الموصل وحلب ستسقطان لكن الحرب الوحشية لن تنتهي

حول العالم 17 أكتوبر 2016 0
الموصل وحلب ستسقطان لكن الحرب الوحشية لن تنتهي
+ = -

كوردستريت | 24ae : مع اشتداد معركتي حلب والموصل، تساءل الباحث إميل سيمبسون في مجلة فورين بوليسي: هل ستشكل هاتان المدينتان نقطتي تحول في الحرب الوحشية التي استهلكت سوريا ومعظم غرب العراق؟، قائلاً: “من الناحية العسكرية، نعم. أما من الناحية السياسية، فلا”، وسقوط المدينتين سيشكل مجرد الانتقال من مرحلة إلى أخرى في هذا النزاع المؤسف.

.

ففي حلب، يقصف نظام بشار الأسد مدعوماً بقوات جوية روسية وقوات برية ترعاها إيران، بشكل عشوائي وبلا رحمة الأحياء الشرقية التي يسيطر عليها الثوار في ثاني مدينة سورية.

.

حلب
وفيما ينتمي بعض فصائل الثوار في حلب إلى الإسلاميين المتشددين، فإن المدينة هي إحدى القواعد الأخيرة لفصائل الثوار المعتدلة التي تتمتع في الأصل بدعم الغرب. وكما تبدو الأمور، فإن النظام قد يسيطر على المدينة، متسبباً بمستويات مرعبة من الإصابات بين المدنيين.

.
وعسكرياً، يقول سيمبسون، يمكن أن يشكل سقوط حلب نقطة تحول. إنها ستتيح لنظام الأسد الإنتقال نحو إغلاق الممر الذي يصل المدينة باللاذقية وإدلب، الأمر الذي يعني وضع حد لوجود الثوار كحركة تسيطر على أراضٍ مهمة في شمال غرب سوريا.
.
ويقال إنه حتى ولو سيطر الأسد على الشمال الغربي، فإن الشكاوى المريرة التي حركت الثورة في المناطق ذات الغالبية السنية لن تختفي بين ليلة وضحاها. ويتعين على النظام أن يطبع الوضع في المنطقة في حملة مستمرة لمقاتلة الثوار على مدى سنوات.
.
منطقة حظر طيران
ويمكن أن يطرأ متغير واحد في حال فوز هيلاري كلينتون بالرئاسة الأمريكية وتطبيق خطتها لإقامة منطقة حظر طيران فوق شمال سوريا من أجل توفير ملاذٍ آمن للفارين من العنف وللضغط على النظام من أجل الدخول في تسوية يتم التفاوض عليها. ومع أن ذلك قد يشكل عنصراً جذاباً، فإنه مع عدم وجود قوات أمريكية برية على الأرض، تشكل إقامة منطقة حظر طيران ملجأً أيضاً للمجموعات الجهادية المتطرفة التي تشكل تهديداً للغرب. والرأي العام الأمريكي غير متشجع لذلك النوع من الإنتشار البري الطويل الأمد، خصوصاً لجهة عدم تحمل أعباء المأساة الإنسانية التي تسبب بها الأسد وموسكو وطهران.
.
الموصل
وعلى مسافة 350 ميلاً إلى الشرق من حلب، تحتشد القوات العراقية مدعومة بغطاء جوي أمريكي وقوات خاصة من أجل الهجوم الذي طال إنتظاره على الموصل التي يسيطر عليها داعش منذ يونيو 2014 . ومن المرجح أن تسقط المدينة، لأنه لن يكون هناك جدوى لداعش أن يوظف مصادر أساسية في معركة استنزاف من اجل الإحتفاظ بالمدينة في الوقت الذي يمكنه أن يقايض على الوقت ويوفر مقاتلين وأن يشن هجوماً معاكساً.
.
ويرى سيمبسون أن سقوط الموصل، أكبر معقل لداعش في العراق، سيؤشر لبداية نهاية التنظيم الإرهابي كقوة تسيطر على أراضٍ في العراق. وتمثل تتويجاً لمرحلة من النجاح النسبي للعمليات العسكرية للتحالف الدولي في العراق التي أسفرت عن دفع داعش تدريجياً نحو الفرات ودجلة في اتجاه سوريا.
.
لكن على غرار الوضع في حلب، فإن سقوط الموصل لن يؤدي إلى نهاية النزاع في المنطقة، لا سيما أن أحداً لم يضع خطة سياسية من أجل تطبيع الوضع.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك