بيان المؤتمر التأسيسي لاتحاد الديمقراطيين السوريين

بيانات سياسية 08 أكتوبر 2013 0
+ = -

 

عقد المؤتمر التأسيسي لاتحاد الديمقراطيين السوريين في مدينة اسطنبول في أيام 28 – 29 – 30 أيلول 2013 في، فكان تتويجاً لجهودٍ امتدت لنحو عام، بذلتها مجموعة واسعة من السوريات والسوريين المستقلين، ومن التنظيمات السياسية والتجمعات الشبابية والنسائية العاملة من أجل سوريا ديمقراطية. وقد شارك في المؤتمر 264 عضوا، أسهموا في العملية لانتخابية، وكان جزء كبير منهم قد جاء من داخل سوريا، بالاضافة الى أكثر من 70 ضيفا من سوريا والبلدان العربية والأجنبية. أنتخب المؤتمر رئيساً للاتحاد ومكتباً تنفيذياً وأمانةً عامةً ولجنة رقابةٍ وشفافية. وأقر المؤتمر برنامجاً سياسياً ونظاماً داخلياً وبرنامجاً مرحلياً أبرز هوية الاتحاد وقيمه ومبادئه وأهدافه القريبة والبعيدة. تم تمويل المؤتمر من رجال أعمال سوريين يدعمون نضال شعبهم في سبيل الحرية والكرامة، وإقامة نظام ديمقراطي تعددي مدني على أرض وطن سوري واحد، يتشارك جميع أبنائه من مختلف المكونات الدينية والمذهبية والقومية في إدارة شؤونه على قدم المساواة. أعلن المؤتمر عن تشكيل الاتحاد ليكون تنظيماً سياسياً ديمقراطياً عريضاً، هدفه تأطير قطاعات واسعة من الشعب السوري بكافة مكوناته ومناطقه، وتأسيس وجود حقيقي له بين هذه القطاعات في الداخل السوري والمهاجر، وسيعمل على جمع قوى ديمقراطية سورية في تنظيم واسع يعمل على دعم ثورة شعب سوريا في نضاله لإسقاط نظام الاستبداد بكافة رموزه وأركانه، والانتقال بسوريا الى نظام ديمقراطي يحقق الحرية والكرامة للمواطنات والمواطنين، ويسهم بفاعلية في تعزيز وتوسيع دور السوريين خلال صراعهم ضد الاستبداد، ومن أجل حماية الثورة من المتطرفين والمتشددين الدخلاء على سوريا وثورتها، الذين يلتقون مع نظام الاستبداد في منتصف الطريق، بينما يعمل هو على تمكينهم من السيطرة على المناطق التي تخرج عن سيطرته.

سيعمل الاتحاد على بناء دولةً وطنيةً سيدة وحديثةً تكون السيادة فيها للشعب، و إقامة نظام سياسي ديمقراطي مدني برلماني عصري حديث، يقوم على تداول السلطة سلمياً عبر صناديق الاقتراع، ومبدأ فصل السلطات، واستقلال القضاء ونزاهته وكفاءته، وضمان الحريات العامة في التعبير والتنظيم، وحرية منظمات المجتمع المدني التي تمارس رقابة عامة على كافة السلطات، نظاماً يقوم على مبادئ ومعايير المواطنة المتساوية، للإناثً والذكور، وعلى الحق والقانون والمؤسسات المدنية، وإعادة أنظمة وقواعد العمل “المؤسسي” إلى القوات المسلحة، وتخليصها من الطابع المافيوي، وسيضع أجهزة الأمن في خدمة المواطن وحمايته، وسيمنعها من التغّول عليه والتهام حقوقه، وسيخلق بنية سياسية وثقافية تمنع عودة الاستبداد والقمع تحت أي مسمى: ايديولوجي أو عسكري أو ديني، أو تحت أي شكل أو مسمى آخر. يؤمن الاتحاد بأن الشعب السوري شعب واحد، رغم انه متعدد الأقوام والديانات والمذاهب (من عرب وكرد وتركمان وكلدو أشوريين وشركس وأرمن، ومن مسلمين على اختلاف مذاهبهم ومسيحيين على اختلاف مذاهبهم)، يعيش في دولة واحدة ذات نظام ديمقراطي تعددي، وتقوم وحدة الشعب السوري على الاعتراف الدستوري بتنوع ومساواة أفراده ومكوناته، واحترام وضمان حقوقهم السياسية والثقافية والشخصية في إطار الوحدة الكاملة للوطن السوري. سيسهم الاتحاد مع بقية قوى الشعب السوري في التصدي للمشكلات الخطيرة والمهام الجسام التي سيخلّفها نظام الاستبداد وحله الأمني الذي يدمر الدولة والمجتمع في سوريا، وفي العمل لإعادة البناء السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، المكلفة جدا والهائلة التعقيد، وسيعمل من أجل تحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة كل من تلطخت يداه بدماء السوريين، والمحافظة على استقلالية القرار الوطني السوري، كما على وحدة سوريا شعباً وأرضاً، يتبنى الاتحاد اقتصاد السوق وحرية المبادرة الخاصة الفردية والجماعية، و سيضمن حقوق الملكية ويرفض التأميم والمصادرة واحتكار الدولة للاقتصاد. وسيولي أهمية كبيرة للديمقراطية الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية وعدالة توزيع الثروة، كجزء مكمل للديمقراطية السياسية، وسيعمل من أجل وصول كل مواطن إلى قسط من الدخلً يتناسب مع مساهمته في خلق القيم المضافة والثروة . وسيعمل الاتحاد على خلق مناخ عام طارد للفساد، وإقامة بنية تشريعية وتنظيمة تقضي على أسبابه وأعراضه، وعلى اقامة جهاز حكومي فعال وقضاء مستقل ونزيه ورقابة مجتمعية فاعلة لمكافحته و مكافحة ثقافته. سيعمل الاتحاد على تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات وسيعمل على تمكين المرأة وتعزيز أدوارها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، في المجتمع السوري الحر القادم. يرى الاتحاد أن الشباب، من أناث وذكور، يمثل طاقة الحاضر والمستقبل، حيث يشكل الشباب حتى سن ال 30 أكثر من ثلثي السوريين. ويعتقد الاتحاد أن شروط التطور السريع المعاصر تمنح جيل الشباب، وفي مختلف مجالات الحياة، أدواراً أكبر بكثير من تلك التي كانت لهم من قبل. يرى الاتحاد أن الأديان السماوية، تنبذ التطرف والتزمت والتكفير، ويتبنى شعار آباء الاستقلال السوري “الدين لله والوطن للجميع”، وسيعمل الاتحاد على نشر ثقافة تنويرية تعلي من شأن العقل والعقلانية والاسترشاد بهما. ويعترف الاتحاد بمشروعية مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية وتساويها في القيمة والحقوق، ويعتزم إطلاق تنافس خلاق بينها موضوعه خدمة الوطن والمواطن، ومناهضة أي احتكار، بدءاً باحتكار الحقيقة وصولاً إلى احتكار السلطة والثروة ومصادر القوة. يعتقد الاتحاد أن مستقبل سوريا والمهام الجسام لإعادة البناء، يتطلب أوثق تعاون وتكامل بين جميع القوى الديمقراطية، بما فيها قوى “الإسلام السياسي الديمقراطي”، الذي يؤمن بالنظام الديمقراطي وبالتداول السلمي للسلطة والاحتكام لصناديق الاقتراع، ويلتزم باحترام الحريات العامة وحقوق الانسان، يضع الاتحاد في رأس أولوياته قضية الجولان السوري الذي تحتله اسرائيل منذ حزيران 1967، ويتمسك بتحريره كاملاً وبعدم المساومة عليه، ويدعم الاتحاد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه، ويعمل على تطوير علاقات سوريا مع العالم العربي اقتصادياً وسياسياً وثقافياً واجتماعياً، وتطوير مختلف أشكال العمل العربي المشترك، وإقامة علاقات مميزة مع دول الجوار العربي: لبنان والأردن وفلسطين والعراق، ومع دول الخليج العربي التي يعمل بها ملايين السوريين، وتطوير العلاقات مع دول الجوار الاقليمي مثل تركيا بخاصة، وإصلاح موقع سوريا في المجتمع الدولي، وإقامة علاقات سياسية دولية فاعلة، تجعل سوريا قوة إيجابية فاعلة في أمن وسلام واستقرار وازدهار المنطقة، بعد أن كانت طيلة فترة الاستبداد “دولة تخلق الاضطراب”.

عاشت سوريا حرة ديمقراطية لكافة ابنائها.

استانبول في 30 أيلول 2013

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك