امارة بهدينان و كانتون السليمانية أم دولة كردستان؟

آراء وقضايا 02 مايو 2015 0
+ = -

 في مقال سابق بعنوان “دولة كردية اليوم” كنت قد تطرقت  إلى موضوع الظروف الدولية  و رياحها التي تسير منسجمة مع تطلعات الشعب الكردي إلى تحقيق حلم طال انتظاره وهو بناء دولته القومية على ترابه, هذا اذا أجاد قادة الكرد عملية دفع الشراع في الاتجاه المنشود. حاجة الكرد إلى كيان يضمهم و يحميهم بموجب قرارات أممية تزداد مع تفاقم الأحداث و سير المنطقة نحو المجهول في كل من سورية والعراق مع تنامي خطير لثقافة التعصب المذهبي بانتشار المنظمات الارهابية من جهة و تعاظم دور التدخل الإيراني ذو الكيان المذهبي الشيعي الصرف في شؤون المنطقة من جهة أخرى. لكن ليس فقط الظروف الدولية تشكل العامل المساعد على تحقيق هذا الحلم  فهناك أمر ايجابي آخر اذ على الرغم من الخلافات السياسية و الحزبية القائمة بين مختلف القوى الكردية إلا أن النزاعات محصورة بين أطراف قليلة , فالذين بأيديهم صناعة القرار الكردي لا يتجاوز عددهم ثلاثة أطراف كردستانياً و بالاسم هم: البارزانيين , الطالبانيين , الأوجلانيين و ليس أكثر من طرفين اثنين على مستوى اقليم كردستان العراق اذا ما تم حسبان حركة التغيير مع الاتحاد الوطني الكردستاني ما يجعل أمر التوصل إلى توافق سياسي على المستوى القومي من شأنه وضع القضية الكردية في المرتبة الأولى على سلم أولويات القضايا التي بحاجة إلى حل عادل و عاجل دوليا , كما أن ذلك لا يستوجب سوى بعض التنازلات الحزبية و ربما الشخصية.

.

  في ظل هذه التقلبات التي تهزّ منطقة الشرق الأوسط , الارهاصات المستمرة و النهايات المجهولة للأوضاع الإقليمية التي يمكن أن ترسو إليها الأمور و في ظل هدوء في الإقليم نفسه شبيه بذلك الذي يسبق العاصفة تأتي الزيارة المرتقبة التي ينوي مسعود البارزاني القيام بها إلى الولايات المتحدة و التي من الممكن تحويلها إلى زيارة تاريخية لو تم الاعداد لها بروح زعيم ينشد الخلاص لشعبه على خلاف زيارته السابقة التي غلب عليها الطابع العائلي. من ضمن المسائل التي يُرَوَّج لها و التي من المحتمل أن يقوم البارزاني  بمناقشتها مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو حق الكرد في تقرير مصيرهم و بناء دولتهم المستقلة.

.

 من نافلة القول أن التاريخ النضالي الطويل للشعب الكردي و مواجهته لعقود آلة القتل , التهجير , الاقصاء ,الأنفال , الابادة الجماعية , استخدام مختلف أنواع الأسلحة المحرمة الدولية ضده بهدف كسر ارادته و صهره مع القوميات الأخرى من عرب , ترك وفرس يعطي الزعماء الكرد قوة الحجة و سطوة الحق. المطلوب من هؤلاء  هو الارتقاء إلى مستوى تضحيات أهلهم و عدم القبول بما هو أقل من الاستقلال ,لكن لإقناع الأمريكيين وغيرهم بأن الأمر يتعلق بهذا الشعب العريق الذي  دفع على هذا الدرب دماء الآلاف من أبناءه, لابد من تمثيل سياسي حقيقي يضم على الأقل طرفي أو أطراف الساحة السياسية في كردستان العراق.

.

 الشارع الكردي الذي يعلق آمالا كبيرة على حكمة مسعود البارزاني  يترصد كل حركة تصدر منه اليوم أكثر من أي وقت مضى , يدرك أن اعداد البيت الداخلي الكردي ولملمته هو مفتاح الحل و سر النجاح كما يجب أن يسبق مسألة مناقشة الدولة الكردية مع الأمريكان.

.

 السؤال :هل سيخيّب البارزاني آمال شعبه وأن أحلامه لا تتعدى حدود العشيرة ليحكم قبضته على مناطق نفوذ حزبه فيما يشبه الإمارة في منطقة بهدينان و لذلك اختار هذا التوقيت الذي يتزامن مع قرب نهاية فترة حكمه و مسألة التجديد له, حتى لو كان الثمن لجوء الاتحاد الوطني الكردستاني و حركة التغيير في السليمانية  إلى إعلان ادارة ذاتية شبيهة بإدارة الكانتونات في المناطق الكردية في سورية؟

.

اذا كان الهدف من الزيارة هو إلهاء الداخل الكردي بانتصارات سياسية فردية تساعده على التمديد لحكمه فسوف يظهر ذلك من خلال النخبة السياسية التي سترافقه .  

.

فرمز حسين

 ستوكهولم 

2015-05-02

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك