الناقد الصحافي إبراهيم اليوسف لكوردستريت :” ماتقوم به تركيا في عفرين هو إعتداء بربري…ثمة اتفاقيات أمنية في ميدان الحرب على سوريا وتركيا ضمنها”

ملفات ساخنة 15 يوليو 2017 0
الناقد الصحافي إبراهيم اليوسف لكوردستريت :” ماتقوم به تركيا في عفرين هو إعتداء بربري…ثمة اتفاقيات أمنية في ميدان الحرب على سوريا وتركيا ضمنها”
+ = -

كوردستريت – سليمان قامشلو
.
قال الكاتب والناقد الصحافي “إبراهيم اليوسف” بأنه :”لايخفى على أحد أن تركيا، بالرغم من أنها تعد مغتصبة لأراضي بعض جيرانها:كردستان- سوريا-  إلخ، ولها أحلام توسعية، لاسيما في السنوات الأخيرة التي تنحو فيها إلى ما يذكر ب” دولة الخلافة”، إلا أن ماتقوم به في عفرين، وهو إعتداء بربري سافر لايعدو أن يكون في حقيقته إلا عبارة عن مفرقعات تركية، تطلقها لتقول: ها أنذا، مستفيدة من بعض مايجري من مجابهات في هذا المكان، معتبرة نفسها حامي أطراف معينة في مواجهة طرف آخر تستطير منه، ولاتوفر جهداً في محاربته في إطار حقدها على سؤال القضية الكوردية”، جاء كلامه في حديث خاص لشبكة كوردستريت الإخبارية.

.
“اليوسف” أكد إن ثمة  اتفاقات أمنية دقيقة في ميدان الحرب على سوريا- وتركيا ضمنها- لايمكنها أن تخترقها البتة، مضيفا :” ولولاها لما استغربنا من اختراق تركيا لحدودها-المصطنعة- مع هذا المكان، ويبدو أنها تطالب بالمزيد من حصتها، بل بأن يكون لها حضور في هذه اللعبة الدولية، من دون أن تعلم مدى حجمها في هذه المعادلة، إذ لاتستطيع تغيير أي شيء، لاسيما أن وجه هذا النظام مكروه لدى كوردي المكان ابن المكان، وصاحبه التاريخي”

.
وأضاف في سياق متصل :”إن تحرشاتها هذه مدانة، وهي انتهاكات دولية سافرة في شأن مكان وكائن لاعلاقة لها إلا بمفاقمة مأساته، وهي تضع بهذا نفسها على كرسي المتهم الذي تنبغي محاكمته، أنى وضع ملف القوى الباغية التي سببت مأساة السوريين، ومن بينهم الكورد”

.
الناقد الكوردي أوضح في معرض سؤال لمراسلنا :”لايمكنني تناول موضوع استقلال كوردستان إلا تحت وطأة أمرين، أولهما عقلي ينطلق من قناعتي الكبرى بأن من حق هذا الشعب العريق الذي ظلم عبرالتاريخ نتيجة إخلاصه، فحرم ليس من سيادته على جغرافياه، بل سلب تاريخه وحضارته،  وبدا أبناؤه وكأنهم ضيوف في مهادهم نفسه، وثانيهما هو عاطفتي ككوردي تجاه شعبي المضطهد المظلوم المغبون الذي جرد من أبسط حقوقه أمام مرأى العالم كله، بل نتيجة تواطؤات من نعدهم من الأهلين والأغربين على حد سواء”

.
وتابع في ذات الصدد :”في تصوري الشخصي، أن إعلان قرار التصويت على الاستقلال، كما طرح من لدن إقليم كوردستان جاء في توقيته المناسب، بعد أن استنفذ الإقليم كل أشكال الحرص على العيش مع الآخر، الجار، من دون أن يتم تفهم واقع إنسانه وطموحاته”، مردفا القول :”كما هو معروف أن القرار حكيم، وهو شرعي، وإن كنت أقدر دواعيه، وأقدر مسألة البعد النفسي لأي استقلال طرف عن آخر، يكفل حرية الطرف من هو مظلوم في المعادلة، لدى اثنين في الطرف الآخر، أحدهما ممارس السطوة الذي يحس بسقوط  هيبته على كائنات فضاء الحقل التجريبي، ويرى في ذلك انتقاصاً لذاته، من دون أن يراجع جذر المشكلة التي بدأت منذ أن بدأت شراكات الخرائط القسرية التي ضمت بموجبها شعوب، من دون موافقتها إلى خرائط أكبر على حساب محو خرائطها، والكورد هم المثال الأكثر حضوراً في الشرق الأوسط كله”.

.
وأردف في معرض الحديث ذاته :”وثاني هؤلاء الشريك الذي يستشعر هول ماتم، وقد ارتبط روحياً بمن يستقل عن فضائه، ولم يكن يستطيع التأثير في المعادلة، نتيجة هيمنة العقل الاستبدادي، سواء أكان هذا الأنموذج امرءاً بسيطاً، أو سياسياً نزيهاً، أو ثقافياً نخبوياً، أو غير كل هؤلاء أيضاً”، قائلا بأن الاحتمالات كلها مفتوحة على الممكن، من رسم هذه الخريطة عالمياً أو إقليمياً أو من تربع للهيمنة عليها محلياً، منوها بأنه ليس من السهولة أن يتخذوا موقفاً إنسانياً منصفاً، يرفع الحيف التاريخي عمن تم ظلمهم طويلاً، ولذلك فإن كلاً  وبحسب معيار مصلحته سيتصرف، وثمة من سيعمل على مواجهة ذلك بما أوتي من عنف، لكن إرادة الشعوب التواقة للتحرر هي الأعظم وهي التي تصنع مسارات التاريخ..! على حد قوله.

.
في رده على سؤال لمراسلنا حول عدم حصول اتفاق كوردي -كوردي إلى الآن، أشار اليوسف :”إن كنت تقصد  الاتفاق مع  أية منظومة وهمية  يحاول تقديمها، بعد النفخ فيها لأغراض تتعلق بحسابات التمثيل  مكانياً، فإن  هذا الطرف ماعادت طبيعة طروحاته  تتقاطع مع قضية الطرف التاريخي  الذي ذاد عن الكردي- وهو أحزاب المجلس الوطني ومن في فضائه وبعضهم من المختلفين معه من خارجه- أي كل من ينتمي إلى فضاء  ذلك الحزب الذي ولد في العام1957، أو تلك التي لم تنشق عنها، وتعد نفسها في الفضاء نفسه”

.
الصحافي الكوردي أضاف كذلك بأنهم تحمسوا بعد اتفاقات: هولير-دهوك، والعمل في إطار ما سميت ب”الهيئة الكوردية العليا” إلى مثل هذا الرأي :”حتى من دون أن نمضي في مخاوفنا واهمين أن هناك حرصاً لمن آثروا واهمين أن بإمكانهم تطويب المكان باسمهم، بعد فشلهم الذريع في تحقيق مزاعم تحرير-مهادهم الجغرافي- وكأنهم رأوا في هذا الجزء ميراث-اليتيم- الصغير، المستضعف، فراحوا يمارسون اغتصابه عبر غطرستهم المعروفة، ومازالت أوهام  الاستفراد معششة في أذهان نخبتهم، ومن يدورون في فضائهم من سذج و نهازين نخبويين على حد سواء”

.
وأكد القول :”إن الشعب الكردي-في هذا المكان- هو متفق صميمياً، و واحد، وأن السياسيين الظلام الطارئين وحدهم خارج معادلاته، ولابد من أن يعود الاتفاق الكوردي الكوردي في شكله الأعلى بعد إعلان فشل هذا المشروع الطوباوي الذي يمثله هؤلاء الطارئون، وإن كنت لا أرى في  بعضهم  ممن آلت إليهم قيادة شؤون الطرف تاريخي النضال، صائبة،  بل ماهم إلا شركاء في ما انحدرنا إليه من واقع مأساوي، نتيجة سياساتهم الجبانة، أو الهشة، معروفة الدواعي”

.
في كلمته الأخيرة لشبكة كوردستريت نوه “اليوسف” إلى إن واشنطن لاترى في القوى المسلحة التي تدعمها لمواجهة “داعش” إلا عبارة عن أداة لمواجهة-الإرهاب- ” ميدانياً” بدلاً عن الجيش الأمريكي، مستفيدة من تجربتها في العراق أثناء وبعيد العام2003، لئلا تخسر”نقطة” من دماء الأمريكيين،  وليس هناك أي مشروع استراتيجي لتبني أي طرف عسكري، بمعنى أنها تستثمر خزان دماء هؤلاء ضمن مشروعها المعروف تماماً حسب تعبيره.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك