بيان حزب ازادي الكردستاني بمناسبة ذكرى انتفاضة 12 آذار

بيانات سياسية 12 مارس 2017 0
بيان حزب ازادي الكردستاني بمناسبة ذكرى انتفاضة 12 آذار
+ = -

كوردستريت – بيانات

في مثل هذا اليوم , تمر علينا لحظة تاريخية حاسمة ، نستذكر فيها انتفاضة قامشلو، انتفاضة اذار 2004التي كانت ملحمة بطولية سطرها شباب الكرد بصدور عارية، قاومت الرصاص البعثي لتنفض عن الكرد ظلام عقود من الاستبداد والقمع والتعريب، ساعية الى الحرية والخلاص .
لقد انطلق في مثل هذا اليوم الغضب الكردي الشامل من قامشلو في 12 اذار 2004 ليمتد إلى عموم مدن وبلدات وأرياف كردستان سوريا وليعم كالبركان كل مساحة الوطن الى ديريك، تربسييه – عامودا، سرى كانية ،درباسيه ،حسكة، كوباني، عفرين ، حلب ودمشق لتظلل كل سوريا بأمل الحرية والخلاص من الاستبداد.
لقد كانت هذه الانتفاضة نقلة نوعية في الحراك السياسي الاجتماعي الكردي في كردستان سوريا، ونقطة تحول تاريخية في نضالها التحرري في مواجهة النظام الشوفيني البعثي ،كانت بمثابة تسونامي كردي ديمقراطي صبغ سوريا بطابع المقاومة، متجاوزة المناطق الكردستانية في سوريا الى العمق السوري (حلب، دمشق، حماة..) متحررة من ارث العقود الامنية القمعية التي كرستها سياسات البعث العنصرية الشمولية، ونسفت جدار الخوف وهيمنة الاجهزة الامنية وكشفت هشاشة النظام. لقد ساهمت هذه الانتفاضة المباركة بجعل قضية كردستان سوريا لها الأولوية في سلم اهتمامات الحركة الكردستانية ، واكتسابها لعمقها الحيوي الاستراتيجي الحاضن لها في باقي أجزاء كردستان كما إنها أخذت اهتماما دوليا كبيرا ،من خلال تدويل القضية الكردية في سوريا على أساس سياسي كقضية أرض و شعب ، ردا على سياسة النظام التي تدعي بأنها مسألة داخلية تتعلق بالسيادة الوطنية و لا يجوز التدخل فيها .
أن قيام انتفاضة بهذا الحجم لم تكن وليدة ساعتها وإنما هناك الكثير من الأسباب والعوامل التي تراكمت عبر السنين الماضية من سيطرة الأنظمة المتعاقبة على الحكم في سوريا ، و التي رفضت الاعتراف بالقومية الكردية كثاني أكبر قومية في سوريا لها حقوق ما للقومية الرئيسية فيها بل ارتكبت العديد من المجازر بحق الكرد من حريق سينما عامودا ، الى حريق سجن الحسكة ، وعمليات الإحصاء و الحزام العربي ، وعمليات التعريب وغيرها .
و تتلخص أبرز العوامل التي دفعت الى انطلاقة انتفاضة ( 12 ) آذار المجيدة في إجراءات و سياسات النظام الاستبدادية القائمة على عقلية البعث الشمولية ، و الإقصائية لكل أطياف المجتمع السوري و خاصة الكردي ، و التعامل الأمني السلطوي المبني على مبادئ القومجية و الشوفينية والعنصرية ، و الهادفة الى إزالة كل ما يتعارض مع فكرها و مصالحها الخاصة ، و المتمثلة في تمسكها و بقائها في السلطة و لو على حساب كل الشعب السوري .
وفرض ثقافة شمولية من خلال تسخير كل إمكانيات الدولة في خدمة ديمومته و استمراريته ، و احتكار السلطة والثروة لمدة تزيد عن \ 45 \عاما منذ آذار عام 1963م ، ومحاولة التأسيس لثقافة مزيفة بالعروبة ، وخطر المكونات غير العربية وارتباطها بالخارج لتبرير سياساتها الإنكارية ، للشعب الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخية منذ تكون المجتمعات البشرية الأولى ، و لتبرير هجمتها ضد الشعب الكردي أمام الرأي العام العالمي.
لقد نتجت عن هذه العقلية مجموعة أزمات شملت كافة مجالات الحياة ، وكانت سياسة السلطة العنصرية تزداد و تتصاعد كلما تصاعد نضال الشعب الكردي ، سواء في كردستان سوريا أو في باقي أجزائه الأخرى ، لقناعتها بوحدة الشعور القومي الكردي والتضامن المشترك ، و تبادل التأثير و التأثر بين الكرد في الأجزاء الأربعة .
وأصبحت هجمات السلطة أكثر شراسة ولاسيما بعد التحولات الإيجابية في الطرف المقابل من الحدود في كردستان العراق ، و ظهور حراك سياسي و جماهيري باتجاه استنهاض الكرد في سوريا لتحقيق أهدافه ، وشكلت الحالة الكردية في العراق بعد سقوط صدام وتحقيق الفدرالية لإقليم كردستان العراق ركيزة لبناء نماذج للحل في باقي أجزاء كردستان ، فخشيت الأنظمة المغتصبة لكردستان ولاسيما في سوريا من امتداد هذه الحالة و تعميمها فأرادت القضاء على تلك الروح التحررية والمقاومة من خلال توجيه ضربة قاصمة لحركته الجماهيرية واستغلال انشغال العالم في العراق و أفغانستان و فلسطين و غيرها من بؤر التو تر في ذلك الوقت
فقامت الدوائر الأمنية وعلى أعلى المستويات بوضع خطة محكمة لجريمتها من خلال استغلال بعض العناصر الشوفينية لإحداث شرخ بين مكونات الشعب السوري ، من خلال مباراة كرة قدم بين فريقي الجهاد والفتوة ،وإظهار الكرد كأعداء للعرب و للإسلام ، و بالتالي نقل حالة العداء للكردي من حالة سلطوية شوفينية الى حالة شعبية ، كما هو حاصل الآن منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011 . حيث يقوم النظام السوري الدموي بتفتيت النسيج الاجتماعي السوري وخلق حالة من العداء بين كافة مكونات المجتمع السوري
أن مجمل هذه السياسات والقوانين والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، تراكمت لتخلق في نفس الإنسان الكردي شعور بالظلم واستهداف لكيانه الكردي ولشخصيته ولغته وقوميته وأرضه ، فشكلت كلها دوافع وأسباب تضافرت لتعبر عن نفسها في انتفاضة – 12 – آذار والتي جاءت أحداث ملعب قامشلو وما سبقتها من استهداف للرموز القومية الكردستانية سببا مباشرا والشرارة التي أوقدت شعلة الانتفاضة ، ولتأخذ شكل الدفاع عن وجوده القومي المهدد بالفناء .
هذه الانتفاضة وهي في ذكراها الثالثة عشرة ، ما زالت تشغل الشعب الكردي لاسيما في سوريا ،وصداها مازالت تدوي في ساحات النضال ، حيث عبر الشعب عن أصالته المتجددة ، وإعادة الاعتبار للكرد في سوريا وأنقذت حركته السياسية ، وكسرت حاجز الصمت والخوف فكانت بداية مرحلة تاريخية جديدة
في هذا اليوم حيث وقف الشعب الكردي الأعزل ألا من الإيمان بحقه أمام آلة القتل والتدمير ، في هذا اليوم الخالد من تاريخ نضال الشعب ،لابد لنا من وقفة تأمل وتضامن مع شهدائنا ، واستذكار العشرات منهم في كل ربوع كردستان من – قامشلو البطلة الى كوباني الصامدة ، ومن عفرين الشامخة الى زورأفا المقاومة مرورا بحلب الى كري سبي والرقة وكل البلدات والمدن الكردستانية والسورية .
إن الشهداء الذين سقطوا في هذه الانتفاضة سقوا بدمائهم الطاهرة ذرى كردستان الشامخة وامتزجت دمائهم بمياه الينابيع الصافية لتزداد عذوبة ، ولتنهل منها الأجيال القادمة العزة والفخار ، وروح التضحية والفداء، ولتعلمنا دروس الشهادة والانتصار .
لقد أيقظت انتفاضة 12 آذار الإنسان الكردي ، وهزت ضميره وأكدت عدم جدوى الرهان على الأنظمة ووعودها، وضرورة مراجعة الذات لمن يرتمون في أحضان السلطة ، والذين يعتقدون أو يتوهمون بأن السلطات المغتصبة لأرض كردستان ، يمكن أن تبادر الى منحهم حقوق الكرد ، وكما أكدت لكل فئات الشعب الكردي وأحزابه بكافة اتجاهاته بأنه لا مناص وليس سوى طريقة واحدة للتحرر ونيل الحقوق هو العمل المشترك ، فلا بديل عن وحدة الصف الكردي ، في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها سوريا ، منذ ست سنوات ، وهي عمر الثورة السورية ، يستدعي من جميع اطراف الحركة السياسية التكاتف والتلاحم ، إننا في حزب آزادي الكردستاني الموحد نعاهد جماهير شعبنا الكردي بمواصلة مسيرة شهداء انتفاضة قامشلو ، وسنبقى في ساحات النضال جنبا إلى جنب مع كافة الاحرار في سوريا طالما هناك ظلم ودكتاتورية، وتنظيمات ارهابية كداعش ومثيلاتها وطالما هناك انكار للحقوق القومية المشروعة لشعبنا ، كما نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والاخلاقية من خلال الضغط على النظام السوري وداعميه من اجل تحقيق تسوية سياسية للأزمة السورية وفق مرجعيات جنيف 1. تتحول سوريا من خلالها إلى دولة اتحادية برلمانية تعددية ديمقراطية لكل السوريين ، يتحقق فيها الاعتراف الدستوري بحقوق الشعب الكردي الذي يعيش على ارضه التاريخية
بهذه المناسبة، ندعو جماهير شعبنا الكوردي في كوردستان سوريا إلى إشعال الشموع في ليلة الثاني عشر من آذار استذكاراً لأرواح شهداء المجزرة، وتعليق الشارات السوداء، والوقوف خمس دقائق في الساعة الحادية عشرة صباحاً حداداً على أرواحهم الطاهرة، والتوجُّه إلى مقابر الشهداء لوضع أكاليل الزهور على الأضرحة بشكل سلمي وحضاري يليقُ بنضال شعبنا وبشهداء انتفاضة قامشلو.

.
الخلود لشهداء انتفاضة قامشلو وكافة شهداء الكرد وشهداء الحرية
مكتب الاعلام المركزي لحزب آزادي الكردستاني الموحد
قامشلو 11\3\2017

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك