بين جناحي الصراع في حزب الـ ” PYD ” .!

آراء وقضايا 11 مارس 2020 0
بين جناحي الصراع في حزب الـ ” PYD ” .!
+ = -
كوردستريت || مقالات
بقلم : عنايت ديكو 
– سابقاً …  كان المرء يستشف، ويستطلع الأمور في الساحة السياسية، من خلال الغوص في الظنون والتخمينات، والترجيحات والتحليلات، والاستعانة بالاستقراء والمنطق لفهم معادلة التناقضات والمصالح والتوازنات. أما اليوم، فالمشهد مغاير ومبان وواضح المعالم والرؤية. فقط يتوجب على المرء البحث عن مكامن الأفعال وارتداداتها، لأننا وبالمجمل، أمام منعطفٍ سياسي خطير ومختلف ومغاير في البنية والأدوات والهيكلية. أي بمعنى آخر، نحن أمام نموذج مختلف من الصراع والمجابهات والتحالفات والتوازنات، وهذا ما نشاهد بعض تفاصيله في الأزمة البينية داخل هيكلية الـ ” PYD ” من تناحرات وتبديل في الماسكات والأقنعة والأشخاص،وقد بدأت جميعها تترشح الى العلن وتطفو على سطح الأحداث. هذه التناقضات التي تبيّن لنا حجم التحرّك والانزياح والتدحرج الكبيرين اللذين يقودان بنية الصراع داخل جسم هذا الحزب. فلم يعد هذا سرّاً ، وبات هذا حديث الشارع العام. فالشروط والاصطفافات والتحالفات السابقة والقديمة والتي كانت تحيط بهذا الحزب وهيكليته، صارت في حكم الماضي وباتت تترنح وتتحرك من ارتكازتها الأساسية، وبدأت تأخذ منحى آخر ومغاير ضمن توازناتٍ واصطفافات ومحاور جديدة . 
.
أجل … هذا ما تمكننا فهمه وما استطعنا التماسه واستقراؤه بعد الاطلاع على القرارات والتوصيات التي خرجت وصدرت من أروقة المؤتمر الثامن لحزب الـ ” PYD ” والذي جرى عقده في يومي .. 23- 24 .02 .2020 في مدينة الرميلان، بالإضافة الى إنتخاب قيادةٍ جديدة للحزب. 
– وبناء على ما ذكرناه … فعلى الشارع الكوردي العريض، معرفة ما يجري في الخفاء، ومعرفة بعض جوانب هذا الصراع الذي يدور بين أجنحة الـ ” PYD ” . ومن حقه أيضاً، أن يسأل عن ماهيه تلك الرسائل التي أراد الحزب إيصالها من خلال مؤتمرهم الأخير  إلى الأطراف واللاعبين الإقليميين والدوليين من جهة، وإلى الأجنحة والتيارات الداخلية والمتصارعة من جهة أخرىٰ .؟
– وما هو مدى التكتيك عند هذا الحزب من الاستراتيجيا، وما هي حدود هذا التكتيك، وما هو الثابت والمتغير في منهجية الحزب، وخاصة ضمن الحلقات والدوائر الضيقة، والى متى سيُغرّد هذا الحزب وبشكلٍ دائم خارج أسوار البيت الكوردي، ومتى سيتحررمن ساديته في جلد الذات ومن سايكولوجية ” الكوسموپوليتيا ” المريضة والقاتلة والتي ستتحول في المستقبل لفيروسٍ  سياسي قاتل وإلى فرّامة للجسد الكوردي فقط. وخاصة أن الوضع الكوردي بشكلٍ عام وبرمّته صار يخرج من مرحلة كسر العظام إلى مرحلة أخرى من التموضع والاستحقاقات وتوزيع الأدوار سلباً وإيجاباً .؟ 
.
– فعطفاً على ما سبق، نستطيع القول، بأن حزب الـ ” PYD ” دخل في نفقٍ مظلم، نتيجة مراهناته وحساباته الخاطئة وارتمائه في حضن الضبابية الوطنية والهلامية السياسية والعسكرية، بالرغم من وجود هذا الكم الهائل من الدعم والمال والإعلام والبشر والعسكر ، ووجود كل شروط الحكمدارية بين يديه. فهذا الحزب لا يستطيع التوافق بين الأجنحة والتيارات الداخلية والمتصارعة، وهذا مرتبط ببنية الصراع. فهناك تيار كوردي داخل الحزب ولكنه قليل التأثير ، أما التيار الآخر هو تيار قنديلي صرف، يسيطر على المفاصل الرئيسية داخل الحزب وبقوة، وماسح للجوخ الانكليزي بشكل كبير، يبدأ من قنديل وينتهي بـ ” قم ”  مروراً بدمشق وبغداد. وبات هذا التيار ، يئن من وجع الدور الحرباوي الملون والمتغيّر المنوط به، والذي تميز به هذا الحزب خلال الفترة الماضية. أي بمعنىٰ آخر ، أن حزب ال PYD بات يعيش بين سندان الواقع الآيكولوجي والكوسموبوليتي والهلامي وبين سندان الاستحقاقات ومطالب عوائل الشهداء وضعط الشارع الكوردي.
فلو نظرنا إلى البرنامج السياسي الذي خرج به حزب الـ ” PYD ” وقراراته وتوصياته في قيادته للمرحلة المقبلة، سنقطع الشك باليقين على وجود خلافات كبيرة وعميقة بين طرفي الصراع وبين أجنحة هذا الحزب .!
– فمن راقب مؤتمرهم الأخير مثلاً، وبعين فاحصة، سيرى وسيقرّ بوجود تجاعيد كبيرة في الوجوه السياسية وبتر كامل في المطالب القومية الكوردية، وهلامية واضحة وخجولة نحو ترتيب البيت الكوردي. لكن الأهم من كل هذا وذاك، هو عدم تقرّبهم من مبادرة ” مظلوم عبدي ” لا من قريب ولا من بعيد، ولا بأي شكلٍ من الأشكال، تلك المبادرة التي كادت أن ترىٰ النور في الواقع، لو تحررت من سياط القنديليين والبعثيين والپاسدارانيين، ولو كان هناك دعم دولي وإقليمي وشعبي لها. وبحسب بعص المصادر الداخلية، يُقال بأن المطلوب هو الالتفاف الشعبي والسياسي الكوردي والكوردستاني حول مبادرة ” مظلوم كوباني ” وتأييدها شعبياً وسياسياً وإقليمياً ودولياً ودعمها بكل شروط النجاح لقلب الطاولة على رأس القنادلة والمحافظين الآيكولوجيين.
* عنايت ديكو 
آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك