تقرير لـ”واشنطن بوست”: “داعش” على أبواب بغداد

ملفات ساخنة 29 يونيو 2014 0
+ = -

كوردستريت / رغم تأكيد حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نجاحها في التصدي لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش”, إلا أن وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث عن وقائع مغايرة تماما. ففي تقرير لها في 27 يونيو, أشارت صحيفة “واشنطن بوست” إلى أن ما وصفتها بانتصارات للولايات المتحدة إبان غزو العراق تحولت هذه الأيام إلى هزائم، وأن ست مدن عراقية ترددت أسماؤها في الصحف بشكل متكرر, قبل سنوات، عادت الآن لتتصدر العناوين من جديد. وأضافت الصحيفة أن هذه المدن تتمثل في كل من الفلوجة والرمادي بمحافظة الأنبار غربي العراق، والموصل وبيجي وتلعفر بمحافظة نينوى شمال البلاد، ومدينة بعقوبة بمحافظة ديالى شمال شرقي بغداد. وأوضحت “واشنطن بوست” أن هذه المدن الست تتساقط الواحدة تلو الأخرى بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”, أو “الميليشيات الكردية”, أو “مسلحي العشائر السنية”. وفي تقرير منفصل, أشارت الصحيفة أيضا إلى أن جنرالا عراقيا يقف عصر كل يوم في غرفة اجتماعات فخمة بالمنطقة الخضراء في بغداد ليدلي بتصريحات عن آخر التطورات العسكرية التي تشهدها بلاده. وأضافت الصحيفة أن المعلومات, التي يقدمها الجنرال قاسم عطا تختلف عما يجري على أرض الواقع بالعراق، مشيرة إلى أن رسالته صارت مألوفة بعد أسبوعين من الأحداث التي تمزق البلاد. وتابعت أن رسالة ذلك الجنرال تتمثل في الثناء على القوات الخاصة, التي تنفذ “عمليات نوعية” ضد مسلحي “تنظيم الدولة”, ولكن ما يقوله الجنرال يتعارض بشكل صارخ مع التقارير من الميدان، التي تؤكد مسلحي تنظيم الدولة باتجاه بغداد. وبدورها, كشفت صحيفة “واشنطن تايمز” أن مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” يزحفون على سد الحديثة غربي بغداد -ثاني أكبر السدود بالعراق بعد سد الموصل- وأنهم يحاولون تضييق الخناق عليه، وأن الجيش العراقي قد يلجأ إلى فتح بوابات السد, كخطوة استباقية, قبل أن يستخدمه “المسلحون” سلاحا بأيديهم. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 27 يونيو أن الجيش العراقي يجري استعداداته لاستخدام مياه السد الواقع على نهر الفرات لإغراق المسلحين أنفسهم، محذرة من أن خطوة الجيش- لو تمت- فإنها ستتسبب في إغراق الحديثة والقرى المجاورة والقوات العراقية المنتشرة في المنطقة برمتها. وفي تقرير منفصل, أشارت “واشنطن تايمز” أيضا إلى أن المسلحين يحاصرون بغداد، وأنهم يسيطرون على طريقين رئيسين من طرق الإمداد المؤدية إلى العاصمة العراقية، وأن المالكي يمر بحالة توتر، وأنه يعمل حتى الرابعة صباحا في كل يوم ويأمر موظفي مكتبه بغضب شديد بأن يتوقفوا عن مشاهدة القنوات التلفزيونية المعادية لحكومته. وفي السياق ذاته, أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن إيران تقوم بشكل سري بتوجيه طائرات استطلاع بدون طيار من أحد المطارات في بغداد، وأن طهران تزود القوات العراقية بأطنان من المعدات العسكرية والإمدادات الأخرى. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 27 يونيو أن هذا الدعم الإيراني لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي يشكل حالة نادرة تشترك بها طهران وواشنطن لتحقيق هدف قريب يتمثل في مواجهتهما مسلحي “داعش”, الذين استولوا على مدن عراقية في حرب خاطفة، وسط حذر الجانبين الإيراني والأميركي المتبادل, وتنافسهما على النفوذ بالمنطقة. وتدور المواجهات في العراق بين مسلحين من أبناء العشائر ومعهم عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة, والقوات الحكومية المدعومة من ميليشيات ومتطوعين من جهة أخرى. وسيطر المسلحون على مناطق عدة في شمال وغرب وشمال شرق العراق، إضافة إلى معابر حدودية مع سوريا والأردن. وكانت الحكومة العراقية أعلنت في 10 يونيو أن مسلحين ينتمون لتنظيم “داعش” سيطروا على مدينة الموصل بمحافظة نينوي في شمال البلاد بالكامل, بعد أن سيطروا في وقت سابق على محافظة الأنبار في غرب العراق. وبدورها, ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الفوضى دبّت في الموصل بعد “فرار” الجيش العراقي منها، محذرة من أن المسلحين يتقدمون بقوة في مناطق شمال ووسط العراق, باتجاه العاصمة بغداد. وحسب شهود عيان, سيطر المسلحون أيضا في 10 يونيو على ناحيتين في محافظة صلاح الدين وسط العراق, فيما قال متحدث باسم قوات البشمركة الكردية إن قواته تسيطر تماماً على محافظة كركوك النفطية في شمال العراق, بعد أن تخلى الجيش الاتحادي عن مواقعه فيها. ورغم أن حكومة نوري المالكي اتهمت من سمتهم “إرهابيي داعش” بالسيطرة على بعض مدن شمال ووسط العراق, وطلبت مساعدة عسكرية أمريكية, كما استعانت بقوات إيرانية للتصدي لهم , إلا أن محافظ نينوى أثيل النجيفي خرج بمفاجأة في وقت سابق قال فيها إن المجموعات المسلحة التي سيطرت على الموصل ليست كلها منضوية تحت تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، مشيرا إلى وجود مجموعات كثيرة شاركت في العمليات, التي أدت لانهيار الجيش بشكل كامل في المدينة في 10 يونيو. وأشار النجيفي في حديثه لبرنامج “المشهد العراقي” على قناة “الجزيرة” في 11 يونيو إلى وجود عدة مجموعات شعبية رافضة للعملية السياسية في العراق, شاركت في العمليات العسكرية التي شهدتها الموصل, وأصبحت تسيطر على مناطق عدة بالمدينة. ويتفق محللون على أن السياسات الطائفية للحكومة ذات الأغلبية الشيعية في بغداد, التي يرأسها نوري المالكي, هي السبب الأساسي في تمزق العراق وخروج مدنه “السنية” عن سيطرة الحكومة المركزية.
المصدر: المصريون

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر