المعارضة السورية تتعهد بمقاومة تقدم الجيش في #حلب

حول العالم 01 ديسمبر 2016 0
سوريون يبحثون عن ناجين في موقع يقول نشطاء إن غارات لطائرات الجيش السوري قصفته بالبراميل المتفجرة في حلب يوم 17 سبتمبر أيلول 2015. تصوير عبد الرحمن إسماعيل - رويترز
+ = -

 

بيروت (رويترز) – تعهدت المعارضة السورية يوم الأربعاء بمواصلة القتال في شرق حلب في مواجهة تقدم حكومي مفاجئ أفقدها السيطرة على ثلث القطاع الذي تهيمن عليه من المدينة في الأيام الأخيرة مما جعلها على وشك التعرض لهزيمة كارثية.

.

وأعادت المكاسب التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه منذ الأسبوع الماضي أحياء بأكملها إلى سيطرة الحكومة وأدت إلى نزوح جماعي للسكان مع فرار الآلاف من أحيائهم المهدمة قرب جبهات القتال سريعة التغير.

.

وذكرت مصادر في أنقرة أن الرئيسين الروسي والتركي – وهما اثنان من أقوى الداعمين لطرفي الحرب – تحدثا عبر الهاتف بشأن الحاجة لوقف إطلاق النار.

.

وذكر مصدر عسكري سوري أن جنود الحكومة والقوات المتحالفة معهم استعادوا السيطرة الكاملة على حي الشيخ سعيد على الطرف الجنوبي للمنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب. لكن المعارضة نفت ذلك وقالت إنها ردت القوات الحكومية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الفصائل المسلحة لا تزال تسيطر على ثلث الحي.

وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له إن الحكومة اعتقلت واستجوبت مئات الأشخاص الذين اضطروا للفرار من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى مناطق أكثر أمنا نسبيا تسيطر عليها الحكومة.

.

ونفي مصدر عسكري سوري ذلك قائلا إنه لم تحدث اعتقالات لكنه أضاف أن الأشخاص النازحين الذين لا تعرف هوياتهم يُنقلون إلى “أماكن محددة” في المنطقة من حلب التي عثر فيها على المدنيين الفارين.

.

في غضون ذلك قال مسؤول في جماعة الجبهة الشامية المعارضة في حلب إن القوات الحكومية كثفت الضربات الجوية بما في ذلك على المدينة القديمة في حلب. وقال عمال إنقاذ في شرق حلب إن 45 شخصا قتلوا في أحدث موجة قصف.

.

وقال ستيفن أوبرين مسؤول عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي إن العشرات من عمال الإغاثة الإنسانية محصورون في حلب وإنه يجب على الأطراف المتحاربة احترام المدنيين قبل أن تتحول المدينة إلى “مقبرة عملاقة”.

.

وبعد عام من التقدم التدريجي لقوات الرئيس بشار الأسد المدعومة من روسيا وإيران وفصائل شيعية مسلحة فإن السيطرة على حلب ستمثل خطوة كبيرة في إطار الجهود الرامية لإنهاء الانتفاضة بعد نحو ست سنوات من الصراع.

وبالنسبة لجماعات المعارضة ومعظمها سنية فإن سقوط حلب سيحرمها من آخر موطئ قدم كبير لها في مدينة سورية كبرى.

.

وقالت روسيا – أقوى حليف دولي للأسد والتي يقصف سلاحها الجوي المعارضة منذ أكثر من عام – إنها تأمل أن يُحل الوضع في حلب قبل نهاية العام. لكن المعارضة في المدينة تعهدت بعدم الاستسلام.

.

*لا انسحاب

.

وفي حين انهارت خطوط المعارضة على نحو غير متوقع في أجزاء من شرق حلب في مطلع الأسبوع ذكرت مصادر من جانب الحكومة أن المرحلة التالية قد تكون أصعب لدى محاولتها استعادة المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان من المدينة.

.

وأبلغ زكريا ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لتجمع فاستقم الذي ينشط في حلب رويترز أن جماعات المعارضة المسلحة في المدينة رفضت أي انسحاب.

وقال متحدثا من تركيا دون الخوض في التفاصيل “هذا قرار الفصائل أنا تكلمت معهم بكل ما طرح.. فهم ما ممكن ينسحبوا ويمكن تصير أشياء أخرى.”

.

ومع بقاء عشرات الآلاف من الأشخاص في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب يقول كثير من الأشخاص إنهم يفضلون الموت على الاستسلام للحكومة التي يحاولون الإطاحة بها منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الأسد في 2011.

وذهب آلاف الأشخاص الذين فروا من القتال إلى حي الشيخ مقصود الذي يسيطر عليه الأكراد ولم يسلموا أنفسهم إلى الحكومة التي يتهمها محققو الأمم المتحدة باعتقال نشطاء ومدنيين سرا.

.

وقال ساكن من شرق حلب يدعى سالم أبو مضر لرويترز إنه على الرغم من أنه لم يحمل سلاحا مطلقا ضد الحكومة لكنه قال “أخشى ألا يتركني النظام أمضي وأن ينتهي بي الأمر في أحد سجونه الكثيرة.” وتقول دمشق إن التقارير عن الاعتقال التعسفي والتعذيب من هذا القبيل مختلقة.

.

وذكر المصدر العسكري السوري أن تقارير الاعتقالات في حلب تستهدف حمل الناس على البقاء تحت سيطرة المعارضة وأنه يتعين التحقق من هويات المغادرين للمنطقة لضمان ألا يكونوا من المتشددين.

وحث الجيش فصائل المعارضة في حلب على القبول باستسلام يتركون بموجبه المدينة. وفي اتفاقات سابقة بين الحكومة والمعارضة حصل مقاتلو المعارضة على ممر آمن إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة.

.

*تجدد الهجوم

.

قال عمال إنقاذ في منطقة المعارضة إن تجدد القصف المدفعي أودى بحياة أكثر من 45 شخصا معظمهم نساء وأطفال يوم الأربعاء وأصاب عشرات آخرين ومن بينهم بعض من فروا من مناطق المواجهة. وقال المرصد السوري إن 26 شخصا قتلوا في ذلك الهجوم.

.

وقال ممرض ومصور يدعى عارف العارف ويعمل في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة من المدينة “اليوم كان في مجزرة تانية أنا كنت شاهد عليها. النازحون كانوا الساعة 6:30 صباحاً متجهين من الأحياء الشرقية بمدينة حلب. كان في قصف مدفعي هني (هنا) وكانوا ماشيين بالشوارع. عن جد (حقا) شي فظيع جداً جداً.”

.

وأظهرت صور أرسلتها هيئة الدفاع المدني للإنقاذ للوضع بعد الهجوم أشخاصا غارقين في برك من الدماء في الشوارع ومن بينهم امرأة ترتدي ثيابا سوداء كانت تحمل حقيبة ظهر كبيرة. ولم يتسن لرويترز التحقق من تاريخ أو موقع التسجيل المصور.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء نقلا عن مصدر في شرطة المدينة أن قصف المعارضة للأحياء التي تسيطر عليها الحكومة في غرب حلب أودى بحياة ثمانية أشخاص بينهم طفلان وأصاب سبعة.

.

وفي ظل وصول الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء الحرب إلى طريق مسدود وغموض الموقف الذي ستتخذه الإدارة الأمريكية المقبلة بشأن سوريا قالت موسكو إنها على اتصال مع فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب بشأن الأمر.

وساعد جنود روس في توزيع المساعدات الغذائية على النازحين الذين فروا من شرق حلب إلى مناطق الحكومة حيث قدموا عبوات طبع عليها العلم الروسي وعبارة بالعربية تقول “روسيا معكم”.

.

وقالت مصادر في مكتب الرئيس التركي طيب إردوغان إن الرئيس ناقش الوضع في حلب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف للمرة الثالثة في أسبوع يوم الأربعاء.

وذكرت المصادر أن الزعيمين اتفقا على تكثيف المساعي للتوصل إلى وقف للأعمال القتالية وضرورة إيصال المساعدات للمدينة. ولم يصدر تعليق فوري من موسكو على الاتصال.

.

لكن السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين قال لمجلس الأمن “تنتابنا نفس المخاوف الشديدة المتعلقة بمحنة المدنيين في شرق حلب لكن تخفيف معاناتهم لن يحدث بوقف عملية مكافحة الإرهاب.”

ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظيره التركي في مدينة أنطاليا المطلة على البحر المتوسط يوم الخميس.

.

.

وفي باريس قال بريتا حاجي حسن رئيس المجلس المحلي للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب إن على الحكومة إنشاء ممرات آمنة على الفور ليتمكن المدنيون من مغادرة المنطقة.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر