النقاش التناحري الفاحش

آراء وقضايا 05 أكتوبر 2015 0
النقاش التناحري الفاحش
+ = -

حاجي سليمان 

.
ليس عيباً ولا نقصاً بان يكون للكورد فكرتين او تيارين يخالف كل منهما الاخر ممارسة وسياسة ولكن بشكل موضوعي وعلمان ديمقراطي ولكنني منذ فترة ليست ببعيدة حضرت نقاشاً حاداً بين شخصين وطنيين وفق نظرتهما من كردستان روج افا احدهما من مؤيدي التيار الديمقراطي الكردستاني بقياد مسعود البارزاني يحمل شهادة جامعية والاخر لا اعرف درجة تعليمه العلمي وهو من مؤيدي تيار ب ك ك بقيادة عبدالله اوجلان المعتقل في جزيرة امرالي التركية …

.

وهما يناقشان مواضيع تافهة مقارنة بموضوع القضية الكوردية والاحداث المتسارعة والمؤامرة التي تحاك من وراء الكواليس ضد قضيتنا ، لا بل كان مؤلماً نقاشهما , دون ان يدركا بانهما ضحية مصالح الغير وينفذان اوامرهما دون دراية ، وكل منهما يدعي بصوابية موقفه ، وما هو يؤمن به لا بل بما هو نهج اسياده وسياساتهم ، متناسياً بانهما بشر ولهما فكر وعقل وعين يرون ويسمعون ويقرأون ما يجري حولهما من المستجدات والممارسات بغية تحقيق المكاسب والمناصب واصفاً كل منهما ممثلي نهجه بالملائكة ، لا يخطؤون متناسياً كل وقائع الدنيا في اختزال ما يصله من الاوامر والتعلميات القادمة من ما هو وراء الكواليس عبر مسؤوليه ، ووضع اسياده ومسؤوليه في ارفع درجات الوعي القومي والانساني ، لذا لا افشي سراً حينما أقول بان حواراتنا ونقاشاتنا وصلت الى مستويات متدنية وخطيرة في اكثر الاوقات قد تصل الى حد القطيعة المطلقة كما هي غاية العنصريين والشوفينيين المتربصين بقضيتنا وشعبنا ، واكبر مثال هو ما جرى منذ فترة في المانيا مدينة لايبتزيغ عندما ناقش شابين يافعين في اول عمرهما نقاشاً وخيماً مما تسبب عراك بينهما . وعلى اثره فقد شاب منهما حياته نتيجة تلك النقاش الطائش بينهما حيث احتدام قهري واستعمل واحداً منهما ما لايسمح استعماله ضد البشر الا في الحلات القذرة من قبل المجرمين مما ادت بحياة احدهما والتحق جبراً بقافلة الشهداء ، بينما اعتقل الاخر وانجر الى السجن لينال نصيبه العدلي ديمقراطياً .

.

نعم انها مهزلة حقيقية تنخر جسم شعبنا وحركتنا وقاداتنا من الداخل التي هي ضالة العنصرين في إلهاء الكرد وقاداتهم بما هو غير مفيد من خلال زرع بذور الحقد والكراهية في عقولنا وعدم قبول الاخر المختلف واتباع النقاشات الفوضوية حول المسلمات بذهنية استعلائية مستنبطة من الفكر الاستبدادي ، وبالتالي تؤدي تلك النقاشات حتماً الى التفريق الكلي وابعاد اسس التقارب مع تخفيف الشعور الانتمائي التي هي حقيقة مطلقة ، للاسف اقول وفق ما فهمت من ذالك النقاش لازلنا نتكالب على تلك النقاشات لاستعلاء قيمة الغير ، رغم وجود المتخالفين الاثنين في دولة ديمقراطية ذات قانون حضاري منذ زمن بعيد …

.

لا يخفى بانهم اي الاثنين وغيرهما يرون ويسمعون ويقراؤون في بعض الاحيان ما يجري حولهما وفي دول العالم المتحضر الا انهما مصرين على اسلوبهما في التبعية للغير وتحقيق مأرب العنصريين ضد بعضهما البعض بغية ضياع حقوقهما معاً بارزانياً وابوجياً، فاننا للاسف بعيدين جداً من اسلوب الحوار الحضاري الذي نحن بامس الحاجة اليه وقبول الرأي الاخر او الاستماع اليه دون تجريح ، ونطلق كل ماهو عدائي نابع من الحقد لكل من لا يكن في اطار ما هو ضمن حدود مملكة تفكيرنا المهزوز اساساً ، وفي ممارساتنا الذي هو بالاساس ليس نابع من تلافيف امخاخنا ولا من اجتهادات عقولنا ، بقدر ما هو تبعيتنا وضياعنا الفكري والسياسي والاجتماعي وحتى وجودنا الانساني كبشر لهذا التيار او ذاك الذي هو بالاساس يشبه الى حدٍ كبير فكرة الاستبداد والتعنت القهري الفاسد وفق مقاييس الحضارة والتطور الكوني ، وكوني والحمدلله لست من التيارين ولا من مؤيدي احداً منهما ولايعلى لدي شيئ سوى قضيتي العادلة والدفاع عن شعبي قدر المستطاع وفق مفهومي الخاص من جمجمة رأسي وفكري المتواضع في فهم قضيتي مع احترامي الفائق لجميع الاراء بما فيهم التيارين الكرديين الكبيرين ،وكما اود ان اقول بانني لست من عبادي الاشخاص ولا الاحزاب ولا الافكار لان كل شيئ يتجدد ويتغير وفق الظروف ولم يبقى سوى مصلحة شعبي وقضيتي التي هي الاساس والمحرك في تفكيري ماضياً وحاضراًوالانطلاق نحو المستقبل لخدمة هدفنا الجوهري ، ضد بقية الافكار والتوجهات العنصرية والعدائية الحاقدة ضدنا رغم سلميتنا وحبنا للجميع دون مؤاربة ، وليعلم انصار ومؤيدي ومؤازري الطرفين او التيارين ليس هناك من مستفيد من هكذا نقاشات تناحرية لا هذا الطرف ولا ذاك من هذه الحالات سوى الاعداء والعنصريين المتربصين بقضيتنا وشعبنا ، فاننا جميعاً سنخسر معاً قضية وشعباً وارضاً في المعمعة الصورية التي نحن فيها دون ان ندري ما يطبخ من وراء الكواليس ضدنا جميعاً بارزانية وابوجية إن لم نسلم الامور الى العقلاء والساسة والمثقفين ، ومن الصعوبة بمكان تحقيق اي تقدم ولو حتى كان على حسابنا وسنخسر في النهاية جميعاً ان لم نوحد ارادتنا ومطلبنا وغاياتنا ،والادهى في موضوع النقاش وما لامسني شخصياً حيث كنت اقول في ما يجول في فكري وما فهمت من الوقائع والممارسات الجارية بين حركتنا بمجملها محاولة ترطيب الاجواء ووضعهما على السكة الصحيحة دون اي تأييد لاحدهما على حساب الاخر ، حيث وما يؤسف عليه حقاً هو ان الاول اتهمني بعدم الانصاف اثناء حديثي بحيادية مطلقة مجردة من العواطف والميول من تأييده وتأييد قائده او رئيسه او حزبه كونني لست حزبياً ولا تابعاً او مؤيداً في العماء ولم اؤيد هذه الفكرة او تلك الا اذا اقتنعت بها ..وفي متابعة حديثي بدأ الثاني يقول ايضاً ارجوا ان تكون منصفاً وصادقاً في قولك ، هنا تكمن بيت القصيد ،إنك في موضع الشك والريبة الدائمة لدى الطرفين وخاصة عند الذين لا يفهمون معنى الحوار والنقاش وبالتالي لايفهمون خطورة الوضع المجهول ، واذا لم تصادق او تؤيد احداً منهم ولو على الخطأ تبقى خارج مجال الثقة مهما حاولت وجاهدت في خدمة شعبك وهكذا لم يبقى لك اي مجال لتعبر عن رأيك وموقفك ولو قيد انملة الا ان تميل على احد منهما وتصادقه على الخطأ او الصواب وهو لا يعلم بقدر ما ينفذ ما يأتيه جملة وتفصيلاً ، هنا اود القول بان المستقلين لا صوت لهم ولا قيمة ، مهما حاولوا وخدموا شعبهم يبقون خارج دائرة الثقة عند المتحزبين ويبقى المستقل محل شك وريبة لدي قاصري النظر وعديمي الاحساس من المتعفنين ذهنياً والمتحزبين والمتعصبين ، وكل طرف يتهمونه بانه ميال للطرف الاخر وانه عديم الانصاف إن لم يكن في فلكه ومحدودية ذهنيته القاصرة ، في النهاية اقول لا يصح الا الصحيح ولا يصلح الخطأ بالخطأ بقدر ما يصلح الخطأ بالصح ….

.

وان مثل هؤلاء الاثنين وهناك الملايين من امثالهما ضائعين متورطين بما هو غير سليم في خدمة القضية. بينما انا شخصياً سابقى كما هو مبدئي وقناعاتي وعلى ما كنت عليه من الفكر والسياسة في تأييد كل خطوة ايجابية دون النظر الى مصدره ونقد كل ما هو سلبي وفق فهمي للاحداث مع عدم التمسك المطلق برأي لانه قد اصيب احياناً واخطأ احياناً اخرى ولست كما هم متمسكاً بموقفي حتى النهاية وعلى استعداد تام ان اعتذر لكل من اسئت اليه واتراجع عن اي موقف يثبت خطأه واشكر كل من ينقدني ويدلني على الصواب علينا جميعاً ان نستمع بتمعن الى كل الاراء والمواقف حتى ولو كانت ضد توجهاتنا ومن ثم نبدي بما نؤمن به ….بواقعية وعلمية مع احترامنا مع كل من يود نقاشنا ولم يؤمن بما نؤمن به ..

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك