكوناً أساسياً من مكونات المجتمع الإيراني، عن المساهمة الحقيقية في البناء المشترك للبلاد وتحقيق طموحاته القومية العادلة، وإن القيادات المختلفة للثورة في شرق كوردستان، القومية والدينية، نظراً لخلافاتها الداخلية العميقة وانخداع بعضها بالوعود الكاذبة لآية الله خميني وتشكيلته الطائفية الحاقدة على الكورد (السنة)، قد تسببت في تمكّن المليشيات الطائفية الفارسية من القضاء على انتفاضة الشعب الكوردي بوحشيةٍ لا مثيل لها، حيث راح ضحية التطهير العنصري الطائفي أكثر من 50.000 مواطن كوردي على أيادي آية الله خلخالي وأعوانه المجرمين، وعددٍ كبير من الناشطين الكورد عن طريق الاغتيالات في إيران وخارجها، ومنهم قادة بارزون في الحزب الديموقراطي الكوردستاني إيران، في ظل سكوت المجتمع الدولي الذي لم يقم بأي عملٍ سوى إداناتٍ شفهية لا تمس علاقات الدول المنتفعة من شراكاتها البترولية والتسليحية والاقتصادية مع نظام الملالي في ظهرن، وبحاصةٍ بعد أن سيطر الملالي على مقاليد الحكم سيطرةً تامة وأبعدوا عن حكم البلاد كل صوتٍ معارضٍ لهم، حتى من بين شريحتهم الإرهابية المستبدة. ومنذ القضاء على ثورة الشعب الكوردي في شرق إيران باستخدام العنف الذي لايطاق وسائر أساليب المكر والخداع وانتهاج سياسة (فرّق تسد) بين الكورد وبسبب عدم مبالاة المجتمع بما يحدث لشعبنا عادةً، فإن الأوضاع المعيشية قد أصبحت سيئة للغاية في المدن الكوردية، ولأن الحكومة قد سعت باستمرار على تقليل المساعدات الضرورية للشعب الكوردي مقابل إلقاء المزيد من الضرائب على كاهله، فإن أعداداً كبيرة وبالجملة من الشباب الكوردي الذي من مهامه البناء وحماية المجتمع قد بدأت تهاجر من كوردستان، بحثاً عن الحرية والعمل وحفظاً للكرامة كإنسان.     

.                                                                   

ومما زاد الأوضاع سوءاً بين طبقات الشعب الفقيرة هو فرض المجتمع الدولي عقوباتٍ اقتصاديةٍ على إيران في الأعوام الأخيرة بسبب استمرار حكومتها في بناء ترسانته النووية، وسعي إيران المستمر ليصبح قوةً عسكرية عظمى في المنطقة، والعمل على توسيع “الهلال الشيعي” في العمق الاستراتيجي العربي، عوضاً عن تنفيذ مطالب الشعوب الإيرانية التي تحتاج إلى المال أكثر من النظم والحركات الشيعية التابعة للنظام الطائفي في طهران، ومنها النظام الأسدي في سوريا، والمليشيات المسلحة الشيعية في لبنان واليمن وسواهما، وضماناً للاستمرار في هذا النهج فإن ملالي طهران قد أفسحوا المجال لأجهزتهم الأمنية أن تمارس القمع  بلا حدود في المناطق التي لاتزال جمرات الثورة على النظام متقدة ومنها شرق كوردستان حيث لم يعد ملايين الكورد هناك تحمّل المزيد من أعباء هذه السياسة العنصرية الطائفية ضدها، فجاءت الانتفاضات الأخيرة في عموم إيران قبل سنواتٍ قلائل، رغم إخمادها بالعنف،  ومن ثم ثورات “الربيع العربي” المتتالية كطاقة شحن قوية لعزائم الناشطين الكورد والعرب الأحوازيين والبلوجيين، ولم يعد ملالي طهران يعلمون كيف يتصرفون لأنهم رأوا بعيونهم ماذا حدث في الدول العربية، ومنها مصر القوية مثل إيران، وسوريا التابعة لهم.  

.                                                                                                                                 

لقد جاءت بمثابة الشرارة التي أشعلت النار في الهشيم، حادثة محاولة اغتصاب الفتاة الكوردية فريناز خسرواني على أيادي رجال الأمن قبل أيامٍ قلائل في فندقٍ بمدينة مهاباد التي كانت في يومٍ من الأيام عاصمة لجمهورية كوردستان التي أعلن عن قيامها الرئيس الشهيد القاضي محمد في عام 1946 وقدّم عنقه في سبيلها، ومن ثم كانت مركز اندلاع ثورة الحزب الديموقراطي الكوردستاني إيران بقيادة الشهيد الدكتور عبد الرحمن قاسملو، بعد  اغتصاب الملالي  ثورة الشعوب الإيرانية، ومن ثم تم اغتياله بنذالة وقذارة على طاولة المفاوضات في (فيينا) عام 1989. فإن حدوث جريمةٍ لا أخلاقية شائنة في مدينة كوردية ذات أغلبية سنية  ترفض “زواج المتعة” وسائر الأفعال النكراء التي بقوم بها رجال الأمن الإيراني وتسبب ذلك في انتحار الفتاة لن يمرّ دون عواقب، فقد انتفض شعبنا الذي ينتظر فرصةً كهذه وامتدت نيران الانتفاضة إلى المدن الكوردية الأخرى بسرعةٍ، حيث قام المواطنون بما يجب عليهم القيام بهم دفاعاً عن كرامتهم وأعراضهم وللمطالبة بحقوقهم المهدورة ولمحاسبة المجرمين الكبار الذي هم العلّة الأساسية في كل ما يجري في إيران اليوم.   

   .                                                                                                                          

إننا نؤيد نضالات شعبنا الكوردي وحركته التحررية في كل مكان، وندعو سائر القوى الكوردستانية إلى التحالف الجاد والمتين في وجه الفاشية الطائفية للطغمة الحاكمة في طهران، ونحذّر من ألاعيب هذه الطغمة التي ستعمل على إيقاف حركة شعبنا بالتضليل الإعلامي والوعود الكاذبة ومحاولة شق الصف الوطني الكوردي، وإن أي قوة كوردية تميل إلى سياسة طهران اليوم وفي هذه القضية بالذات ستجد نفسها معزولةً بين شعبنا الثائر.

.                                     

09/05/2015   

           المجلس الوطني الكوردستاني سوريا     

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك