المعارض الكوردي مصطفى المشايخ لكوردستريت : فوز دونالد ترامب بالانتخابات يجسّدُ إرادة الشعب الأمريكي…الاعتقال السياسي مرفوض لدينا”

ملفات ساخنة 01 ديسمبر 2016 0
المعارض الكوردي مصطفى المشايخ لكوردستريت : فوز دونالد ترامب بالانتخابات يجسّدُ إرادة الشعب الأمريكي…الاعتقال السياسي مرفوض لدينا”
+ = -

كوردستريت – سليمان قامشلو

تحدث “مصطفى مشايخ” نائب سكرتير حزب الوحــــدة الديمقراطي الكوردي في سوريا (يكيتي) ورئيس التحالف الوطني الكوردي معلقاً على  فوز “دونالد ترامب” في انتخابات الرئاسة الأمريكية مؤخراً  وقال بانه يجسّدُ إرادة الشعب الأمريكي، كونُها جرتْ حسب وصفه “في أجواءٍ من الحرية والتنافس الديمقراطي وشفافية لا تشوبها شائبة” مشيرا بأنهم يحترمونُ إرادة الشعبِ الأمريكي ويباركون له هذا المنجز، وذلك في حديث خاص أجراه مراسل شبكة كوردستريت الإخبارية معه.

.
“مشايخ” أضاف  بأنه يحدهم الأملُ في أن تبادر الإدارة الجديدة في تناول الملفات الساخنة على الساحة الدولية بروح مسؤولة، تلك التي تقف الأزمة(المأساة) السورية في مقدمتها، والتوقف مطولاً على دراسة حالة التقاعس التي عانتها السياسة الأمريكية في هذه القضية، منوها بأن “هذا التقاعسُ تسبب” في إغراق البلاد ببرك الدماء والمزيد من الدمار، مشيرا بأن فمن المجتمع الدولي ومنها الولايات المتحدة الأمريكية يتحملان “جزءاً كبيراً من هذه المسؤولية وهذا العار” ملفتا القول بأنه لو توافق المجتمع الدولي وعلى رأسها القوتين الكبيرتين روسيا وأمريكا اللتين أبعدتا الاتحاد الأوربي مؤخراً من المساهمة في حل هذه القضية، لكانت القضية السورية حسب وصقه “قد وجدتْ طريقها للحل منذ أمدٍ بعيد، وكان قد تمّ حقن شلالات الدم التي لا تزال تراق كل يوم، ولكانت التنظيمات الإرهابية في حالة تراجعٍ وانحسار كبيريْن”

.
وتابع في سياق متصل  بأن تركيا التي يقودها حزب العدالة والتنمية قد لعبتْ دوراً بغاية ما وصفه ب ” السلبية”  في الداخل السوري، حيث تمكنتْ من بسط هيمنتها على الائتلاف المعارض والعديد من الفصائل الإسلاموية المتطرفة، ودعمتْها بالمال والسلاح، وسخّرت المالَ السياسي لشراء الذمم ليس هذا فحسبُ، بل تشيرُ بعضُ الدلائل حسب اعتقاده “إلى تورطها في دعم التنظيم الإرهابي(داعش) نفسه لعرقلة أيّ حل سياسي يتعارض مع أجنداتها الخاصة، خصوصاً عندما يتعلقُ الأمر بالقضية الكردية في سوريا التي يبتغي وأدَها ومحوَها من الوجود، كي لا ترى الطموحاتُ الكردية في الحرية والمساواة النورَ والنجاحَ” منوها بأنها تبذل كلّ ما بوسعها لمحاربة تلك الطموحات المشروعة، مستعملة كلّ أدواتها الاستخباراتية والإعلامية والدبلوماسية، وبأنها استغلت هذه الحكومة التي تُدار من قبل الأجهزة الأمنية التي أصيبت بفقدان التوازن جراء الانتصارات المذهلة التي أحرزتها قوات البيشمركة الكوردية وقوات حماية الشعب والمرأة YPG) ، (YPJ على التنظيم الإرهابي ودحره، وتبوؤها لمكانة دولية مرموقة على الساحة الدولية، فاستغلتْ حسب قوله “انشغالَ المجتمع الدولي وقواه العظمى بصراعاته وتناقضاته، ليرتكبَ الكثير من التجاوزات بحق الشعب الكردي التي تصل بعضُها إلى درجة الجرائم، منها التضييق المستمر على الصحافة الحرة والأحزاب السياسية المعارضة، وزجّ نشطائها في غياهب السجون، وجريمة اعتقال قادة حزب الشعوب الديمقراطي والبرلمانيين الكرد المنتخبين من الشعب، وإقالة رؤساء البلديات بصورة غير قانونية…إلخ”

.
وفي معرض الحديث ذاته أوضح بأن تركيا بقيادتها الحالية التي “تعرّت” أمام أنظار المجتمع الدولي تسير حسب تعبيره “نحو التفرد والدكتاتورية” منوها بأنه يجب على القوى العظمى العملَ على وقفَ تدخلها في الشأن السوري بالتوازي مع وقف كافة التدخلات الإقليمية الأخرى التي تزيدُ “الطين بلّة” والتمهيد لحل سياسي ينصف جميعَ المكونات، مضيفا بأنهم في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، كما في التحالف الوطني الكردي يتطلعون إلى تعاملٍ من نوعٍ جديد مع القضية الكوردية ملخصُه هو أن تكفّ الدول الكبرى عن التعامل مع القضية الكردية التي تعتبر حسب تعبيره “أعدل” قضية على المستوى العالمي، من دوافعِ استعمالها ورقة مساومةٍ في أسواق العلاقات الدولية، بلْ أن يتم التعامل معها من قبل الجميع، ورغم اختلافاتهم السياسية وتناقض مصالحهم من منظور أنها قضية شعبٍ “مظلوم” قدمَ عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعاقين في وجه الإرهاب العالمي، ودفاعاً عن حقوقه القومية وكرامته، مشيرا بأنه تستوجب إنصافه وتمكنه من تقرير مصيره أسوة بكل شعوب المعمورة وفق المعايير والقوانين الدولية ولوائح حقوق الإنسان.  

.
أبدى القيادي الكوردي تأسفه في محض إجابته عن سؤال لمراسل الشبكة حول مدينة حلب، موصفاَّ الوضعَ في حلب ب”مأساويٌّ للغاية” مشيرا بأن مناظر الموت والدمار ومشاهد تبعثر أشلاء المواطنين العزل الأبرياء يبعث على “الامتعاض” وبأنه يجب أن تكون هذه المشاهد “المحزنة” حافزاً للمجتمع الدولي على إيقاف هذه المحرقة بحق الشعب السوري “المنكوب” منوها بأنه ومؤخرا لوحظ تقدم النظام في العديد من أحياء المدينة، وتراجعٍ واضحٍ لجبهة النصرة وحليفاتها وسط كمٍّ هائلٍ من الدمار الذي لا يتقبله العقل والضمير البشرييْن، ووفقاً لموازين القوى الحالية فإن النظام بات يسيطر على غالبية أحياء حلب وباتتْ سيطرته الكليةُ على المدينة قابَ قوسينِ أو أدنى ما لم تحصلْ القوى التكفيرية على سلاحٍ نوعي جديد كما توحي به دولة قطر وغيرها من الدول التي تدعم هذه الجهات الراديكالية.

.
وبشأن الاعتقالات التي تطال كوادر المجلس الوطني أكد  السياسي الكوردي  بأن مبدأ الاعتقال السياسي “مرفوض” من جانبهم كونه يفضي بالنتيجة إلى هيمنة فئةٍ على أخرى، وتمهيد الطريق للتبعية والولاء للسلطة الحاكمة ونشر روح “التملق والانتهازية المقيتة” تلك التي لا تتمُّ بناءُ الأوطان بها، موضحا بأن اعتقالَ السياسيين والنشطاء الإعلاميين المختلفين بالرأي هو عمل وصفه ب”المدان” وبأنه يجب إحالة المعتقلين إلى محاكم حيادية متخصصة تكفل لهم حق الدفاع عن النفس هذا من جهة، من جهة أخرى أشار بأنهم يرون الحربَ الإعلامية التي تقودها بعض التنظيمات الكوردية بحق الإدارة الذاتية القائمة والتي لا تنبعُ من دافع الحرص على إصلاحها، هو عملٌ حسب اعتقاده “تحريضي وسياسة خاطئة” ولا تخدم الشعب في هذه المرحلة العصيبة التي تتطلبُ توجيه “النضال” نحو مغتصبي حقوق الشعب وناكري وجوده، لا أن تساهم حسب قوله “في عملية التصعيد والنفخ في نيران الأحقاد التي تزيد من تفرقة الصفوف وإضعاف الشعب” ملفتا القول بأن على جميع الأطر والأحزاب السياسية والفعاليات المجتمعية التركيزَ على “خطاب تقارب الصفوف، وإشاعة روح الألفة والحوار في المجتمع التواق إلى الحرية والانعتاق، وتجنب ثقافة بث روح الكراهية في المجتمع التي لا يستفيد منها سوى أعداءِ وجود الشعب”

.
وأعرب القيادي الكوردي عن تأسفه  بأنه لا يمكن الحديث عن وجود “إعلام كوردي مستقل إلا في نطاق محدود” مؤكدا بأن الإعلام المسيطر على الساحة الكوردية هو “الإعلام الحزبي الموجّه” والذي يخدم حسب وصفه “أجنداتٍ معينة، مقولبة  ومحددة” منوها بأنهم يتكلعون إلى “سطوع نجمِ إعلامٍ كورديٍّ حرٍ ينطلق من مصلحة الشعب الكوردي، وليس من مصلحة أحزابه التي قد لا تلتقي مع مصلحته في الكثير من الأحيان” مردفا بأن السلطة الرابعة الحرّة يجبُ أن يُولى لها الاهتمامُ المطلوبُ، وتتخذَ مكانتها اللائقة في المجتمع، لأنها هي وحدُها حسب تعريفه “الكفيلة والقادرة على قول الحقيقة كما هي دون زيفٍ أو مواربة”

.
واختتم رئيس التحالف الوطني الكوردي  حديثه لمراسل شبكة كوردستريت الإخبارية بأن “النضال” في سبيل القضية الكوردية ليس حكراً على الأحزاب السياسية وحدِها، بل هو “واجبٌ وحقٌّ” لكل المواطنين الكورد، منوها بأنّ هذه القضية بحاجةٍ إلى جهود وطاقات كل أبنائها دون شطبٍ لدور أحد، وبنفس الوقت فإن الساحة تتسع للجميع، مشيرا بأنهم اليومَ يرون ب”أم أعينهم” أن العالم يتغير كل لحظة، وبأن القوى السياسية العالمية تغيرُ تكتيكاتها وبرامجها وأساليبَ عملها كلما تطلّب الأمرُ ذلك نزولاً عند مصالح شعوبها، لذا فمن “المنطقي والضروريِّ” أن تعيدَ الحركة السياسية الكوردية بعمومها النظرَ في سياساتها ومواقفها ومواضعها بما يخدم الشعب، متمنيا من “السادة المثقفين وأصحاب الرأي والقلم من المساهمة في نشر هذه الثقافة التي ستنير درب الشعب بكل تأكيد” شاكرا الموقع وقرّائه الكرام على إتاحة هذه الفرصة ليعبّر عن رأيه الذي قد يحمل حسب وصفه “جزءاً من الحقيقة والواقع” وكل ذلك على حد ما صرح به.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك