تخوف السعوديون من اجتهاد اوباما في الخليج، وولي العهد السعودي يزور واشنطن لوضع النقاط على الحروف.

حول العالم 06 يونيو 2016 0
تخوف السعوديون من اجتهاد اوباما في الخليج، وولي العهد السعودي يزور واشنطن لوضع النقاط على الحروف.
+ = -

كوردستريت – وكالات

.
ستكون الزيارة التي ينتظر أن يؤديها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى واشنطن بمثابة اختبار لمتانة العلاقات السعودية الأميركية ومدى قدرتها على تجاوز حالة البرود بانتهاء ولاية الرئيس الحالي باراك أوباما.

.

وقال محللون إن الزيارة ستكون مهمة بالنسبة إلى الرياض وواشنطن في آن واحد خاصة أنه من المتوقع أن يلتقي ولي ولي العهد السعودي مع مسؤولين أميركيين كبار ربما يكون بينهم الرئيس باراك أوباما وسط خلاف متزايد بين الحليفين القديمين.

.

ولا شك أن السعوديين يريدون من هذه الزيارة تقديم إجابة واضحة عن سؤال مهم: هل إن التحولات في الاستراتيجية الأميركية بالشرق الأوسط والخليج ناجمة عن اجتهادات أوباما وستذهب بذهابه، أم تحول في الموقف سيكون على الرئيس القادم اتّباعه، وسيكون للمحادثات التي ينتظر أن يجريها الأمير محمد في واشنطن دور مهم في تحديد نوعية التعاطي السعودي مستقبلا مع الولايات المتحدة.

.

ونتيجة هذه المحادثات إما أن تطمئن الرياض ومن ورائها بقية العواصم الخليجية إلى أن الأمر يتعلق بسحابة عابرة، أو ستشجعهم على المضيّ في خيار تنويع الحلفاء والشركاء اعتمادا على تبادل المصالح، وإعلام واشنطن أنها ستخضع لهذه المعادلة ولن تحتفظ بصفة الشريك ذي الأولوية المطلقة.

.

وأشار المحللون إلى أن الخلاف الأميركي السعودي ليس خلافا حول قضايا ثانوية يمكن تطويقها، أو التغاضي عنها ولفتوا إلى أن العقدة الآن هي هل يستمر التحالف تحالفا استراتيجيا أم يصبح تحالفا من ضمن تحالفات أخرى تحصل على نفس المعاملة دبلوماسيا وعسكريا واقتصاديا.

.

ولا شك أن زيارة شخصية مهمة ومؤثرة مثل الأمير محمد بن سلمان ستساعد في توضيح الصورة باتجاه السلب أو الإيجاب خاصة أنه الأقرب إلى فهم سياسات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والأقدر على التعبير عنها، والماسك بأبرز الملفات.

.

ويمسك الأمير محمد بملف النفط، فهو يترأس شركة أرامكو ولديه برنامج لتطوير أدائها، وإنهاء اعتماد المملكة على النفط وتحرير الاقتصاد ويشغل الأمير محمد أيضا منصب وزير الدفاع ويتوقع أن تتناول مباحثاته مع وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر وكبار المسؤولين الأميركيين قضايا اليمن، وسوريا، والأمن الإقليمي.

.

ويرى المسؤولون الأميركيون أن دورهم في حماية أمن شركائهم الخليجيين يكمن في توفير الأسلحة اللازمة لمواجهة الدور التخريبي لإيران، لكن دول الخليج تطالب واشنطن بإعلان مواقف واضحة والمساعدة على تبني قرارات دولية ملزمة تجبر طهران على عدم التمدد لكن إدارة أوباما رجّحت كفة الانفتاح على إيران على مطالب حلفائها في الخليج، وهذا مكمن أزمة الثقة بين الطرفين.

.

وعبّرت دول عربية خليجية من بينها السعودية في أحاديث خاصة عن خيبة أمل مما تعتبره انسحابا أميركيا من المنطقة في عهد أوباما سمح لإيران بتوسيع نفوذها خاصة بعد الاتفاق النووي الذي أبرم العام الماضي.

.

ولم تنجح جهود الوزراء الأميركيين أو أعضاء الكونغرس الذين يتوافدون باستمرار عل الخليج في تبديد مخاوف الرياض، خاصة بعد خطوات بدا أنها تهدف إلى ابتزازها مثل التلويح بالإفراج عن تقرير يشير إلى دور مفترض للسعودية في أحداث 11 سبتمبر.

.

ويؤدي وزير الخارجية الأميركي جون كيري زيارة للإمارات والسعودية في الثامن والتاسع من يونيو الحالي، لإجراء محادثات حول الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن وتنظيم داعش.

.
واعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي أن كيري، الذي ضاعف زيارته إلى الخليج في الأشهر الأخيرة، سيلتقي “مسؤولين حكوميين كبارا لمناقشة ملفات إقليمية ذات اهتمام مشترك، خصوصا سوريا وليبيا واليمن، وجهود التحالف ضد داعش.

.
ويشعر الأميركيون أن استراتيجية أوباما تجاه دول الخليج فتحت الباب أمام دول أخرى لخلافة الدور الأميركي مثل فرنسا وروسيا التي بدت أكثر قدرة وفاعلية في تفهّم مطالب الخليجيين في مختلف الملفات.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر