الناشط الحقوقي “فرمان بونجق” لكوردستريت : مشكلة تحرير الرقة تتصف بالتعقيد … وحملة الموصل ضرورة حتمية كونها ذات تواجد كوردي كثيف

ملفات ساخنة 14 نوفمبر 2016 0
الناشط الحقوقي “فرمان بونجق” لكوردستريت : مشكلة تحرير الرقة تتصف بالتعقيد … وحملة الموصل ضرورة حتمية كونها ذات تواجد كوردي كثيف
+ = -

كوردستريت – سليمان قامشلو

تحدث ” فرمان بونجق” الكاتب والناشط الحقوقي بأنه وقبل التعامل مع موضوع الحملة العسكرية على الموصل لابد من الإشارة إلى الدور التاريخي لقوات “بيشمركة كوردستان في مقارعة قوى الشر والطغيان” والتي اتّفُقَ حسب وصفه على تسميتها اصطلاحاً بتنظيم “داعش” مشيرا بأن هذه القوة الإرهابية وهي “الأعتى” في التاريخ المعاصر، وبأنها تتصف أيضاً بأنها “إرهاب أسود وعابر للحدود” مؤكدا بأنه ماكان يمكن للعالم مواجهتها وتدميرها وسحقها “لولا قوات بيشمركة كوردستان، وتصميم وإرادة شعب إقليم كوردستان وقيادة إقليم كوردستان” منوها بأن ذلك ظهر جليّاً ليس على جبهات القتال على حدود الإقليم فحسب، وإنما من خلال مشاركة هذه القوات في عملية تحرير كوباني، إذ استطاعت كوكبة من قوات بيشمركة كوردستان حسب تعبيره “استئصال تنظيم داعش” من مدينة كوباني ومحيطها خلال فترة زمنية قياسية؛ وذلك في حديث خاص أجراه مراسل شبكة كوردستريت الإخبارية معه.

.
وأضاف بأنه وبالمقارنة مع الوضع الميداني قبيل دخول هذه القوات لمدينة كوباني أشارت التقارير إلى أن خمسة وثمانين بالمائة من المدينة كان قد أصبحت تحت سيطرة تنظيم “داعش” موضحا بأنه وبالاستناد إلى ماتقدم كان “لزاماً” على كافة القوى الإقليمية والدولية أن تعترف ليس ببطولات البيشمركة فحسب، بل بطريقة إدارتها للمعارك وإصرارها وتصميمها على إنجاز ما يتم رسمه وتخطيطه من قبل القيادة العامة، متابعا القول بإنه من هنا جاء قرار التحالف الدولي بتسليح قوات البيشمركة ك”قوة رئيسية” يمكن الاعتماد عليها في اقتلاع تنظيم “داعش” وتحرير كافة المناطق التي وقعت تحت سيطرته.

.
وتابع في ذات السياق بأن مشاركة قوات بيشمركة كوردستان “ضرورة حتمية” من أجل تحرير كافة المناطق، بما فيها مدينة الموصل كمدينة ذات تواجد كوردي كثيف بحيث كان عدد ممثلو الكورد المشاركين في مجلس المحافظة أكثر من النصف قبل سقوطها بيد “داعش” مؤكدا بأنه ومع ذلك فإن مشاركة قوات البيشمركة اقتصرت حتى الآن على حد قوله “على تحرير القرى والبلدات التابعة للمحافظة دون الاندفاع نحو المدينة”

.
وحول مسألة صدور بعض التقارير ضد قوات البيشمركه واتهامهم بانتهاك القرى العربية قبيل العام المنصرم أوضح الناشط الكوردي بأن الخوض في هذه المسألة التي وصفها ب”الشائكة” تتطلب العودة إلى تقريرين حقوقيين صدر أولهما عن “هيومن رايتس ووتش” وثانيهما صدر عن “إمنستي إنترناشيونال ( منظمة العفو الدولية ) مشيرا بأنه صدر مؤخراً تقرير جديد لمنظمة “هيومن رايتس” يفيد بحدوث تجاوزات في مناطق مختلفة من القرى التي تم تحريرها من سطوة “داعش” وقد أفادت هذه التقارير حسب تعبيره “بأن التجاوزات قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب في بعض الحالات” موضحا بأن الحقيقة التي ينبغي توضيحها هو إن مركز “أحمد بونجق” لدعم الحريات وحقوق الإنسان قرأ بعناية التقريرين الأولين ووقف على نقاط الضعف العديدة التي وردت في التقريرين المذكورين، مما دفعه للتحرك باتجاه إشراك شبكة حقوق الإنسان في الشرق الأوسط بهدف إجراء تحقيق مستقل حول هذه المزاعم، والتي استندت معظمها حسب قوله “على صور مأخوذة بواسطة الأقمار الاصطناعية”

.
وأردف القول في معرض الحديث ذاته بأن الشبكة وافقت “مشكورة” ومن خلال رئيسها وهو سفير النوايا الحسنة لمنظمة العفو الدولية المشاركة في لجنة تقصي الحقائق ، التي تأسست في شهر يناير / كانون الثاني 2016 ، والتي زارت إحدى عشرة قرية تقع على محور سد الموصل، وأجرت أكثر من أربعمائة مقابلة مع سكان القرى العربية، وتأكد للجنة المذكورة بما لا يقبل الشك إن هذه التقارير لا تلامس الواقع وبأنها تقارير “مسيّسة في بعض جوانبها” منوها بأنه وعليه تم كتابة تقرير “حقوقي” استند على نتائج تحقيقات لجنة تقصي الحقائق مما استدعى “إمنستي” إلى عقد مؤتمر في ميامي ـ فلوريدا ، حضره رئيس لجنة تقصي الحقائق.

.
وأوضح “بونجق” بأنه تم التصويت بالأغلبية الساحقة لصالح تقرير اللجنة “دفع” ما تقدم إلى تقديم اقتراح من قبل مركز “أحمد بونجق” لدعم الحريات وحقوق الإنسان لتشكيل فرق مشتركة من المنظمات الدولية المهتمة بقضايا حقوق الإنسان، والمنظمات والهيئات المحلية والإقليمية لكتابة تقارير مشتركة حول القضايا المنوي التحقيق فيها، مؤكدا بأن “الاقتراح لايزال قيد الدراسة، وسيُبت فيه لدى انعقاد المؤتمر القادم لمنظمة العفو الدولية” متأملا أن تحذو “هيومن رايتس” حذو نظيرتها “إمنستي” ومناقشة مسألة التشارك في التحقيقات وكتابة التقارير الحقوقية؛ وذلك خدمة لقضايا الحق والعدل والمساواة، ملفتا القول بأن المركز “خاض تجربة ناجحة في هذا الشأن مع منظمة دولية بعينها”

.
وبشأن مشاركة القوات الكوردية
في حملة تحرير الرقة اعتقد بأن ما وصفها ب”مشكلة” تحرير الرقّة بأنها “مشكلة ذات تعقيدات جمّة” استناداً إلى الوضع السوري الذي يتّسم ب”التعقيد” ناهيك عن التقاطعات في المصالح والأجندات الإقليمية والدولية، أضف إلى ذلك “المناكفات القائمة بين الدولة التركية وجِهات كوردية محسوبة على نظام دمشق” حول المشاركة في حملة تحرير الرقّة، مشيرا إلى خصوصية الرقة من حيث ضعف التواجد الكوردي، ويمكن تصنيفها والحالة هذه حسب قوله “بأنه ينبغي أن لا تندرج على لائحة أولويات الكورد، وهذا يفضي إلى معادلة غير محسوبة، من شأنها الإضرار بالشأن الكوردي” معتقدا بأن هناك شبه إجماع على هذا التحليل من قبل النُخب الكوردية داخل سوريا وخارجها، ملفتا الحديث الى إن المقاربة بين حملتي تحرير الرقة والموصل “هو خطأ جسيم” استناداً إلى اختلاف الأوضاع السياسية والدستورية في كِلا من سوريا والعراق، وأيضاً المواقف الدولية من كلتا الحالتين.

.
“بونجق” قال بأنهم عملوا جاهدين خلال السنوات الثلاث المنصرمة على لفت انتباه ما وصفه ب”سلطة الأمر الواقع إلى الجرائم المرتكبة في ظل حكم هذه السلطة” منوها بأنهم عملوا “منفردين أحياناً” وبالتشارك مع بعض المنظمات الحقوقية الدولية في أحيان أخرى، مضيفا بأن هذه “السلطة ماضية في خياراتها، والمتمثلة في عدم الانصات إلى كافة النداءات من أجل كبح جماح هذه التجاوزات” منوها بأنها في أوقات أخرى “ضربت عرض الحائط بكافة تعهداتها المتعلقة بوقف هذه التجاوزات” مكررا نداءه على ما وصفه ب”السلطة غير المنتخبة، والتي لم تكتسب الشرعية بعد، ولن تكتسبها من دون اللجوء إلى صناديق الانتخابات، والتي يستطيع الشعب منح ثقته من خلالها لمن يشاء” مواصلا بأن عليهم العمل على تشكيل محاكم مختصة لمحاكمة مرتكبي الجرائم والانتهاكات على أن تستند هذه المحاكم في أحكامه على القوانين الوطنية السائدة، وعبر هيئات “قضائية نزيهة”

.
واختتم “بونجق” حديثه بأنهم ك”مركز حقوقي” سوف يستمرون في عملهم والمتمثل بتوثيق ما أمكن من التجاوزات، وكتابة التقارير الحقوقية، وتشاركها مع المنظمات الإقليمية والدولية بما فيها مفوضية حقوق الإنسان التابعة لهيئة الأمم المتحدة، معتبرا بأن هذه مسؤولية تاريخية يحملها بصدق وأمانة كافة نشطاء وناشطات المركز، وكل ذلك حسب وصفه.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر