الناقد والدكتور فريد سعدون لكوردستريت : اجتماع رميلان إنجاز الاتحاد الديمقراطي مع بعض الأحزاب الشخصية التي لا قيمة لها على الأرض

ملفات ساخنة 20 مارس 2016 0
الناقد والدكتور فريد سعدون لكوردستريت : اجتماع رميلان إنجاز الاتحاد الديمقراطي مع بعض الأحزاب الشخصية التي لا قيمة لها على الأرض
+ = -

كوردستريت – سامية لاوند

.

في لقاء خاص لمراسلة كوردستريت مع الناقد والدكتور فريد سعدون تحدث عن عدة نقاط ابتداءً من اجتماع رميلان ومرورا بانسحاب الروس ومؤتمر جنيف ثلاثة.

وحول اجتماع رميلان وإعلان الحاضرين لنظام اتحادي قال فريد سعدون إنه من المفيد أن يمتلك الكورد مشروعاً يعبر عن تطلعاتهم وطموحاتهم، وقد درج في السنوات الأخيرة من المحنة السورية الحديث عن الفيدرالية حلاً ومخرجاً من قبل الكورد خاصة، مع إشارات وردت أحياناً على لسان بعض كبار المسؤولين الغربيين، فضلا عن تصريحات خجولة همس بها بعض شخصيات المعارضة، ولكن لم يلق هذا الطرح قبولاً أو تفهماً من قبل المعارضة والنظام معاً، واعتبروا أي طرح يتجاوز اللامركزية الإدارية يعدّ انتهاكا صارخا لوحدة الجمهورية العربية السورية أرضا وشعباً، وبذلك يتم وأد أي طموحات خاصة بالمكونات غير العربية في سوريا، وعلى رأسها الشعب الكوردي.

.

وأضاف سعدون أن ما جرى في رميلان كان حدثاً مهماً، ولكنه لم يأت في سياقه الطبيعي، إذ من المفترض أن تتوفر شروط عدة لنجاح مثل هذه الطروحات، وأهمها الإجماع الكوردي، لأن الفيدرالية أو حل القضية الكردية في سوريا موضوع يتعلق بالشعب الكوردي، ولا يخص حزباً بعينه، ولذلك كان لا بد أن يكون في هذا المؤتمر ممثلون عن كافة فئات الشعب بما فيها المنظمات والأحزاب والشخصيات الوطنية، فضلا عن مشاركة مكونات المنطقة من العرب والمسيحيين،

.

بينما في الحقيقة كان هذا المؤتمر من إنجاز الاتحاد الديمقراطي بمشاركة بعض الأحزاب الشخصية التي لا أثر لها على أرض الواقع، ولا تمثل غير نفسها، مشيراً أن القوى المسيحية والعربية الفاعلة في المنطقة غابت عن المؤتمر، والأمر الآخر هو تخصيص المؤتمر وعدم تعميمه ليشمل الشعب السوري، فمن المفترض أن تكون الفيدرالية حلا لسوريا وليس إعلانا من طرف واحد، لذلك كاد أن يكون هناك إجماع على رفض هذا الطرح من قبل سائر الفعاليات السورية، وهذا بحد ذاته يشكل خطرا داهما على وأد المشروع، لأن الكورد سيضطرون في النهاية على فرضه بالقوة أو التخلي عن تنفيذه تحت ضغط القوى المعارضة في الداخل، ورفض الاعتراف به من قبل القوى الإقليمية والدولية.

.

وأشار سعدون أنه كان لا بد من ترتيب البيت الكوردي أولاً ، وإقناع مكونات المنطقة بالمشاركة ثانياً، ثم عرض المشروع على القوى والفعاليات السورية في محاولة لشرح أبعاده وأهدافه، حتى لا يتوهم البعض أنه مشروع انفصالي أو تقسيمي، وحينما كان يتم ترتيب الوضع الداخلي كان لا بد من الانتقال إلى المرحلة التالية وهو كسب بعض القوى الإقليمية أو الدولية كي لا تحارب المشروع.

.

وحول قرار انسحاب الروس من سوريا أكد الدكتور فريد سعدون أن القرار لم يكن مفاجئاً له، وأنه ذكر على إحدى القنوات قبل أسبوع من انسحابهم من أنهم “أي الروس” أصبحوا مجبرين على إيجاد مخرج لهم قبل التورط في المستنقع السوري، مشيراً إلى أن هذه الخطوة كانت ذكية جدا من بوتين، لأنه دخل بإرادته وخرج بإرادته، وحقق جزءا كبيرا من أهدافه، من أهمها أنه فرض نفسه مقررا للحل السوري أو مشاركاً رئيسيا فيه، وبذلك ضمن ورقة مهمة جدا يمكن التفاوض عليها في ترتيب الكثير من القضايا الإستراتيجية العالقة، ومنها مسألة ضمه لجزير القرم، وخطوط تصدير الغاز، وإعادة نشر القوة الصاروخية للناتو في أوروبا، فضلاً من أنه لم يكن في وارد أن يخلق عداوات إقليمية له في المنطقة وأن يخسر مصالحه مع السعودية أو تركيا، وبالتالي مع العالم السني بشكل عام، ثم أنه احتفظ بقاعدته البحرية في طرطوس وقام بتوسيع قاعدته الجوية في حميميم وبذلك رسّخ موطئ قدمه له في منطقة المتوسط، وأهم شيء أنه أعاد لروسيا هيبتها العالمية التي افتقدتها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.

وفي إطار الحديث عن مؤتمر جنيف 3 اعتبر الدكتور سعدون أن الأمر معقد جدا، وجنيف 3 هو لتبادل الآراء، وليس لوضع الحلول، فالحل ما زال بعيداً، وليست هناك أفكار أو طروحات جاهزة يمكن أن تلقى قبولا من الطرفين الرئيسيين: النظام والائتلاف على حد تعبيره.

.

وحول الهدنة قال سعدون إن الهدنة وإن كانت نفسياً تبعث على الارتياح، ولكنها  لا تعني شيئا كثيراً لأن الاشتباكات لم تتوقف، وهي عبارة عن استراحة وفاصل قصير للانتقال للخطة التالية، وهناك مشاكل جوهرية لا يمكن حلها وهي تتعلق بالوضع على الأرض، مشيراً إلى أن النظام قرر المضي قدما في حسم المعركة لصالحه بفضل الدعم الهائل الذي يتلقاه دولياً وإقليمياً، وهذا التوجه ينفي أي نية في الحل السياسي ما لم يحفظ مصالح النظام، منوهاً أن المعارضة لا زالت تتمسك بشروطها رغم أنها بدأت تلين نوعاً ما بسبب تفكك جبهتها وعدم تماسك أطرافها وربما ظهرت عليها بوادر التصدع بعد مؤتمر الجربا في القاهرة، وتراجع الدعم المالي الذي كانت تتلقاه، وكذلك الدعم السياسي بعد تعرض الحلف الذي يساندها لضغوطات أمريكية.

.

وأضاف سعدون أنه ما دامت الأمور تسير في هذا الاتجاه فإن الحل السياسي مستبعد حالياً، وخاصة في ظل المصالح الدولية المتناقضة، والتي يهمها أن تستمر الأزمة حتى تحقق أكبر قدر من مطامعها على حد تعبيره.

.

واختتم الناقد سعدون حديثه بأنه لا يجب نسيان الدور الإسرائيلي الذي يهمها أن تتهاوى سوريا وتتحول إلى دولة فاشلة، والتنازع السني الشيعي في أوجه، وبالتالي فإن هناك تداخلا معقدا بين الأزمة السورية وجملة من المشاكل العامة في دول الجوار والعالم، وهذا لن يترك فسحة للحل وستستمر الأزمة لعقود.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك