تحرير تل ابيض و الجيب الانفصالي

آراء وقضايا 24 يونيو 2015 0
تحرير تل ابيض و الجيب الانفصالي
+ = -
 
عندما تقدمت القوات الكوردية من مناطق الجزيرة و كوباني باتجاه تل ابيض و المناطق المحيطة بالبلدة التي احتلتها تنظيم الدولة و مارست أبشع الجرائم بحق سكانها من العرب و التركمان و الكورد .بدأت أصوات تحسب نفسها معارضة لنظام و لتنظيم الدولة تندد بممارسة القوات الكوردية ضد سكان العرب و التركمان .
.
و بدل ان تبارك السكان بالتحرير و تشكر القوات الكوردية التي تحرر مناطق هي ذات أغلبية عربية من سيطرة و جبروت التنظيم الارهابي رأيناها و بعد ان اتهم اردوغان القوات الكوردية بممارسة التطهير العرقي و التخطيط لبناء جيب انفصالي رددوا معه و بنفس الاسلوب و الطريقة و اتهموا القوات الكوردية بممارسة التطهير العرقي بدون اي اثبات او دليل سوى أن السكان يفرون من مناطق الاشتباكات جراء المعارك و القصف الجوي لقوات التحالف.
.
كان موقف القوى المعارضة السورية من تحرير تل ابيض مخزيا و كأنها تفضل حكم تنظيم الدولة على دخول الكورد لتحرير تلك المناطق ،و بدأت اللهجة العنصرية و الشوفينية التي نسمعها منذ عشرات السنيين تزداد و تأخذ شكل هجمة منظمة تشارك فيها كل التنظيمات و الفصائل المعارضة القريبة من الحكومة العدالة و التنمية التركية و أثبتت انها قوى طائفة و عنصرية لا تقبل اي مكون غير عربي- سني و كل حديثها عن الديمقراطية و التعايش السلمي و حقوق الاقليات و الاخوة كان كذبا و نفاقا بما فيها الائتلاف السوري المعارض الذي يتحكم فيها قوى دولية و اقليمية لا تهمها مصالح الشعب السوري بتاتا .
.
الوحدات الكوردية هي القوة العسكرية الوحيدة التي لم و لن تمارس التطهير العرقي رغم ان اغلب القوى المعارضة مارست التطهير العرقي ضد الكورد و الشواهد عديدة من تل حاصل الى تل عران إلى سري كانيه و كوباني و مناطق الاعزاز و عفرين و حلب و الرقة و غيرها من المناطق السورية يكفي أن نقول أن الكورد يفرون فورا من اي منطقة يسيطر عليها المعارضة السورية خوفا من القتل و الاعتقال .
.
و لكن في المناطق  التي يسيطر عليها  الوحدات الحماية الكوردية تتواجد فيها المئات من القرى و البلدة العربية و الاشورية و الأرمنية و التركمانية و لكن ليس هناك اي حادثة بقصد التطهير العرقي في هذه القرى و البلدات و يكفي أن نؤكد أن المناطق الكوردية التي تحميها وحدات حماية الشعب التجاء إليها مئات الالاف من المكونات الاخرى هربا من الاشتباكات و المعارك في المناطق السورية الاخرى و أولهم المكون العربي و من معظم المحافظات السورية ، فلو كانت الوحدات الكوردية في نيتها ممارسة التطهير العرقي لما سمحت بدخول اي إنسان عربي إلى مناطق تخضع لسيطرتها و لربما قامت قبل كل شيء  بإخلاء العشرات من القرى التابعة لعشائر الغمر التي كانت بحكم المستوطنات في المناطق الكوردية و لكنها و من أجل الحفاظ على الأخوة العربية الكوردية و التعايش السلمي بين الشعوب لم تقم بأي عمل معادي ضد هذه القرى و المستوطنات التي شكلها النظام البعثي في المناطق الكوردية بهدف تغير الديموغرافي للمنطقة الكوردية  و إفراغها من سكانها الأصليين. رغم المناشدات العديدة من قبل بعض القوى السياسية الكوردية من اجل ان يتخذ الوحدات بعض التدابير ضد هذه المستوطنات و لكنها لا تلاقي اي تجاوب من قبل الوحدات .
.
وحدات حماية الشعب هي قوة لا تحمي الكورد فقط بل تحمي كل المكونات و هي تضم في صفوفها كل المكونات بدون اي استثناء و لذلك فإن العديد من الكورد يتهمون الوحدات بخدمة المكونات الاخرى على حساب الكورد فكيف يمكن اتهامها بممارسة التطهير العرقي و هي لا تسمح لأي كوردي بالاعتداء على أي إنسان غير كوردي ؟ .
.
و تحرير تل ابيض و المناطق الاخرى مثل تل حميس و تل براك و جبل عبد العزيز هي خدمة ليس للكورد فقط بل لكل المكونات و اولهم المكون العربي و هي ليس تخطيطا لبناء كيان كوردي مستقل كما يتم الادعاء ، بل هي بناء حياة مشتركة مع كافة الشعوب و الطوائف و الأديان في اجواء التعايش السلمي و المساواة في الحقوق .و الكورد لا يسعون إلى الانفصال بل هم اكثر قوة عسكرية تحافظ على سوريا من الانقسام بعكس القوى الاخرى التي تنطلق من نظرتها الدينية و الطائفة و التي تخدم الانقسام بانكارها لحقوق اغلب القوميات و الطوائف .
.
و في حال حدث التقسيم فإن الكورد ليسوا هم المسؤولين بل بالعكس فهم فعلوا كل ما في وسعهم من اجل بناء وطن ديمقراطي و لكن عقلية الإنكار المسيطرة على المعارضة و النظام هي التي تتسبب في انقسام سوريا و تدميرها .
.
الكورد اعلنوها و يعلونها علانية أنهم ضد التقسيم و يمدون أيديهم لكل القوى الديموقراطية من اجل بناء  وطن لكل السوريين . و لكن هل حقا هناك قوى ديمقراطية قادرة ان تكون شريكة مع الكورد و كل المكونات الاخرى في بناء وطن حر ديمقراطي يحقق العدالة و المساواة لكل القوميات و الشعوب و الطوائف و الأديان ؟.
.
.
نورالدين عمر
آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر