المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا : المشروع القومي الكوردستاني الذي يقوده الرئيس مسعود بارزاني يأخذ سبيله يوما بعد آخر نحو التقدم والنجاح

بيانات سياسية 01 أبريل 2019 0
المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا : المشروع القومي الكوردستاني الذي يقوده الرئيس مسعود بارزاني يأخذ سبيله يوما بعد آخر نحو التقدم والنجاح
+ = -

كوردستريت|| بيانات

التقرير السياسي:
للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا عن شهر آذار 2019.
——————–
من الملاحظ أن المشهد السياسي للأزمة السورية يشير إلى التزامن بين عدد من الفعاليات السياسية، فالمبعوث الدولي الجديد إلى سوريا (غير بدرسون ) يتجه نحو استئناف الحوار والتفاوض استكمالا لما بذله سلفه ديمستورا من جهد على أساس مرجعية جنيف1 والقرارات الدولية في هذا الشأن، ويسعى لتناول ما أسموها السلال الأربع، محاربة الارهاب، واللجنة الدستورية، والحكم الانتقالي، والانتخابات، ويبذل قصارى جهده لتهيئة اللجنة الدستورية خاصة بعد الإعلان عن الانتصار على داعش، في حين أن روسيا تسعى ومعها النظام السوري صوب محافظة إدلب بغية طرد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) واستعادتها لسيطرة النظام السوري، بينما التحالف الدولي أو أمريكا تسير نحو التشاور مع المكونات السورية بزعم إعداد التدابير اللازمة ابتغاء التحضير لإدارة جديدة ومشتركة في شرق الفرات، هذا إلى جانب العمل المتواصل من أجل توفير عوامل تحقيق المنطقة الآمنة داخل الأراضي السورية بموازاة الحدود مع تركيا..

.
ومن الوقوف مليا على هذه المسائل المتزامنة والمتداخلة وغيرها من القضايا الأخرى، يمكن الاستنتاج أنها ربما تتوافق في بعضها لكنها تتعارض مع بعضها الآخر، وقد تؤدي بالأزمة السورية إلى المزيد من التعقيد والإبقاء على الحالة القائمة في سوريا والسير بها نحو آفاق مجهولة، وبالتالي إطالة أمد معاناة السوريين وزيادة مأساتهم ..

.
وتبدو تركيا من جانبها قلقة من وضعها الداخلي إزاء بعض المسائل الهامة، منها تراجع سعر الصرف للوحدة النقدية التركية ( الليرة ) ومن ثم التراجع في دخل الفرد ومعدل النمو الاقتصادي، إلى جانب تضييقها على الحريات العامة حيث السجون ملأى بالمعتقلين السياسيين، هذا ناهيك عن ظهور بوادر الخلاف التركي الروسي بخصوص إدلب، أو الصراع عليها، ما يعني أن مستقبل العلاقات لدول استانا – سوتشي غير مريح، وقد يسير نحو التراجع، في حين أن علاقاتها ( أي تركيا ) مع حلفائها الاستراتيجيين لم تأخذ سبيلها نحو التفاهم المطلوب، الأمر الذي لا يبعث على الارتياح من جانبها، لاسيما أنها مقبلة على تطورات في المرحلة القادمة، إلا أنها ماتزال مصرة على الاستمرار في لعب الدور الثنائي بين الجانبين ( الروسي والأمريكي ) ومحاولة التوفيق بينهما باتزان ..
أما إيران، فإنها تئن تحت وطأة الأعباء الثقيلة داخليا بسبب العقوبات الاقتصادية أو تدني مستوى المعيشة، فالطبقة الفقيرة تزداد فقرا، وحركة الاعتصام والتظاهر تزداد توسعا في المدن والبلدات بشكل منتظم، رغم ازدياد الطبقة الحاكمة قمعها للجماهير الهائجة ودون أي رادع أخلاقي أو وازع من ضمير إنساني، ومع كل ذلك فإن النظام مازال ماضيا في تدخلاته الإقليمية ( اليمن ، العراق ، لبنان، وسوريا ) فإلى جانب نشره التشيع بشكل واسع، فإنه يعمل في الجانبين السياسي والعسكري أيضا، ومن الجدير ذكره أن إيران قد راجعت حسابات ديونها المالية مع سوريا البالغة نحو عشرين مليار دولار ذلك تحسبا لأي تطور من جانب هذه الأخيرة وبعدها حصل اللقاء الأخير في دمشق بين القيادات العسكرية إلى جانب القيادات السياسية لكل من : إيران ، العراق، سوريا، ذلك لتعزيز التواجد الإيراني في سوريا، كما يوحي بتشكيل حلف مقابل أمريكا وإسرائيل، هذا فضلا عن تعزيز القدرات في القرصنة الإلكترونية للتجسس والاختراق، ما يعني أن إيران تدفع باتجاه تحديات خطيرة ..

.
والعراق، ماتزال الأوساط المتسيبة والفاسدة تسعى بثقلها نحو المزيد من التعقيد في عموم الملفات العراقية، في محاولة لإفشال السيد عادل عبد المهدي وعرقلة مساعيه لاستكمال حكومته، بغية التفرغ لتناول تلك الملفات على طريق معالجتها، لكن يبدو أن الأعباء والمسؤوليات تزداد ثقلا على كاهله، إذ ما زال الصراع السياسي قائما بين مختلف الأطراف والمكونات السياسية والمذهبية، لتتمحور حول جانبين أساسيين، الولاء للعراق أم لخارجه والمقصود هنا ( أمريكا وإيران ) ويبدو أن حكومة المهدي اليوم تميل إلى التنسيق مع كل من إيران وسوريا بدليل اللقاء الثلاثي العسكري والسياسي الأخير في دمشق وبزعم التعاون في محاربة الإرهاب القائم مع العراق وسوريا، هذا ومن جانب آخر فقد غدا توسيع الفيدرالية على مستوى عموم العراق مطلبا لكل من الجنوب ( البصرة ) والسنة وهذه الأخيرة تسعى بالتعاون مع أمريكا لإعداد قوة حماية لها، ما يعني أن العراق أمام مهام واستحقاقات جديدة ..

.
وإقليم كوردستان، بعد تحقيق تفاهمات واسعة في الآونة الأخيرة بين الحزبين الرئيسيين، الديمقراطي الكوردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، بدا أن هناك بوادر خلافات في بعض القضايا المتعلقة بتشكيل حكومة الإقليم، لكنها على ما يبدو غير مستعصية أمام حكمة القيادة وروح الشعور بالمسؤولية والهمة التي تتحلى بها في تدارك الحلول في أوقاتها، عموما الاستعدادات اللازمة للمرحلة القادمة على قدم وساق، ومستمرة على مختلف الصعد، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والميدانية ..الخ، وأن المشروع القومي الكوردستاني الذي يقوده الرئيس المناضل مسعود بارزاني يأخذ سبيله يوما بعد آخر نحو التقدم والنجاح رغم كل العراقيل والعقبات التي تعترض سبيله.
يجدر هنا هو التصريح الذي أدلى به السيد نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم في مقابلته مع الموقع الأمريكي(مون يتور) أن على كرد سوريا التوجه إلى دمشق للحوار مع النظام السوري بشأن حقوقهم القومية، جاء ذلك في سياق آخر لا يحمل معنى التوجيه السياسي كموقف ينبغي الأخذ به، ولو كان كذلك لمهد لذلك السيد البارزاني باللقاء مع قيادات المجلس ولاسيما رئاسته، وكذلك التمهيد مع النظام السوري من أجل ضمان نتائج حقيقية ومقبولة، ما يعني أن ذلك مجرد رسائل سياسية لها أهدافها ومقاصدها ..

.
وفي كوردستان سوريا، تبقى عفرين بمعاناة أهلها محط أنظار شعبنا الكردي، لاسيما أن هناك محاولات ومساعي مريبة بشأن عفرين من الأوساط الشوفينية، منها على سبيل المثال العمل من أجل ابعاد المهجرين منها إلى مناطق نائية، بغية ضمان عدم عودتهم إليها ليتسنى لهم التغيير الديمغرافي العنصري، وإلا ينبغي تقديم التسهيلات اللازمة لعودة آمنة لهم إلى ديارهم وأماكن سكناهم، وعليه ينبغي تضافر الجهود والمساعي لمنع تحقيق ذلك الهدف، والسعي لتخفيف المعاناة من القمع والانتهاكات المستمرة، وفي هذا السياق فإن هيئات ولجان المجلس الوطني الكردي في سوريا مستمرة في دعوة المجتمع الدولي ومؤسسات المجتمع المدني ولجان حقوق الإنسان بغية المؤازرة في هذا الاتجاه الانساني قبل السياسي، ولن تتردد هيئات مجلسنا ولجانه تلك في مضاعفة الجهود في هذا الشأن ..

.
من جانب آخر فإن حزب الاتحاد الديمقراطي ( p.y.d ) منهمك في احتفالات النصر الافتراضي على داعش، ليثير معها بروباكندا ضد مجلسنا ( ENKS ) في إثارة بلبلة مريبة حول مجلسنا، كان حري به التمييز بين موقف مجلس المناهض لـ داعش والإرهاب كون المجلس ضمن الحملة الدولية على الإرهاب بحكم كونه جزءا من المشروع القومي الكوردستاني الذي يقوده الرئيس المناضل مسعود بارزاني، بين هذا الموقف وموضوع عدم حضور الاحتفالية دون ترتيبات أو مقدمات مشتركة، ما يعني أن ب ي د اتخذ من ذلك ذريعة لتجديد كيل التهم ضد المجلس والعودة الى المهاترات بدل تهيئة الأجواء والمناخات للحوار حول المشتركات مما زاد في المناخات سوءا، أما المجلس فلم ولن يبالي بمثل هذه المحاولات اليائسة، وسيستمر بعمله ونشاطه السياسي السلمي وعلى مختلف الصعد والمجالات داخليا وخارجيا، وجنبا الى جنب مع القوى الوطنية والمجتمع الدولي حتى تحقيق الحل السياسي الشامل للأزمة السورية وتحقيق أماني مكونات المجتمع السوري بما فيها تطلعات شعبنا القومية والوطنية وفق العهود والمواثيق الدولية ..

.
قامشلو في 31 / 3 / 2019
المكتب السياسي
للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر