“المرأة السورية” تربي، تبني، تقاتل، وتستشهد

ملفات ساخنة 04 أبريل 2014 0
+ = -

كوردستريت / أثبتت المرأة السورية قدرتها على الصمود في وجه التحديات والانتهاكات التي تعرضت لها ولاسيما الإرهاب الممنهج، وأدركت أن ما تتعرض له جزء مما يستهدف الوطن، وأمام واجباتها ومسؤولياتها لم تغب عن القيام بدورها في المدارس والجامعات والمؤسسات وفي أي موقع كانت فيه وحتى إلى جانب الرجل في صفوف الجيش السوري تخوض المعارك على جميع الجبهات.

في الطريق إلى زيارة منزل الشهيدة ميرفت سعيد، في قريتها بيتياشوط، يلفت الانتباه صور الشهداء المعلقة على جوانب الطرقات واللافتات التي تحي الشهادة والشهداء وتؤكد على دورهم في بناء الوطن …
أهلها وجل أبناء قريتها يتحدثون عن عشقها واندفاعها للتطوع في صفوف القوات المسلحة للدفاع عن الوطن ولعل ما حدث معها..حين هاجمت المجموعات المسلحة والتي تحمل الفكر التكفيري الحي الذي تقطنه ميرفت وأفراد أسرتها في دمشق قامت بتجهيز عبوتَي بنزين وسكين استعدادا للدفاع عن البيت وأفراد العائلة.
هذه الحادثة كانت نقطة تحول كبيرة في حياة ميرفت، فباركت العائلة هذه الخطوة ولكن لم تكن تدري أن مشوارها في الدفاع عن الوطن سيكون قصيرا حيث نالت الشهادة في جوبر لتكون ميرفت أول شهيدة من المتطوعات في الجيش السوري.
هذه القصة هي نموذج صغير جدا عن تضحيات المرأة السورية خلال الأزمة التي ضحت بدمائها وماء عينيها كي يحيا الوطن بعزة وكرامة فهي أم الشهيد وأخته وزوجته.
ما تصنعه المرأة السورية اليوم لا ينفك عن سجل حافل من التاريخ النسائي المشرف فإن ما قدمته عبر العصور والتاريخ والحضارات الإنسانية صورا رائعة وخالدة من البطولات والتضحيات في ظل التقاليد والأعراف السائدة في المجتمع متحدية الظلم والاستبداد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي الذي وقع عليها.

فارّة من الإرهاب
أتت من مناطق شاهدة على وحشية من يتنفس شهوة القتل ويحل المحرمات ويستبيح الكرامات تحت عنوان الجهاد بأنواعه المختلفة التي يتبرأ منها الدين واجتمعت في رحم الأحداث والمعاناة فكانت مجرد دمية جميلة تتلاعب بنبضات حياتها ورعشات آمالها امرأة خمسينية قايضها المأوى والطعام وبضع ليرات بحياة جديدة عنوانها بيع الجسد وصناعة المتعة وتقديم اللذة للباحثين عنها أينما كانوا وفي جميع الأوقات كجوارٍ للفقر و ضحايا للإرهاب الذي باغت حياة الأسرة السورية ونال من أمنها واستقرارها الاجتماعي والاقتصادي وفرق بين أفرادها بين قتيل ومفقود ومخطوف ونازح.
وفي حديقة تشرين كان لقاؤنا بـ”راما” وهي المرأة الباحثة عن رزقها في الشوارع والحدائق وفي كل الأماكن التي تشتم فيها رائحة من يتيح لها بممارسة دورها في تجارة الجسد والأنوثة فكانت تبحث عن صيدها الثمين في بازار من تسميها ابنتها التي يتراوح عمرها 18 عاماً لا أكثر، قصتها تنزف على ساحة الأحداث فـ “راما “القادمة من محافظة حمص ومن أخطر الأحياء التي كانت شاهدةعلى وحشية الإرهاب” كما قالت لنا ..كانت طالبة في الثانوية العامة وقد استذكرت للحظات عندما سألتها عن أهلها وحياتها قبل الأزمة ..كيف كانت تعيش مغامرات مراهقتها الطفولية بأحلامها الكبيرةالبريئة ؟ وكيف تحول أبوها وإخوتها من ضفة المواطنة إلى ضفةالعداء للبلد بعد أن طرق بابهم ربيع الحرية، وطبعاً كانت هي من أنصار هذا المسار رغم محاولتها لإخفائه فهي تؤمن بأن ما يحدث هوثورة حقيقية، ولكنها في الوقت نفسه لم تستطع إخفاء ملامح الندم..وقالت: “وجدت نفسي أخرج من الحي وحيدة بعد أن فقدت عائلتي التي لا أعرف مصيرها حتى الآن وتنقلت بين مراكز الإيواء باحثة عن سقف أستجمع تحته بقايا تشبثي بالحياة، وهناك شهد جسدي أول صفقة بيع ثم تتالت في مسيرة التسول وطلب رغيفالخبز الذي دفعت من أجله أغلى ما تملكه الفتيات”.

زواج عرفي
خلال بحثنا رصدنا المزيد من مآسي الناس حيث قادتنا الصدفة للتعرف إلى قصة سوسن التي أجهزت الأزمة على مابقي من صلات الرحم مع عائلتها فقد طلبت منها والدتها الاعتماد على نفسها في تأمين مصادر رزقها بعد أن أصبحت عبئاً ثقيلاً على كاهلها، وطبعاً قصة سوسن تختلف عن القصص الأخرى فلم تكن ضحية الأحداث، بل هي جزء من حياة المتعة، فهي معتادة على هذه الحياة التي ورثتها عن والدتها المستثمرة الأولى لجسدها وفي أجساد بناتها لسنوات طويلة، ثم تركتهم لترحل إلى مخيمات اللجوء في الخارج لتمارس هناك تجارة الدعارة بأوسع مجالاتها وتحت تسمية عقود الزواج العرفي وغيرها من التسميات تمارس البغاء في تأجير وبيع الأجساد الصغيرة والكبيرة على حد سواء.
سوسن التي وضعت عقد زواجها العرفي على الطاولة قالت لنا: “هذاعقد بيعي لجسدي بأبخس الأسعار، لقد وصلت إلى هنا بعد أن صفعت عذريتي مئات اللطمات، فكنت واحدة من اللواتي تنقلن بين تلك البيوت التي تقدم السكن والطعام مقابل دقائق من اللذة، وطبعاً سوسن التي كانت صريحة جداً معنا أطلعتنا على سرها وكنزها الثمين، فلديها خدمة الخط الساخن الذي تستخدمه لإشعال لهيب المتصل وإيقاعه في شباك هواها والمقابل يكون الكثير من وحداتالموبايل التي تتاجر بها.

زواج القاصرات
وتشير المعلومات أن الزواج العرفي الذي يتم خارج المحكمة الشرعية دون توفر الشروط، وخاصة فيما يتعلق بزواج القاصرات، حيث بلغ عدد معاملات الزواج الإدارية خلال عام 2013، 17787معاملة زواج وبلغ عدد عقود زواج القاصرات 2100 فتاة، كما تؤكد الوثائق والبيانات التي ترد إلى وزارة الشؤون الاجتماعية أن 11 فتاة من محافظة الرقة قتلت نفسها بسبب فرض جهاد النكاح عليهن مع المتطرفين.

تدابير قانونية
للخوض في واقع المرأة السورية التقت ” أنباء موسكو “السيدة صباح اسماعيل عضو قيادة شعبة حزب البعث فرع دمشق أكدت السيدة اسماعيل أن الممارسات المشينة، والقتل والتعذيب والاضطهاد والظلم والعنف والاغتصاب التي تعرضت لها المرأة السورية في ظل الحرب المفروضة على الشعب السوري من قبل قوى دولية.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك