” بجرأة.. نحو المكاشفة.. نحن السوريون “

آراء وقضايا 24 يوليو 2015 0
” بجرأة.. نحو المكاشفة.. نحن السوريون “
+ = -

 

بعيداً عن النزعة العنصرية و توازناً مع الوضعية الحقوقية مع التلازم بمبدأ المساواة بين البشر ( أفراداً و جماعات ) يبدو أن المكونات في سوريا تتخبط في صراع داخلي من دون إعلان النوايا أو المستحقات التي تلتحفها الآمال.. فالمكون العربي الذي حكم سوريا منذ نشأتها تُشْهِرُ بسيفه في وجه المكونات الأخرى عندما تُبْحَثُ عن حقوق القوميات والطوائف ليعلن عليهم بأن سوريا لكل السوريين والكل متساوون في الحقوق والواجبات مع الإحتفاظ بالهوية العربية لسوريا كوطن, وصناديق الإقتراع يحكم بين المكونات من سيحكم البلاد..

.

أعتقد أن هذا الخطاب بات مكشوفاً على الكل, و أن كل المكونات الأخرى لا تقبل بهذه الصيغة المخملية التي تحمل في مضامينها الكثير الكثير من الإجحاف بحق المواطن أولاً ومن ثم بحقوق المكونات الأخرى الغير العربية والطوائف الغير سنية..

.

فإن شئنا أم أبينا فإن المرحلة لم تبقى لديها من التحمل لهذه العقلية المجحفة, حيث حكم البعث ما يقارب الستين عاماً باسم العروبة, وكان سيف العروبة متسلطاً على رقاب كل واحد يشك على أن جذوره غير عربية, إلى أن أعلن السريان عروبتها لتفادي سياسة الإضطهاد العرقي.. و أعلنت الطائفة الأرمنية إنتمائها إلى العروبة البعثية… ومع إضطهاد البعث للكورد لم يتحرك أي من المكونات الأخرى ليناصر قضية الكورد التي كانت قضية للحرية والديمقراطية.. إلا أن كانت الإنتهازية نهجاً سلكتها كل المكونات لإرضاء البعث عدا عن الكورد الذي إنكوى بنار سياسة التطهير العرقي التي مارسها البعث باسم العروبة..

.

فنحن الكورد نعلن من اليوم أننا لم نرضى ولن نقبل أن يحكم البعث بلباس و مظهر آخر.. فإما أن نكون شركاء حقيقيون مع الإحتفاظ بخصوصياتنا القومية ووفقاً لدستور جديد نتوافق عليه, و إما أن تذهب سوريا إلى المجهول على قاعدة قول المثل ( علي و على أعدائي ). لم يبقى للكورد ذلك النفس الذي يساعده على التحمل أكثر مما تحمل من سياسة و بطش البعث العروبي.. و أن الفقاعات التي تظهر على السطح و تتهم الكورد بالعنصرية والإنفصالية ليست إلا مقدمة أخرى لتشكيل كتلة عروبية من خلال إتهام المكونات الأخرى على أنها غير وطنية ومن ثم إختطاف سوريا نحو مربع الأول والإنقضاض على الشعب بصورة أخرى.. ( وفي هجمات داعش على المناطق الكوردية و كأنها تمثل ضمير العربي عندما نُذْبَحُ على أيدي هؤلاء الوحوش.. نتيجة لصمت إخوتنا من العرب السوريين تجاه ما يُرتَكَبُ من جرائم بحق الكورد… )

.

أقول وبصريح العبارة, وبشجاعة إنني أمثل الضمير الكوردي في هذا المعلن: الكورد لم يفكر يوماً بالإنفصال عن سوريا, وهو ناضل طوال فترة حكم البعث من أجل الديمقراطية لسوريا والحقوق المشروعة للشعب الكوردي, و أي إلتفاف على هذه الحقوق و إنكارها على الكورد تحت أية زريعة كانت من قبل أخوتنا العرب السوريين “أؤكد على عرب السوريين” هو إعلان الحرب على الكورد, ويعطون في ذلك الحق للكورد إيجاد وسائل للدفاع عن وجوده بدون الوقوف على المحددات الوطنية.. لأن الكورد كانوا وطنيين أكثر من غيرهم عبر تلك العقود من النضال السياسي السلمي مع تحملهم كل الإتهامات الباطلة والمهينة التي كانت توجه إليهم من قبل إخوتهم العرب السوريين.

.

أمامنا مرحلة جديدة من العمل الشاق, وكلنا شركاء في المصاب, فعلينا فتح حوار مكشوف لندع اليد على الجرح و نصنع البلسم من إستنزاف تلك الدماء البريئة التي غطت مساحة الوطن.. فإما أن نتفق على وطن وفق عهد و ميثاق جديد ليكون لنا جميعاً وكلنا شركاء فيه من دون إلغاء أية قومية أو طائفة, و إما لا سمح الله أن نطحن بعضنا البعض إلى ما يشاء الله لهذا الوطن من غدٍ مجهول.

.

كفانا اللعب على مستويات دنيئة تضر بالوطن والمواطن, فمصير الوطن مرتبط بقضايانا المصيرية الجامعة.. فمتى ما أعترفنا ببعضنا كما نحن و أخترنا لأنفسنا مصيراً مشتركاً يرضي الجميع عندها فقط سنكون لا ئقين لصنع الوطن وبنائه. —————–

.

————- أحمـــــد قاســــــــم 23\7\2015

 

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر