تقرير خاص لكوردستريت حول جمعيات ومنظمات المجتمع المدني في عامودا

ملفات ساخنة 17 سبتمبر 2014 0
+ = -

 

تقرير خاص لكوردستريت عن جمعيات ومنظمات المدني في عامودا

                                      رغم الظروف تقدم الجمعيات نشاطات وخدمات مميزة للأهالي

خاص كوردستريت:

سعياً من شبكة كوردستريت الإخبارية في التعريف بالمنظمات والجمعيات الأهلية العاملة في المناطق الكوردية فقد خصصت تقريرا شاملا عن  عدد من الجمعيات المدنية في مدينة عامودا ضمن سلسلة للتعريف بها ونشر ثقافة العمل المدني والتي تعتبرها الشبكة جزءاً هاما من وظيفتها في أداء رسالتها الإعلامية.

 

توطئة و تمهيد ديمغرافي وتعريفي لمدينة عامودا:

 تعد مدينة عامودا من مدن محافظة الحسكة, وهي ناحية في أقصى شمالي شرق سوريا تقع على الحدود السورية-التركية, تتبع  لمنطقة ومدينة القامشلي, تبعد عن مركز المحافظة قرابة 80 كم. يمر فيها نهر صغير يدعى نهر “الخنزير”, ومعظم سكان  المدينة من الكرد السوريين.

 

عدد سكانها أكثر من / 47.206/ نسمة, معظمهم من الأكراد مع أقلية عربية ومسيحية, يعمل أغلبهم وبشكل أساسي في الزراعة, كزراعة القمح والشعير والعدس والقطن ومعظم الخضار الشتوية والصيفية والخريفية, وهناك قسم آخر من الأهالي يعملون بالحرف المهنية مثل: النجارة والحدادة والخراطة.

وهي من أقدم قرى ومدن المحافظة, والمؤشرات الحضارية تؤكد على وجود بشري آهل في منطقة عامودا جغرافياً من خلال وجود تلال أثرية منها تل عامودا وتل المال (موزان) وتل حطين (شاغر بازار)، وهذه التلول تم الكشف والتنقيب فيها عن الآثار فكانت تعود لحضارات قديمة عمرها يتجاوز ثلاثة آلاف سنة..

المساحة الإجمالية لمدينة عامودا تقدر بـ اكثر من 1 كم2  تتبع لها  160 قرية.

كما تعرضت هذه المدينة للقصف الجوي من قبل الفرنسيين عام 1937، حيث أحرقت فرنسا البيوت ثم أغارت بخمس طائرات على المدينة وكان الهدف هو في إخماد الروح الوطنية لدى أهالي عامودا وتهجيرهم إلى تركيا والقرى المجاورة. ويُعّرف هذا التاريخ بتاريخ ” طوشا عامودي “.

كما أننا لا ننسى بأن عامودا قدمت  لثورة الجزائر بتاريخ 13 تشرين الثاني 1960 أكثر من (250) طفل شهيد، احترقوا في السينما التي كانت تعرض فيلماً سينمائياً خصص ريعه للثورة الجزائرية.

عامودا الآن:

ورغم ما عانت عامودا من الويلات والعذاب وبعد أربعة عقود من الظلم من النظام الحاكم واشعال فتيل الثورة في سوريا بدأت عامودا بإعادة رونقها ونشاطها كونها تمتلك ومنذ القديم الكتاب والمثقفين في كافة المجالات, رغم تلك الظروف وقد كانوا من أوائل المشاركين في الثورة السورية الذين ثاروا في وجه النظام الدموي للخلاص من العبودية وتحقيق الحرية  ولم يفرقوا بين القومية والوطنية .

ولكن شباب عامودا  علموا تماماً بأن الثورة ليست بالخروج إلى المظاهرات ورفع اللافتات بل اتجهوا إلى إنشاء جمعيات ومنظمات ومراكز تابعة للمجتمع المدني لكونها تؤمن بالدولة المدنية التي يتمتع فيها جميع أبناءها بحقوقهم على حد سواء.

 

منظمات المجتمع المدني العاملة في عامودا

 

  • جمعية “نوجيان” لذوي الاحتياجات الخاصة

جمعية نوجيان لذوي الاحتياجات الخاصة  فهي تعتبر جمعية اجتماعية تعليمية تربوية تأسست  بداية العام 2013 وتهدف  إلى معالجة الأطفال ذي الاحتياجات الخاصة وترفيههم وتربيتهم.

وعملها  يقوم على إجراء الفحوصات الطبية للأطفال وإجراء التحاليل والأشعة , حيث أجرت عدة عمليات جراحية لعدد من الأطفال ولاقت دعماً ومساعدة كبيرة من الأطباء والصيادلة والمشافي.

وعمل الجمعية موزع بين أعضائها حسب اللجنان وكل لجنة تقوم بعملها الخاص بها وعدد أعضاء الجمعية فاق في بادياته على / 25 /عضوا إدارياً وأكثر من 50 عضو مالي ولكن بسبب الظروف الصعبة اضطر البعض منهم إلى السفر خارج البلاد.

 وإن هذه الجمعية لا تملك رئيساً فكل الإدارة بمرتبة واحدة, وحول ذلك كان لنا لقاء مع أحد أعضاء جمعية نوجيان وهي الإدارية “خولة رمضان” حيث وصفت لنا نشاطات الجمعية بأن النشاطات التي نقوم بها تعليمية ترفيهية تربوية صحية

وتابعت بالقول:” بأنهم ومنذ  القيام بعمل الجمعية تلقينا التشجيع من بعض الأهالي, واللوم والعتاب من البعض, بسبب تقصيرنا للبعض من المرضى بسبب العجز المادي للجمعية, وبسبب زيادة عدد مرضاها الذين تجاوزوا عددهم الـ  500  مريض في عامودا فقط”.

مشيرة إلى إنه ” ليست لدى الجمعية فروع في أي منطقة أخرى ولكن لهم النية بفتحها في بعض القرى والمدن القريبة من عامودا, إذا توفر الدعم المادي والأعضاء”

وأكدت بأنهم يعانون من نقص الدعم, وهذا يحد من عملهم وتقدمهم في إيصال رسالتهم.

وأكملت رمضان حديثها لكوردستريت بنداء  إلى جميع المؤسسات الإنسانية والاجتماعية بمد يد العون لهم ولكافة الجمعيات الخيرية في المنطقة

وتقول لهم: معاً لأجل مساعدة هؤلاء الأطفال.

 

  • جمعية “كوليشينا” للمرأة الكردية في عامودا

 

جمعية كوليشنا للمرأة الكردية في عامودا والتي وصفتها الناطقة الرسمية باسم جمعية ” منال الحسيني ” حيث قالت :”بعيداً عن الفكر الشمولي و الأفق الضيق, بعيداً عن الفكر الذكوري و الأجندات الحزبية و عن كل الأفكار التي تعيق سير تطور المرأة أو تمنع رقيها و مساواتها بالرجل, و قريباً جداً من الفكر الحر و إرادة المرأة وكلمتها و نظراً للظروف الراهنة و ضرورات المرحلة التي يمر بها مجتمعنا الكردي خاصةً و التحديات التي يواجها الكرد في كل زمانٍ و مكان و استجابةً لحجم تلك المهام الجسيمة الملقاة على عاتق كل فرد منا قررنا نحن Komita Jinên Kurd li Amûdê تأسيس الجمعية في 22شباط 2012.

وعن البدايات قالت الحسيني لكوردستريت: “قد أتت فكرة تأسيسها  مع بداية الثورة ضد نظام الطاغية بشار الأسد وذلك عندما أردنا أن نعبر في المظاهرات عن كلمة المرأة و إرادتها, فقررنا نحن ست نساء أن نؤسس إطارا يجمعنا سميت بـ لجنة النساء الكرد بحيث تكون هذه اللجنة مستقلة بعيدة تماماً عن الفكر الذكوري و الأجندات الحزبية نسعى من أجل تطوير المرأة في جميع مجالات الحياة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية كخطوة نحو مساواتها بالرجل”.

 

مؤكدة في حديثها عن أهداف الجمعية بأنهم يهدفون إلى السعي من أجل المساواة بين الرجل و المرأة في الحقوق و الواجبات دستورياً, وتوسيع مشاركة المرأة في الحياة من خلال توفير فرص العمل لها وفقاً لما تتمتع به من إمكانيات جسدية و مهنية و فكرية.

 

وذلك من خلال حث المرأة على التعلم وتطوير ذاتها ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً, وذلك بفتح دورات محو الأمية واللغات و خاصةً لغة الأم وأخرى مهنية مثل التمريض ,التطريز ,الحياكة , الخياطة ومساندة المرأة لتعزيز ثقتها بنفسها من خلال إقامة معارض فنية أو أمسيات شعرية أو ندوات فكرية تكون من نتاجها.

 

ولتخفيف عبء المسؤولية عن كاهل المرأة و خاصةً العاملة بإنشاء دور صباحية و مسائية خاصة برعاية الأطفال والعمل على توطيد علاقة المنظمة النسوية الكردية في عامودا مع باقي المنظمات النسوية الكردية في المناطق الأخرى وأي منظمات تدعم قضية المرأة و ذلك بدعوتهم للتبادل الفكري والتنظيمي للاستفادة من جميع الخبرات الموجودة بينهم, ورعاية الطفولة و الأمومة و خصوصاً الذين تعرضوا لضغط نفسي إثر ما تعرضوا له من نزوح أو اعتقال أو استشهاد ذويهم.

وأكدت الحسيني بأنه وبعد شهرين تم عقد الكونفرانس الأول في18-4-2012و انتخبت بالتصويت كناطقة رسمية للجمعية وقامت بشرح بعض نشاطاتهم بقولها “ندعم الطفولة أيضا بإقامة جلسات إسعافيه للمتأزمين نفسيا منهم جراء ما تعرضوا له من نزوح أو اعتقال لذويهم أو استشهاد, ونحاول أن نعلم النساء حِرفاً و مهناً لتتحرر اقتصاديا من سيطرة الرجل و لتشارك في إدارة أسرتها.

 

وحيال ما تقوم به لتنفيذ برامجها تقول منال الحسيني” بأنهم  يقيمون ندوات تثقيفية لرفع مستوى الوعي الاجتماعي و خصوصا في المواضيع التي تخص المرأة و نظرة المجتمع الذكوري لها. ويقيمون ورشات عمل في ثقافة المجتمع المدني و دورات تدريبية في مهن و حرف مثل التمريض و الخياطة و الحلاقة النسائية, وأيضاً يهتمون بالطفولة و ذلك بتشجيع مواهبهم بإقامة ورشات و دورات في الرسم و الموسيقا و المسرح و التمثيل, بالإضافة إلى جلسات دعم نفسي و اجتماعي للمتأزمين نفسياً.

 

كما وضحت لكوردستريت الناشطة في قضايا الدفاع عن المرأة “منال الحسيني”  بوجود عوائق تحد من تطورهم وتقدمهم بقولها “في الدرجة الأولى عدم توفر الكهرباء و عدم المقدرة على توفير مولد والمركز صغير جدا بالنسبة لحجم ونشاطات الجمعية و نضطر أحيانا إلى إقامة نشاط معين في مركز أكبر مساحة, وأكدت على أن العائق  الأهم وهو “الرجل الذي يعيق أحيانا تطوير المرأة سواء كان الأب أو الزوج او الأخ أو الأبن الذين يمارسون سلطتهم في مجتمع ذكوري بحت فيمنعونها من الحضور أو المشاركة في أي نشاط تقوم به الجمعية”

 

3-جمعية سولين لرعاية الطفولة

 

جمعية سولين لرعاية الطفولة حيث التقت الشبكة  برئيسة الجمعية “شهناز شندي” والتي قالت بأن الجمعية تأسست بداية عام 2014 م وهي  جمعية تطوعية  تعمل في مجال رعاية الطفولة من الجوانب النفسية و الاجتماعية و الثقافية و التربوية و البيئية, وتهتم  بفن التعامل مع الأبناء وفق الوسائل الحديثة في التربية، و تقوم بالتوجيه و الإرشاد, مقرها مدينة عامودا و تهدف إلى تربية الأطفال وإنقاذهم من أخطار المجتمع وتدفعهم نحو الحياة السليمة

وحيال نشاطات الجمعية أفادت شندي ” بأنهم يقومون بإعداد ورشة تدريبية على مدار يومي  في مركز “نوروز” لإحياء المجتمع المدني عن ( حقوق الطفل – الصدمة النفسية

“وكذلك  بإعداد ورشة تدريبية للدعم النفسي للأطفال النازحين, حيث شارك التلاميذ في فترة التحضير للامتحانات وإعطائهم بعض الدروس التعليمية وتهيئة التلاميذ نفسياً لتقبل ظروف النزوح حتى لا يؤثر على مردودهم التعليمي, وقاموا أيضاً بتحضير حفلة للترويح عن الأطفال والذي أقيم في مركز “نوروز” لإحياء المجتمع المدني من نشاط ترفيهي ومسابقات ثقافية, كما قامت بإعداد ورشة للرسم لبعض الأطفال عن مكافحة التدخين تحت شعار (الإقلاع عن التدخين مسؤولية الجميع).

 

مكملة حديثها ” قامت جمعية سولين بمشاركة الأطفال بإحياء عيد نوروز للترويح عن الأطفال والعيش بأجواء الفرح قليلا في 20-3-2014م , كما أعددنا حملة  بزيارة المدارس بغرض إرشاد الأطفال والحفاظ على البيئة من خلال حملة نظافة في المدارس, وفي بداية العطلة الصيفية قاموا أيضاً بفتح بعض الدورات المجانية للمرحلة الابتدائية  وإنشاء فريق لكرة الطائرة وتدريبهم.”

وفي ختام حديثها وجهت رئيسة الجمعية رسالة مفادها ورغبة في  إيصال صوت جمعيتها إلى كافة المنظمات والخيرين في البلاد وخارجها  إلى  ضرورة تقديم المساعدة للجمعية لتستطيع الجمعية إكمال مشروعها التطوعي التربوي والاجتماعي والخدمي بالشكل الأمثل.

 

4-مركز انوروز للمجتمع المدني

 

 ( مركز نوروز للمجتمع المدني ) تحدث لكوردستريت الإداري الحقوقي في المركز “عمر حاج نوري” بقوله: تأسس مركز نوروز في 1-4-2013 نتيجة تلاقي مجموعة من النشطاء الذين يؤمنون بالعمل المدني وأخذوا على عاتقهم نشر الثقافة المدنية, والمركز يتألف من 9 أعضاء موزعين على مكاتب (مكتب النشاطات – مكتب الأعلام -مكتب التخطيط والعلاقات) ولا يوجد لهم رئيس للمركز فكل الاعضاء بمرتبة واحدة.

وعن نشاطات مركزهم أفاد حاج نوري بأنهم وإلى تاريخ هذه اللحظة قاموا بـ 85 نشاطاً من ورشات تدريبية وندوات وأمسيات ثقافية وشعرية ومحاضرات ونشاطات للأطفال وللمعاقين بالإضافة إلى فتح مدينة للملاهي, منوهاً بأنهم يعانون من نقص في المعدات التقنية (أجهزة صوت -أنترنيت -أدوات مكتبية) وقلة المنظمات الداعمة وعدم وجود المورد المالي لتغطية النشاطات.

 

وتعد هذه الجمعيات وفقا لتقرير كوردستريت محاولة لنشر وتسويق هذه الجمعيات ونشاطاتها وإيصال صوتها ومعاناتها للعالم وبذكر هذه الجمعيات لم تنته في عامودا الجمعيات والمؤسسات, بل ما زال هناك عددٌ من الجمعيات والمراكز التابعة للمجتمع المدني مثل جمعية عامودا الخيرية وغيرها.

 

وترغب شبكة كوردستريت في أن يلاقي العمل المدني اهتماما أكبر من المنظمات الدولية والحركة الكوردية أيضا وأن تسعى في كل نضالاتها لنشر ثقافة المجتمع المدني والتي تأتي من خلال العمل المؤسساتي كالجمعيات.

……………..

 

 

 

 

 

 

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر