بينما كانت صواريخ (اس 400 )الروسية في سوريا في رحلة الاستجمام .. طيران الاسرائيلي يقصف مواقعاً لحزب الله قرب دمشق !؟

صحافة عالمية 01 ديسمبر 2016 0
بينما كانت صواريخ (اس 400 )الروسية في سوريا في رحلة الاستجمام .. طيران الاسرائيلي يقصف مواقعاً لحزب الله قرب دمشق !؟
+ = -

كوردستريت|الصحافة :

.

بينما يشهد الشمال السوري حرب كسر عظم بين الجيش المدعوم بغطاء جوي روسي، وقوات تابعة لـ”حزب الله” اللبناني و”مستشارين” إيرانيين” من ناحية، وبين المعارضة السورية المسلحة وجماعات إسلامية متشددة من ناحية أخرى، محورها، أي الحرب، الاحياء الشرقية من مدينة حلب، تؤكد وكالة الانباء السورية الرسمية حدوث غارة صاروخية إسرائيلية استهدفت مخازن عسكرية غرب العاصمة دمشق، لم توقع أي إصابات بشرية.

.

الجانب الإسرائيلي يلتزم الصمت، والاعلام الإسرائيلي الذي غالبا ما يطلق العنان لخبرائه ومحلليه العسكريين للإدلاء بدلوهم في مثل هذه المواضيع، كان مقترا جدا في الحديث عن هذه الغارة التي تبدو خارج سياق الازمة السورية الحالية، وقد يكون مرد ذلك الرقابة العسكرية الحازمة في مثل هذه الأمور.

.

المعلومات القليلة التي رشحت حتى الآن عن هذه الغارة الإسرائيلية تفيد بأن طائرات إسرائيلية من طراز “اف 16″ الامريكية الصنع اخترقت الأجواء اللبنانية وقصفت قافلة شاحنات كانت تنطلق من مطار دمشق تحمل أسلحة متقدمة جدا في طريقها الى “حزب الله”.

.

قصف هذه القافلة من الأجواء اللبنانية، وليس السورية على ما يبدو، ربما كان متعمدا ولتجنب أي إطلاق لصواريخ “اس 300″، او “اس 400″ الروسية المتقدمة الكفيلة بإسقاط هذا النوع من الطائرات، سواء كانت هذه الصواريخ بأيدي روسية او سورية، ولكن هذا التجنب ليس مبررا في كل الاحوال، وكان يجب التصدي لهذا العدوان.

.

تقارير اخبارية عديدة تحدثت عن تفاهمات روسية إسرائيلية بعدم لجوء تل ابيب الى أي غارات جوية في العمق السوري، وسط إصرار اسرائيلي على الاحتفاظ بحق تدمير أي قوافل أسلحة وصواريخ سكود في طريقها الى “حزب الله”، ويمكن ان تغير موازين القوى، وتهدد الهيمنة الإسرائيلية في جنوب لبنان.

.

اقدام طائرات إسرائيلية على إطلاق صواريخ على مخازن أسلحة، او قوافل شاحنات، تقل صواريخ الى “حزب الله”، الذي جاء بعد تعزيز الروس لتدخلهم العسكري في سورية قبل عام، يشكل احراجا لهم، مثلما يشكل احراجا اكبر لحليفيهم السوري والإيراني معا، ويبدو ان عدم الرد على هذا الاستفزاز العسكري الإسرائيلي يعود الى تركيز التحالف السوري الروسي الإيراني على معركة حلب، وإعطاء الأولوية المطلقة لحسمها قبل نهاية العام الحالي، استغلالا للفراغ الناجم عن المرحلة الانتقالية الامريكية بين رئيس راحل وآخر قادم.

.

القيادة الامريكية تشعر بالقلق من جراء تقدم الجيش السوري وحلفائه في الشمال السوري، واكتساب هذا الجيش وحلفائه خاصة مقاتلي “حزب الله” خبرة قتالية ميدانية متطورة، يمكن استخدامها في مواجهات قادمة في الجنوبين السوري واالبناني، وهذا ما يفسر قصف الجيش الإسرائيلي فجر الاثنين الماضي موقعا قال انه تابع لتنظيم “الدولة الإسلامية” في الجولان السوري، وبعد اطلاق نار على القوات الإسرائيلية في الجولان المحتل، والقاء عشرة أطنان من القنابل المتفجرة على موقع عسكري مهجور قرب القنيطرة استخدمه المسلحون “المجهولون”.

.

نظريا تبدو القيادة الإسرائيلية الكاسب الأكبر في الوقت الراهن من جراء الانشغال السوري والعربي عنها بالحروب التي تفجرت بعد “ثورات” الربيع العربي، وحولت بعض دول المنطقة، وخاصة سورية، او أجزاء منها، الى ساحة للفوضى الدموية، ولكن هناك خوف إسرائيلي متنام من المرحلة المقبلة، واحتمالات امتداد هذه الفوضى ونتائجها الى عمق فلسطين المحتلة.

.

فإذا كانت هذه “القوة الإقليمية” العظمى “إسرائيل” احتاجت الى أكثر من أسبوع ومساعدة عشر دول للسيطرة على الحرائق التي اندلعت فيها، فكيف سيكون الحال اذا واجهت مئات الصواريخ التي يمكن ان تنطلق الى عمقها في اليوم في حال انفجار حرب، والحرائق التي يمكن ان تترتب عليها؟

.

ربما تكون هذه الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قافلة أسلحة حزب الله المفترضة نجحت هذه المرة، وربما مثل مرات سابقة، في تدميرها، ولكن السؤال هو كم قافلة أخرى لم تستطع رصدها ووصلت الى هدفها؟

.

هذه الغارة، وايا كانت نتيجتها، هي عنوان قلق ورعب وخوف من المستقبل، وهو رعب مفهوم ومبرر بالنسبة الى الكثيرين، الذين ما زالوا يعتبرون إسرائيل عدوا، يجب ان تحتشد الامتين العربية والإسلامية لانهاء احتلالها للأرض العربية، ونحن في هذه الصحيفة “راي اليوم” من بينهم.

.

نحن ننتظر اليوم الذي يتم فيه التصدي لهذه العربدة العدوانية الإسرائيلية في سورية وغيرها، ونأمل ان لا يكون بعيدا.

“راي اليوم”

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر