بوتين : روسيا مستعدة لتزويد تركيا بمنظومات الدفاع الصاروخي إس – 400 وقلقون من احتمال انقسام سوريا

حول العالم 01 يونيو 2017 0
بوتين : روسيا مستعدة لتزويد تركيا بمنظومات الدفاع الصاروخي إس – 400 وقلقون من احتمال انقسام سوريا
+ = -

ا ف ب: أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، عن قلقه من احتمال انقسام سوريا.

جاء ذلك في كلمة ألقاها بوتين، في منتدى الاقتصاد الدولي المنعقد بمدينة سان بطرسبرغ الروسية.

وأكد بوتين ضرورة الحرص على عدم تشكيل مناطق خفض التوتر في سوريا نموذجاً لتقسيمها مستقبلاً، بل يتوجب أن تكون نموذجاً للحوار السياسي حول مستقبل البلاد وحماية وحدة أراضيها.

وأوضح أن بلاده تتشاطر الرأي مع تركيا في قضايا كثيرة تتعلق بالملف السوري، مبيناً أنه لولا التفاهم التركي الروسي لما كان أن يتحقق وقف إطلاق النار أو التوصل لاتفاق مناطق خفض التوتر.

ولفت الرئيس الروسي إلى أن بلاده تدرك هواجس تركيا بخصوص الاكراد في سورية، وأن روسيا تحرص على التصرف إيجابيا تجاه هذه الحساسية.

وأشار بوتين إلى إمكانية تعميم الهدن المحلية التي يعقدها النظام السوري مع فصائل المعارضة في مناطق بالقرب من العاصمة دمشق.

.

وأضاف قائلاً: “هذه المناطق لا تسيطر عليها حكومة الأسد.. كلّ يوم يخرج الناس إلى أعمالهم في دمشق ويعودون في المساء، هذا يعني أنه يمكن إجراء بعض التعاون، وإن كان هذا التعاون ممكناً هنا لماذا لا يطبق في بقية المناطق؟”.

.

ورداً على سؤال يخص بيع روسيا نظام صواريخ “إس- 400″، لتركيا، أكد بوتين أنه بحث هذه القضية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.

وأوضح بوتين أنه تناول مع أردوغان موضوع الإنتاج المشترك لنظام الدفاع الصاروخي “إس- 400″.

وأردف: “العملية (الانتاج المشترك للمنظومة الصاروخية) تتطلب مرحلة إعداد كبيرة من حيث التكنولوجيا وتدريب الموظفين، ولكن لا يوجد شيء مستحيل، وسنتحدث مرة أخرى (مع الجانب التركي) حول بيع هذا النظام الحديث”.

واستدرك قائلاً: “لكننا لم نبدأ بعد بإنتاج هذا النظام خارج البلاد”.

.

وتابع: “المسؤولون العسكريون في تركيا روسيا يدركون مدى فعالية هذا النظام”.

وشدد الرئيس الروسي، عند تطرقه لاحتمال صناعة تلك المنظومات في أراضي تركيا، على أن الأمر يتعلق بقدرات القطاع الصناعي التركي.

وأضاف بوتين في هذا السياق أن روسيا تتعاون مع الهند في تصنيع صواريخ من طراز “براموس″، مشيرا إلى أن مشاريع كهذه “تتطلب أرضية تكنولوجية قوية وإعداد الكوادر”.

 

وتابع: “لكن مبدئيا، لا يوجد أي شيئ مستحيل، ونحن مستعدون إلى توريد هذه المنظومات المطورة والفعالة، والرئيس (التركي) أردوغان يعلم ذلك، كما يعلم عسكريونا والعسكريون الأتراك”.

.

واستهجن الرئيس الروسي “معاداة روسيا” في الغرب معتبرا ان ذلك يأتي بنتائج عكسية وذلك لدى افتتاح اللقاء السنوي لأوساط الاعمال الروسية الذي يعد واجهة للكرملين لاقتصاد يتحسن ويجذب استثمارات من العالم باسره.

ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي هو ضيف الشرف للرئيس الروسي الذي سيستقبله بعد الظهر على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ (شمال غرب).

.

يفتتح المنتدى الاقتصادي أعماله التي تستمر ثلاثة أيام في اطار من التحسن الاقتصادي بعد عامين من الركود نتيجة انهيار أسعار النفط والعقوبات الدولية في إطار الازمة الاوكرانية.

ولم تتمكن روسيا من الاستفادة من وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة لتحقيق التحسن المرجو في العلاقات الدبلوماسية، كما أن الانتخابات الرئاسية في فرنسا لم تساهم في ذلك.

.

وقال بوتين خلال لقاء مع مسؤولين عن وسائل اعلام ان “معاداة روسيا” في الغرب “واضحة” و”تتخطى الحدود”، لكنها “لن تبقى الى الابد، اقله لانه لا بد من ادراك انها تأتي بنتائج عكسية وتضر بمصالح الجميع″.

وأضاف الرئيس الروسي ان هذه السياسة مرتبطة بقيام عالم متعدد الاقطاب وخصوصا بفضل جهود روسيا، معتبرا ان هذا لا يروق للبعض الذين يفرضون على موسكو “قيودا اقتصادية لا تأتي بأي تأثير” عليها.

.

وتشكل مشاركة مودي، ضيف الشرف، الخميس رمزا الى العلاقات التي يريد الكرملين تعزيزها مع دول ناشئة على خلفية التوتر بينه وبين الغرب.

لكن العلاقات بين الهند وروسيا تباعدت في السنوات الاخيرة. وبعدما كانت الهند الحليف العسكري للاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، اتجهت الى الولايات المتحدة وفرنسا لتنويع مصادرها من الاسلحة. كما انها لم تستحسن تقارب موسكو مع منافسيها مثل باكستان والصين.

.

بعد لقاء بوتين ومودي وتوقيعهما عقودا لا سيما في مجال الطاقة، سيلقيان كلمة الجمعة امام حضور المنتدى.

ومن المتوقع ان يشارك في المنتدى أيضا المستشار النمساوي كريستيان كيرن والامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش.

.

وتشدد السلطات الروسية على ان التحسن الاقتصادي المتوقع إشارة الى اهتمام المستثمرين الدوليين بروسيا، معلنة عن توقيع مجموعة من العقود خلال المنتدى.

من المتوقع قدوم أكثر من 8 الاف مشارك الى العاصمة السابقة للامبراطورية الروسية، من بينهم مدراء شركات فرنسية متعددة الجنسيات (توتال وآنجي وغيرهما) وحتى أميركية (شيفرون وبوينغ) كانت واشنطن نصحتها بعدم المشاركة في المنتدى بعد ضم موسكو لشبه جزيرة القرم الاوكرانية.

.

– تركيز على الانتخابات الرئاسية المقبلة –

.

يشارك بوتين الجمعة في طاولة مستديرة تضم ممثلين عن أوساط رجال الاعمال الروس والاميركيين، في سابقة منذ ثلاثة سنوات.

.

واعتبر تشارلز روبرتسون كبير الخبراء الاقتصاديين في بنك “رنيسانس كابيتال” ان “الرسالة التي تريد ان تبعث بها الادارة الرئاسية، هي ان روسيا ما زالت منفتحة للقيام بأنشطة تجارية مع شركات عامة تعمل مع الهند والسعودية وصناديق سيادية”.

وتؤكد السلطات الروسية ان اقتصاد البلاد تأقلم مع تراجع أسعار المحروقات والعقوبات التي تعيق تمويل قطاعات كاملة في الاسواق الدولية.

.

لكنها تقر في الوقت نفسه بأن آفاق النمو ستظل متواضعة على المدى القريب ما لم يتم إجراء إصلاحات، وهو ما يضع البلاد في موقع بعيد جدا عن التوسع اللافت الذي شهدته الولايتان الرئاسيتان الاوليان لبوتين (2000-2008) على خلفية ارتفاع أسعار النفط.

وأقر وزير المال انطون سيلوانوف لدى افتتاح المنتدى الخميس، بأن “تحولات بنيوية ضرورية، لكن تطبيقها ليس سهلا”.

وطلب بوتين الذي سيترشح على الارجح في الانتخابات الرئاسية في أذار/مارس المقبل، من الحكومة والعديد من مراكز الاستشارات تحديد مجالات لتسريع هذا التوجه.

ومن المتوقع أن تشغل هذه الاقتراحات حيزا كبيرا من المحادثات في المنتدى.

تشمل المواضيع الحاسمة التي سيتم تناولها القدرة التنافسية للاقتصاد الروسي وقلق المصدرين ازاء ارتفاع سعر صرف الروبل والاقتراح المثير للجدل الذي يقوم على تمويل خفض الاقساط الاجتماعية من خلال زيادة ضريبة القيمة المضافة. كما يشكل موضوع الرواتب التقاعدية مسألة حساسة أخرى إذ يبدو ان احتمال رفع سن التقاعد بات واردا بشكل أكبر مع تراجع عدد القوى العاملة.

رغم الوعود بالاصلاح، يقول المحلل السياسي أندري كوليسنيكوف من معهد كارنيغي ان “أجواء الاعمال لا تشهد تحسنا ووجود أجانب في الاقتصاد الروسي لم يصبح أكثر حرية ولا أكثر تنافسية”. وأضاف “وحدها الجهات التي تعرف كيفية الوصول الى النافذين فعلا يمكنها ان توجد موقعا لها في الاقتصاد الروسي”.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك