تركيا و كرد سورية , معركة لا تلقى الكثير من الاهتمام

ملفات ساخنة 26 أكتوبر 2013 0
+ = -


مجلة الأيكونومست البريطانية, الأربعاء 25 أيلول 2013
ترجمة : تمر حسين ابراهيم /

في مشفى حكومي في محافظة أورفا في جنوب شرقي تركيا ، أرتال من جرحى مقاتلي المعارضة السورية يُحدقون بخُمول إلى السقف . أصيب العديد منهم أثناء القتال ضد قوات النظام السوري , لكنً بعضهم يقول بأ نهم قد أصيبوا في معركة عنيفة غير مألوف ، ضد كرد سورية الذين ُقمعوا طويلا . الكرد، الذين سيطروا على سلسلة من البلدات و القرى في شمال شرق سورية بعد أن تركها طوعا رجال بشار الأسد ، الرئيس السوري ، منذ أكثر من عام ، ُيصر الكرد على أنهم ضحايا حرب بالوكالة والتي ُرتبت من قبل تركيا من خلال رجالها من المتمردين السوريين . تشمل هذه المزاعم المقاتلين الأجانب من جبهة النصرة و الدولة الإسلامية في العراق و الشام ، الميليشيات الإسلامية الراديكالية و التي لها سمعة عالمية سيئة في أساليبهم الوحشية .
” أزالت تركيا الأتراك الألغام ، قطعت سياج الأسلاك الشائكة لتسمح لهذه العصابات المسلحة ليأتوا عبر الحدود التركية ” اشتكى صالح مسلم (صاحب الصورة) ، زعيم حزب الإتحاد الديمقراطي ، المجموعة الكردية السورية التي تُديرالجيب الكردي المستقل على أرض الواقع. قال مقاتل من المتمردين السوريين ُيقاتل ضد الكرد لمراسلنا ” الحمد الله ، تركيا تعطينا بعض الأسلحة ” على الرغم من أنه أضاف أن فرنسا والمملكة العربية السعودية كانتا ” أكثر سخاء من ذلك بكثير ” . نفي الزعماء الأتراك أن يكون لهم أي دور في المعركة و يقولون بأن مزاعم السيد صالح مسلم بأن جماعته تقاتل المتطرفين الإسلاميين هدفها كسب التعاطف الغربي . بالإضافة إلى أن جبهة النصرة تشكل تهديدا لأمن تركيا ، و الغالبية العربية في سورية هي قلقة على نحو متساو حول دوافع انفصالية لدى الكرد ، إن لم يكن أكثر من ذلك .
لكن مزاعم بالمشاركة التركية أصبحت معروفة عبر المنطقة الحدودية . ” يعرف الجميع أي نوع من الأذى مسؤولة عنها السلطات التركية ” اعلن اسماعيل ارسلان ، رئيس البلدية الكردي لبلدة جيلان بينار، الحدودية الفقيرة التي يسكنها خليط من العرب و الكرد. قال حارس أمن في مخيم اللاجئين السوريين في جيلان بينار, أنه قد شهد المتمردين يعبرون المخيم لمحاربة الكرد في بلدة رأس العين و ما حولها. سيطرت قوات حزب الإتحاد الديمقراطي على البلدة السورية في تموز بعد قتال عنيف خلفت عشرات القتلى من الجانبين. يقول مسؤولون غربيون بأنهم عبروا عن قلقهم لحليفتهم تركيا بشأن دخول الجهاديين الاجانب القادمين إلى داخل وخارج تركيا . “أخبرناهم بأنهم يلعبون بالنار “، قال دبلوماسي اوروبي . تركيا ، و التي سكانها الكرد متململون منها ، هي قلقة بشأن مكاسب كرد سورية . يرتبط حزب الإتحاد الديمقراطي ارتباطا وثيقا بحزب العمال الكردستاني ,الجماعة المتمردة التي تحارب من أجل الحكم الذاتي الكردي داخل تركيا منذ عام 1984. يُشكل كرد سورية حوالي ُثلث القوة المقاتلة في حزب العمال الكردستاني ، و يُعتقد بأن العديد منهم قد عادوا لمساعدة حزب الإتحاد الديمقراطي في إدارة منطقتهم و محاربة أعدائهم . يُصر السيد صالح مسلم ، والذي يتحدث التركية بطلاقة و تلقى تعليمه كمهندس كيميائي في الجامعة التقنية في اسطنبول ، بأن شعبه يريد “علاقات سلمية و أخوية مع تركيا ” و ” ليست لديهم أية خطط من أجل الاستقلال على الاطلاق ” شبح دويلة ُيديرها حزب العمال الكردستاني هي من بين الأسباب الرئيسية التي دفعت رئيس الوزراء التركي ، رجب طيب أردوغان ، لإعادة فتح محادثات السلام في كانون الثاني مع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله اوجلان. كان الهدف هو أن يستخدم السيد عبدالله أوجلان( المعتقل منذ 14 عاما) نفوذه لإقناع حزب الإتحاد الديمقراطي بالإنضمام الى قوات المعارضة السورية والمساعدة في إطاحة الأسد . ُدعي السيد صالح مسلم مرتين إلى اسطنبول ، وكان آخرها في شهر آب، لنفس الغاية. ولكن حزب الإتحاد الديمقراطي يقول بأنه يعتزم البقاء ” محايدا “. هذا يعني لتركيا أن المجموعة ستواصل الوقوف إلى جانب الأسد . ناشدت تركيا أيضا مسعود برزاني ، رئيس الحكومة الإقليمية الكردية في شمال العراق ، للمساعدة في للحد من قوة حزب الاتحاد الديمقراطي . السيد بارزاني ، الذي لا يخفي نفوره للمجموعة قائلا بأنهم يستخدمون القوة ،اضطر إلى الحفاظ على جانبه من الحدود مع سورية مغلق بشكل جزئي . وقد ساعد ذلك في منع تدفق الأسلحة والمقاتلين من حزب العمال الكردستاني من قواعدهم الجبلية في شمال العراق الى المناطق الكردية السورية . ولكن هذا يعني أيضا أن المساعدات الإنسانية التي هي حاجة ماسة لا تصل إلى كرد سورية لأن الحدود تركيا مع المناطق التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي قد أغلقت أيضا. سجلت تركيا انتصارا متواضعا هذا الأسبوع بعد أن وقع حزب الاتحاد الديمقراطي و منافسوه من كرد سورية المنقسمين و الضعفاء ،و الذين يُعتبرون متحدين نظريا تحت المجلس الوطني الكردي ، إلى اتفاق مع الائتلاف الوطني السوري في اسطنبول . وتعهدت المعارضة السورية بمنح الكرد الذين يبلغ عددهم مليونان أوأكثر الحقوق السياسية و الثقافية في مقابل الحصول على دعمهم . يضحك السيد صالح مسلم ” حزب الاتحاد الديمقراطي ليس ملزما بالإتفاق ” . وهذا بدوره يعني أن الإتفاق لن يكون له أثر كبير على أرض الواقع .و ” الحرب داخل الحرب السورية ” ستستمر .
by A.Z.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك