الى اللذين استحوا وماتوا

آراء وقضايا 07 أبريل 2014 0
+ = -

القيادة المرحلية لجميع حركات التحرر في العالم وعبر التاريخ تقوم على اساس ما تقدمه خلال فترة قيادتها للثورة ،وتكون مرتبطة اصلا بالرمز القائد المحرك للثورة ،والنضال منذ بداية انطلاق هذه الثورة ،وعلى اعتبار ان الثورة السورية لم تكن محرضة من قبال قائد رمز ثوري ،وانما كانت محركة من قبل رموز شبابية ارادت بعنفوانها الشبابي تغير الواقع المزري التي تعيشه البلاد، وتقليدا للثورات التي اطاحت بالأنظمة العربية المستبدة في الجوار العربي، وبالتالي كانت عفوية جماهيرية شعبية غالبية رموزها من الشباب الذي كرس كل جهوده للنشاطات الثورية السلمية في الشارع السوري مما سمح للقيادات السياسية الحالية للمعارضة السورية بالتسلق رويدا رويدا على اكتاف هؤلاء الشباب حتى اعتلوا عرش قيادة المعارضة السورية،وبدأوا يقضمون دور الشباب بالتدريج حتى وصل الان الى حد الانقراض ،وبذلك كانت سياسة بهلوانية اتبعها هؤلاء المعارضون للحفاظ على مكانتهم وطبعا كان هناك دعما دوليا لهذه المستحاثات البشرية لتعتلي قيادة الثورة السورية يقينا من هذه الدول بان هذه المعارضة لن تكون يوما ما رمزا ثوريا للثورة السورية ،وبالتالي سوف تجر الثورة تدريجيا من فشل الى اخر لأنها ليست صاحبة الثورة ولم تدفع  ثمنا باهظا  لها سواء كان ماديا او معنويا او حتى روحيا فالبعض الكثير منهم قد جاء الى استنبول من وراء البحار بعد غياب عن الوطن عشرات السنين ،وبالتالي هو فقد اي صلة للرحمة والتواصل الاجتماعي عبر هذه الزمن مع اهله والشعب السوري ، والبعض الاخر قد جاء من معارضة كلاسيكية صنعها النظام في دمشق يوما ما ،وبالتالي لن يحس على الاطلاق بما يحس ويشعر به السوريين من الالام ولم يدفع ضريبة الدم التي دفعها السوريين خلال سنين الثورة ،والكثير منهم تم تلميع صورته  سواء من قبل النظام الذي صنعه باعتقال صوري او فرمان مخابراتي بالملاحقة او دولي بالتلميع اعلاميا وببذخ من اموال مستثمرين (دولا او افراد )  في الثورة السورية بحثا عن استثمارات مستقبلية في شخوص تابعة لها بعد نجاح الثورة ،وان استثماراتهم الحالية في الثورة ستجلب لهم الولاء الكامل او الجزئي لسوريا المستقبل ،وان ادارتهم لهذه الاستثمارات التي وضعت تحت تصرف اشخاص لا يفقهون لا بالاقتصاد ولا بالسياسة  ولا بالقيادة من شيء جعلتهم عبئا على الثورة السورية بدلا من ان يكونوا رموزا وشخوصا تقود الثورة الى بر الامان ،وتحقق لمستثمريهم ما يطمحون اليه في المستقبل ،وبالتالي نرى اليوم تمسكهم باعتلاء القيادة السياسية للثورة السورية (التي يدعون تمثيلها ) هو من باب عدم اعتراف الداعمين لهم بفشلهم الذريع بتصنيع وتلميع هذا المنتج الرديء للاستخدام في الداخل الثوري في وسط الشارع السوري ،ولم يحقق النجاح بل الفشل تلو الفشل ونرى اعادة استنساخ نظام بعثي جديد ولكن بصورة اخرى داخل المعارضة السورية ،وتتكرر نفس الوجوه في اعتلاء المناصب القيادية وبدون حياء او تقدير لدماء الشهداء الذين فاق عددهم عدد شعر الراس في كل معارض رشح نفسه لانتخابات الهيئة السياسية للائتلاف ،وبالحقيقة اصبح الشعب السوري يخجل من نفسه من هكذا قيادات ،وهم لم تحرك فيهم الغيرة والنخوة اذا كان يمتلكون الحد الادنى منها للتنحي، وافساح المجال اما من هم اصحاب الثورة الحقيقيون لقيادة ثورتهم واعتمادهم على امكانياتهم المحدودة لنجاح ثورتهم وان طال الزمن .

عبد العزيز التمو

6/4/2014

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر