المعارض السوري “نضال نعيسة” لكوردستريت “لا يوجد معارضة داخلية مستقلة فكلهم واجهات أمنية…المناطق الآمنة مناطق غير قانونية”

ملفات ساخنة 29 مايو 2017 0
المعارض السوري “نضال نعيسة” لكوردستريت “لا يوجد معارضة داخلية مستقلة فكلهم واجهات أمنية…المناطق الآمنة مناطق غير قانونية”
+ = -

كوردستريت – عارف سالم
.
قال المعارض السياسي “نضال نعسية” بأن جنيف السادس كان من أهم بنوده الانتقال السياسي بين نظام والمعارضة، ولكن الذي توضح أن نظام حسب وصفه “يرفض للانتقال” وجاء كلامه هذا في حديث خاص لشبكة كوردستريت الإخبارية معه.

.
وأضاف في سياق متصل بأنه ليس ناطقاً باسم أحد ولا يمثل أحداً ها هنا، ملفتا بأنه لا ينتمي لأي حزب أو تيار سياسي وجهة ومرجعية و”منصة” على الإطلاق وكل ما يأتي ها هنا وجهات نظر وآراء خاصة، مشيرا بأنه منذ مايقارب أحد عشر عاماً في سوريا، قائلا “منذ عودتي الكارثية المريبة والمدمرة من خارج سوريا كنت عاطلاً عن العمل، وممنوعاً حقيقة من العمل في سوريا، ومنعت من السفر لسبع سنين في الإقامة الجبرية ولا أظهر أبداً، بل ممنوع من الظهور في كل قنوات الإعلام السوري بقرارات أمنية عليا وهذا معروف للجميع في سوريا، على عكس ما كنت عليه من نشاط وظهور إعلامي مكثف وشبه يومي تقريبا وكنت أدير وأقدّم من خلالها برامج حوارية فضائية يومية في الخليج وأوروبا”

.
وحول الانتقال السياسي أشار بأن الأمر دخل في متاهة حقيقة، ومنذ صدوره في جنيف واحد 2012 كانت له عدة قراءات وتفسيرات، والكل كان يقرأه من منظوره الخاص، وربما كان وضع “النظام” صعباً في مرحلة ما ما فهم منه أنه تخل عن السلطة، وتسليمها “لما تسمى بالمعارضة” والمعارضة الخارجية “الخاسرة والمهزومة” في الميدان العسكري والتي تمثل الخارج وتضرب بسيفه تقرأه على أنه تسليم للسلطة والحكم من قبل من يسمونه بـ”النظام” وخروج رموز النظام، والأمر ساعتئذ لهم في الشام، وطبعاً هذا نوع من السذاجة السياسية والمراهقة الصبيانية الطوباوية وأحلام اليقظة النرجسية في ضوء المعطيات العسكرية القائمة، وتمكن الدولة وقدرتها على الصمود لا بل استرجاع الكثير من المناطق والجبهات الحيوية والاستراتيجية كان شرق حلب قمتها، وذروة التحول في المعطيات الميدانية التي لا يعقل، وتحت أية استراتيجيات أن تصرف لصالح المهزوم والذي فقد كل أوراق ضغطه وأدوات لعبه، وهنك انهيارات شاملة على مختلف الجبهات وفشلت كل المعارك التي فتحت في الشمال والجنوب والوسط الحموي. “النظام” كما تقول لم يتراجع عن هذا البند، بل أيضاً كان له قراءته الخاصة وتفسيره له على أساس معطيات الميدان، وإشراك بعض من وجوه المعارضة في وزارات تعطى لهم، وآخر اهتمامات جنيف هو عملية سياسية وفق السلال الأربعة التي توافق عليها الجميع، وهي: الحوكمة (إدارة الدولة مستقبلاً)، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب، وهي واضحة وليس فيها أي تخل أو تراجع عن الانتقال السياسي من حيث المبدأ فيما لو تمخضت الانتخابات عن أي تغيير سياسي، وهو ما ينظر إليه كانتقال سياسي تحدده صناديق الاقتراع وعلى الجميع الالتزام بها على حد وصفه.

.
وتابع في ذات الصدد بأنه لا يعتقد وفق حدود معرفته وعلمه أن “النظام” يعارض إجراء انتخابات أو إقرار دستور( وهو نمط من التغيير والانتقال السياسي أيضاً) معتقدا أن فشل الخيار العسكري ولجوء من يسمون بـ”المعارضة الخارجية” للسلاح واستقوائهم بالخارج وخسارتهم العسكرية جعلهم ينطبق عليهم بيت امرؤ القيس الشهير القائل:

.
وقد طَوَّفْتُ في الآفاق حَتَّى …. رضيتُ من الغَنِيمَةِ بالإيابِ، مضيفا “وحمداً لله على سلامتهم على أية حال”

.
“نعيسة” وتعليقا على سؤال لمراسلنا حول المنطقة الآمنة في سوريا ودخول قوات دولية إليها أكد بأن المناطق الآمنة هي مناطق “غير قانونية” ملفتا بأن الجميع يعلم من يقف بها ويطالب بها، معتقدا بأنها ستستخدم كنقاط تجمع للإرهابيين المرتزقة والمسلحين الإرهابيين القادمين من الخارج، وهي مناطق محدودة وحدودية ليس لها ثقل ميداني وازن يمكنها من قلب الموازين العسكرية لاسيما في ظل وجود حلفاء وأصدقاء أقوياء لسوريا يرفضون أن تستخدم هذه المناطق لقلب المعادلات العسكرية وإحداث أي تغيير سياسي، وأشار بأنه يعتقد أن زمن أو “حلم” إسقاط النظام بتلك الطريقة والسيناريو قد ولى وإلى الأبد.

.
وواصل قوله في معرض الحديث نفسه “ولا ننسى اشتراط السوريين عبر الروس موافقة الدولة السورية على دخول أي جندي غير سوري إلى سوريا، وهذا يعني قوة الدولة السورية واستمرار سيادتها على كامل الأراضي السورية بما فيها جغرافيا المناطق الآمنة المقترحة. شخصياً، ونتيجة انهيار المشروع برمته وفشل كل السيناريوهات، أرى تخبطاً غربياً واضحة، أو ما يمكن اعتباره حلفاء “الثوار”، وعدم امتلاكهم لتصور متكامل ومتوافق عليه حول سوريا، إضافة لوجود خلافات عميقة في تلك التصورات بين أضلاع الحلفاء “الثوريين”، ما يعرقل التوصل لأية صيغة ضمن المعطيات القائمة”

.
المعارض السوري في رده على سؤال لمراسلنا حول القوات العربية الإسلامية والأمريكية التي تم الإقرار عليها في السعودية، وحول نظرة النظام إلى هذه التحركات قال “لا علاقة لي كيف ينظر النظام، ولست ناطقاً باسمه ولا يمكن لي أن أكون كذلك في أي يوم من الأيام، فلديه إعلامه وأبواقه وأزلامه الذين نراهم يحتلون الشاشات ومقيمين فيها ليلاً نهاراً” مشيرا بأنه تم الإقرار في الرياض الـ34 ألف جندياً ممن وصفهم ب”المرتزقة” مضيفا “هم جيش غير نظامي هدفه التدخل غير المشروع وغير القانوني خارج مجلس الأمن والقرارات الدولية ومن جانب واحد ولتنفيذ أجندات خاصة لدول الحرب على سوريا نفسها “التحالف الدولي”المزعوم، إنه داعش العلني، أو إلباس الدواعش زياً رسمياً لأداء نفس الدور تحت مسمى مختلف وهو استمرار التدخل في الشأنين السوري والعراقي واستمرار استنزاف البلدين مادياً وبشرياً وضرب بناهما التحتية تدميرها” مؤكدا بأن دول كثيرة “تنصلت” من إعلان الرياض، وقالت إنه لم تره ولم تتطلع ولم توقع عليه وهذا الكلام مفبرك ومزور ولا إجماع عليه على حد قوله.

.
وأردف القول بأن دخول سوريا ليس نزهة ورحلة صيد برية وترفيه لهواة “الصيد” ملفتا بأنهم حاولوا ذلك مراراً عبر سنوات ست كلها ارتدت كارثياً ومأساوياً على المعتدين في كافة مناطق التوتر والمواجهات والتصعيد.

.
السياسي السوري قال بأنه من الخطأ وضع أي مكون وطني سوري في سلة واحدة، مشيرا بأن لديهم شعب سوري ومن كافة المكونات، مواصلا بأن هناك من تورط بكل أسف بهذه الحرب على سوريا بناء على حسابات خاصة لا تعكس إجماع هذا المكون أو ذاك، كما أن الاستقواء بالخارج الأجنبي المحتل هو أمر غير أخلاقي ولا يمكن التعويل عليه فهذا الخارج قد يتخلى عن “عكازه” الذي يستند عليه في أية لحظة، وينقلب الصديق عدواً والعدو صديقاً والسياسة لا دين لها، وحصل هذا مراراً وتكراراً خلال السنوات الماضية، معتقد أن التعويل على الداخل الوطني هو الأنسب والأفضل للجميع، منوها بانه ربما كان “النظام” مقصراً في إدارة الدولة على صعد مختلفة وكان هناك سياسات غير صائبة أو حسابات إيديولوجية ورؤى حزبية أصابت البعض بمظالم، لكن هذا ليس مبرراً، ولا يعني بحال تبني سياسات غير وطنية لا تخدم إلا الخارج غير الوطني، وهذا هو هدف الحرب الأولى أي ضرب الوطن ومكوناته حسب وصفه.

.

وبحسب “نعيسة” فأن ما حدث في ليبيا شيء مختلف تماماً عما حدث في سوريا، وكذلك بالنسبة لتطور ومآلات الحرب ومساراتها المتحولة كان خطأ روسيا الوحيد حسب تعبيره “هو المصادقة على منطقة حظر للطيران فوق ليبيا الذي وافق عليه مجلس الأمن في 17 آذار / مارس 2011 بعد قراره رقم 1973، والذي فهم منه غربياً على أنه إعطاء الضوء الأخضر لاجتياح ليبيا وبقية القصة والكارثة الليبية معروفة” ملفتا بأن الأمر في سوريا مختلف جداً وكان الفيتو الروسي-الصيني المزدوج بالمرصاد لأي قرار يمكن أن يستغله التحالف الغربي للانقضاض على سوريا وافتراسها على الطريقة الليبية، لا بل قام الروس في مرحلة مفصلية من الحرب بالتدخل عسكرياً لصالح حليفهم السوري الأمر الذي خلق وضعاً استراتيجياً وعسكريا مختلفاً جذرياً لا بل مكـّن المحور السوري-الروسي –الإيراني من فرض شروطه وإملاءاته ورأينا التحولات في جنيف وأستانا وإذعان أردوغان وتجرعه لبعض السموم التي كان يأنف من مجرد التفكير بها، ناهيكم عن تعزيز الحليف الروسي لقاعدتيه في حميميم وطرطوس وكل هذه المعطيات الجيو-استراتيجية تساهم ولاشك في إعادة الدولة السورية لقوتها وسيادتها على المناطق التي سيطر عليها المرتزقة الإرهابيون بمساعدة دول الجوار على حد تحليله.

.
في تعليق له على سؤال لمراسلنا حول إن كان محروما من حقوقه الأساسية أوضح بأنه ليس كذلك تماما،ً ملفتا بأنه لا يمكن أن تمارس أي نشاط عام في ظل هيمنة الدولة وأجهزتها على كافة النشاطات ورعايتها الرسمية لها وإدارة الوزارات المؤسسات وفق الرؤية والإيديولوجيا الرسمية والحزبية التي لا تتسامح بوجود رؤية أو قراءة أخرى لمختلف القضايا، معتقدا بأنه لذلك فهم يرون دائماً الصوت والرأي الواحد وعودة حليمة السورية لعادتها القديمة ما قبل الأحداث وهذا أمر “مرعب ولا يمكن تصوره، وما له من انعكاسات خطيرة على مستقبل سوريا” حسب وصفه.

.
وبخصوص عزله من وفد حميميم أكد “نعيسة” بأنه لايعرف السبب، وبأنه لم يبلغه أحد بذلك من يومها، ولم ير أياً من أعضاء الوفد، حتى من تم عزلهم معه، منوها بأنه تم انتباههم بشكل ديمقراطي وذهبوا لجنيف ضمن وفد معارضة الداخل، مشيرا بأن في سوريا الحساسيات والحسابات والاعتبارات على أشدها، وتستنفر الجميع وترعب كثيرين، لاسيما في حال نجاحك في عملك وكان أداؤك ضمن الأطر الأخلاقية والسلوكية والمهنية العالية والمحترمة، مضيفا بأنهم عادوا من جنيف على أمل الرجوع للجولة الثانية، منوها بأنه ورغم انتخابهم ديمقراطياً، إلا أن بعض الجهات و”الزعران” والجهات المارقة والخارجة عن القانون والدستور والمعادية لأية عملية ديمقراطية وسياسية، وهي مجموعة من “المومياءات والشخصيات المكروهة والكريهة التي احتكرت كل شيء لنفسها ولأزلامها ومخبريها ولا ترى سوريا إلا من خلالهم” انقلبت على عملية حميميم بكل خسة ونذالة وغدر بدوي وثني أمني معروف، وفرضت بعض من أزلامها ومعارفها الشخصية “تنفيعة” (معروفة في سوريا)، من خارج مرجعية حميميم ووضعتهم في الوفد هكذا دون أي إنذار ولا إخطار ولا إعلام وكأنها تتعامل مع نكرات و”بطيخ وخردة” تالفة لا قيمة لها، إضافة لظهور بعض التصرفات الشخصية المنفرة والمقززة من قبل بعضهم وبعضهم من الجهلة وأنصاف المتعلمين وأشباه الأميين من أصحاب وصاحبات التاريخ المخزي المخجل المشين الشخصي والمهني وحتى السلوكي اللا أخلاقي الذي يزكم الأنوف، ممن كانوا في الوفد وتصرفوا في شوارع موسكو وجنيف بشكل لا يمكن قبوله إضافة لوجود نجود “بورنو” حقيقيين كانوا ضمن الوفد وظلوا فيه ويحتكرون وجه المعارضة حتى اليوم للأسف وبعلم الجميع الذي لا تهزه مثل هذه الفضائح، ولهم الباع والسطوة والحظوة عند الأجهزة إياها وتلكم الجهات وكانوا ينظرون للوفد نظرة العصابات والمافيات والزعران و”الشلة” والتنفيعة، ولهم من يسمعهم داخل سوريا للأسف وأساؤوا لسوريا، المهم نتيجة لذلك انهارت سمعة الوفد وانهارت صورته ولم يعد مقبولاً ومكروهاً ومنبوذاً حتى من قبل رعاته الأمنيين وبعض المافيات والعصابات والزعران والبلطجية الذين يتحكمون ويتلاعبون بمصائر وحياة السوري على حد قوله.

.
وبشأن وجوده الإعلامي قال المعارض السوري ” أنا مقيم في سوريا في أوضاع مأساوية بطالة وفقر وحصار وعدم وجود أي عمل وترصد واستهداف من قبل بعض الزعران والبلطجية والجهات المارقة والخارجة عنالقانون والدستور والتي تتصرف بسوريا والسوريين بمزاجية وكأنهم ملك خاص وهناك ضيق عام وتضييق وانعدام أي أفق ومقاطعة شاملة وووو”

.
وأضاف في ذات الصدد بأنه يسيطر على الساحة الإعلامية اليومية جهتان لا ثالث لهما وهما الإعلام الرسمي “المقاوم” والإعلام “الثوري” المعارض. من جهة الإعلام “المقاوم” هناك قوائم سوداء بأسماء إعلاميين سوريين تصدّرها بعض الجهات المارقة والخارجة عن القانون والدستور والتي تتصرف بسوريا كمزرعة وما تزال تعمل بسوريا وتتصرف فيها على هذا الأساس بكل أسف، وتوزعها على كل الوسائل الإعلامية المحلية التي تديرها وتمون عليها، وعلى كافة الوسائل الإعلامية الأخرى خارج سوريا كالإيرانية واللبنانية والروسية وووو وتتعاضد كلها وتتكاتف ضد هذا المعارض والإعلامي والأمر معروف للجميع، وأما الإعلام “الثوري” ولكوننا نعيش داخل سوريا ونلمس وننقل بشفافية حقيقة ما يحدث من إرهاب وقتل ودمار ومرتزقة وتدخل خارجي باسم “ثورة” مزعومة ووو فهذا الإعلام أيضاً يتكاتف، وبمفارقات مرة وذات دلالات عميقة، مع ما يسمى بالإعلام “المقاوم” في الموقف من بعض الإعلاميين والنشطاء السوريين ويلتزم تلقائياً بالقوائم الأمنية السوداء التي تصدرها الجهات الأمنية السورية ويعتبر هؤلاء مجرد “شبيحة” وعملاء للنظام ومعادين لـ”الثورة” المزعومة وكل ذلك حسب تعبيره.

.
واختتم “نعيسة” حديثه لشبكة كوردستريت موضحا بأنه لا يوجد بالمطلق شيء اسمه “معارضة داخلية مستقلة” منوها بأن كلهم وجوه وواجهات أمنية ترعاهم وتغذيهم وتدفع بهم للواجهات على أساس أنهم أبطال ومعارضون ووو وهم حقيقة “لا شيء” من كل هذا ومكشوفون للشارع كله الذي يهزأ ويسخر منهم ويرف حقيقتهم وما هم عليه ومن أتى بهم، ومن أين أوتي بهم ومن يقف وراء كل واحد وواحدة منهن؟ وكل ما ورد في الحوار حسب ماقاله.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك