المنطقة الآمنة و التوافق الأمريكي بين مطالب أنقرة و قسد

آراء وقضايا 09 فبراير 2019 0
المنطقة الآمنة و التوافق الأمريكي بين مطالب أنقرة و قسد
+ = -

كوردستريت || مقالات 

.
المنطقة الآمنة بمفهوم الولايات المتحدة الأمريكية هي المنطقة الشمالية و الشرقية من سوريا و التي حررتها قوات التحالف الدولي و قوات سوريا الديمقراطية من تنظيم داعش، و التي يجب حمايتها و الحفاظ عليها و عدم ترك اي فراغ فيها في حال انسحاب القوات الأميركية منها و لذلك فإنها تطالب :

.
1- القضاء على داعش نهائيا، و منعه من العودة. 
2-العمل على الحد من نفوذ إيران في سوريا و إخراجها. 
3- حماية قوات سوريا الديمقراطية التي حاربت مع التحالف الدولي ضد داعش.
4-على التحالف الدولي ملئ الفراغ الناشئ من انسحاب القوات الأمريكية بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية و الجيش التركي.
5- إنشاء أليات لحماية الحدود التركية، و منع حدوث أي اشتباكات بين الجيش التركي و قوات سوريا الديمقراطية.

وستكون القوات الأمريكية مستعدة لتدخل في اي وقت يتطلبه الحلفاء، و سيقدم الدعم و المساندة لقوات التحالف.

.
لكن المطالب التركية تختلف كليا عن مطالب الولايات المتحدة الأمريكية فهي تطالب :
1- ان تشمل المنطقة الآمنة كافة المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية و كذلك مناطق سيطرة درع الفرات و حتى مناطق عفرين و إدلب، و تكون تحت إدارة الجيش التركي مباشرة.
2- إخراج قوات سوريا الديمقراطية و وحدات حماية الشعب من تلك المنطقة نهائيا و تسليم إدارتها للفصائل التابعة لانقرة.
3- ان تكون المنطقة بحماية الجيش التركي بدون أي تدخل من قوات التحالف الدولي، مع تقديم الدعم و المساندة المالية و اللوجستية لجيش التركي.
4- أنقرة لن ترضى بنشر اي قوات دولية على حدودها.
5- ان يتم تشكيل مجالس المحلية في تلك المناطق من فصائل موالية لانقرة بما فيهم الكرد المتحالفين مع الفصائل التابعة لتركيا.
لكن بين مطلبي واشنطن و أنقرة هناك مطالب قوات سوريا الديمقراطية و الإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية التي تطالب :

.
1- ان تشمل المنطقة الآمنة كافة المناطق التي تحميها قوات سوريا الديمقراطية، و ان تظل بحماية قوات سوريا الديمقراطية و بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي. 
2- على القوات التركي ان لا تتواجد في تلك المنطقة نهائيا، و ان تخرج من كافة الأراضي السورية لأنها قوة احتلال و خاصة من مناطق عفرين و الباب و اعزاز و جرابلس و إدلب و تكف عن دعم المجموعات الجهادية و الدينية المتطرفة. 
3- من أجل إغلاق الباب أمام حجج تركيا وضع قوات دولية على حدودها،بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي ضد داعش و مع الأمم المتحدة. 
4- استمرار دعم التحالف الدولي لقوات سوريا الديمقراطية في مواجهة كافة التهديدات و الأخطار، و خاصة من أجل منع تنظيم داعش من العودة، و منعه من شن هجمات إرهابية من خلال خلاياه النائمة و المنتشرة بكثافة. 

.
5- ان تقوم قوات التحالف الدولي و على رأسها الولايات المتحدة للعب دور في تسريع العملية السياسية بسوريا من خلال الضغط على الأطراف المؤثرة في الملف السوري، و من أجل مشاركة كافة الاطياف و المكونات في بناء سوريا حرة و ديمقراطية و منفتحة و لامركزية تحترم المعايير و الحقوق و الحريات. 
و رغم عدم تبلور و عدم الوضوح حتى الآن في ما يخص المنطقة الآمنة، إلا أن الواضح هو وجود تباين واضح في الرؤية و المواقف بين كافة الأطراف، بما فيها موقف النظام السوري الذي يرفض رفضا قاطعا فكرة المنطقة الآمنة، و يطالب بالعودة إلى ما قبل 2011، و كذلك الموقف الروسي الذي يحاول إيجاد ألية لتوافق بين رؤية النظام السوري و رؤية السلطات التركية، و من أجل أبعاد أنقرة قدر المستطاع عن حلف ناتو و الولايات المتحدة الأمريكية. 

.
لكن المنطقة حتى الأن تحميها قوات سوريا الديمقراطية و هي بالمفهوم العام هي منطقة آمنة في حال بقية قوات التحالف الدولي و الولايات المتحدة الأمريكية تحافظ على وعودها و إلتزاماتها إتجاه مكونات المنطقة،و اي إخلال بهذه الوعود، أو محاولة إرضاء أنقرة ستكون على حساب المكونات و أمنها و سلامتها. 

.
تركيا لا تريد إقامة منطقة آمنة تحمي فيها المكونات، بل تريد احتلال المنطقة و الإنتقام من القوات التي قضت على خلافة داعش المزعومة، و لذلك فإن السماح لأنقرة بالتدخل تعني اندلاع حرب جديدة، و اشتباكات عنيفة، و تحويل المنطقة إلى بورة لتوتر، و قاعدة لظهور و تطور داعش و الفصائل الجهادية من جديد. 

نورالدين عمر

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر