تلبية لنداء الضباط الاحرار

آراء وقضايا 16 مايو 2020 0
تلبية لنداء الضباط الاحرار
+ = -

كوردستريت || آراء 

تسع سنوات مرّت على انطلاقة اولى صرخات الحرية في ساحات سورية التي امتلأت بالدماء فتناثرت احلامنا على تخوم دول اغلبها رفع صوته عاليا بضرورة اسقاط الاسد ورويدا رويدا خفضت الاصوات وخفتت ولكن دون ان نفقد الامل رغم خساراتنا الكبيرة لاجمل شباب وشابات سوريا الاحرار واروع ضباطها وثوارها وقاداتها الوطنيين الشجعان . بالتاكيد هنالك اسباب كثيرة لما وصلنا اليه ساتطرق اليها في مقال اخر لكن تشكيل اول جسد معترف به للمعارضة ماسمي بالائتلاف السوري الذي لم اقتنع به يوما هو اولى خطوات البناء الهش الذي لا رؤية هندسية حقيقية له ولا رؤية ثورية في وجوه من اسسه واي خبير بعلم الفراسة كان سيكتشف بسرعة في قاعة الاجتماعات في اسطنبول ان هناك مؤامرة او خطة خبيثة وراء هذا المشروع وجعجعة مايسمى الائتلاف والاعتراف بهم كممثلين للشعب السوري و لقد انضم العديد من المندسين لهذه التجارة ليس على مستوى افراد فقط بل على مستوى احزاب مرتبطة بالاجندة الخارجية واللا وطنية فكانت اولى لبنات سرقة ثورتنا دون الالتفات للمذبحة السورية اغتيال وتهجير وابعاد للشخصيات الثورية والوطنية التي تعمل على الارض لقد انضم العشرات لائتلاف قوى المعارضة كل حسب نواياه التي لم يكن هناك فاحص او جهاز سكنر ضميري لتمريرهم من خلاله، لكن على اية حال تاسس الائتلاف السوري واصبح ممثلا للشعب السوري او هكذا اراد له ان يكون وباحتكاره هذا التمثيل وبتكتلاته العرقية والمذهبية بقيادة العقلية الاخوانية القادمة من سرقة تنسيقيات الثورة وجيشها الحر بدأت اولى خطوات تغيير المسار كما هو مرسوم من قبل القوى او الشخصيات الخارجية المتحكمة بالملف السوري .
اريد التنويه هنا ان مؤتمر انطاليا الاول عام ٢٠١١ كان اكثر تمثيلا للثورة من اي مؤتمر آخر رغم ملاحظاتي على بعض حيثياته الا انني ادركت فيما بعد ان عدم الهيمنة عليه من قبل جماعة الاخوان المسلمين كان السبب في تهميش المؤتمر ومجلسه القيادي بشكل عام .
لقد تسبب الائتلاف في خسارات كبيرة واضاع البوصلة التي تشير للتوجه الأساسي بالنسبة للشعب السوري من دعم ثورتهم والتأكيد على أهدافها خصوصا بعد خروج المتظاهرين على الارض مؤكدين أنهم لا يثقون بالائتلاف السوري المعارض ويجب اسقاطه رغم كل مايتعرض له الشارع الثوري من ضغوطات داخلية واقليمية .
وماهو واضح الان مااشرت اليه قبل سنوات بان هذا الائتلاف او التجميع التوافقي للاجندات الخارجية الغير سورية لايمثل الثورة السورية الوطنية خاصة بعد ظهور منصات القاهرة وموسكو واتفاقات سوتشي واستانة وبدء مسلسل انسحابات العديد من الشخصيات البارزة من هذا الجسد المترهل والذي نخره الفساد والمحسوبيات ولم يعد يمثل احلام الثورة والثوار الذين قدّموا دمائهم رخيصة في سبيل الخلاص الوطني . وبعد تحرير اغلب الاراضي السورية بدماء ضباطنا المنشقين واحرارنا الثوريين عدنا اليوم نتلمس رؤوسنا في ادلب وعفرين وونترحم على ايام ابطالنا الميامين فتعقدت سبل توحيد جهودنا من جديد وتبدلت الاصطفافات الاقليمية وتغيرت الاهتمامات العالمية وتشكلت حروب اخرى عبثية وانتقلت كاميرات محطات كالجزيرة الى دماء مخضرة تازة في اليمن وباقي بقاع العالم بعد ان اصبح الدم السوري باردا بحسب تغطياتهم فغدوا يتغزلون بقاتل اطفالنا قاسم سليماني . تعقدت الامور كثيرا وتشتت الرؤية لكن ارى ان لاعادة سوريا وطنا حرا عظيما من جديد لاطريق امامنا سوى التمسك بالرؤية الوطنية وحدها ونعزز من دور رجالاتها.
وفي خِضمّ الطريق الشائك الذي سلكناه نحو الحرية تمت دعوتي لمؤتمرات اولتجمعات او مبادرات عدة اتاحت لي اللقاء بالعديد من الشخصيات الاعلامية اوالسياسية او الثورية من كافة المكونات السورية ومن خلال تجربتي الشخصية و ماتلمسته من خلال عملي لسنوات ضد نظام الاسد الاب والابن وتجربتي المتواضعة فلقد رايت في الضباط المنشقين مالم اراه في العديد من الشخصيات السياسية السورية او المعارضين لنظام الاسد بل كنت اراهم دائما اقرب للثورة من المعارضة اراهم اكثر وضوحا من ممارسات بعض السياسيين السوريين او الدخلاء على السياسة السورية وماتهميشهم من قبل جميع القوى بما فيها الاقليمية الا احد تلك الاسباب ، وبالرغم من انكساراتهم و حكاياتهم العديدة في مسيرة الضباط الاحرار والجيش السوري الحر والخيبات التي تلقوها من بعض المتسلقين على الثورة وغيرها من الاخطاء والعثرات الثورية والعفوية وقلة الخبرة في مسيرة حافلة بالعطاء كهدف اسمى لهم اذ علينا ان لاننسى ان انشقاقهم ووقوفهم الى جانب الشعب السوري الحر هو بحد ذاته قرار مشرّف فرغم امتيازاتهم السابقة رضوا ان يكونوا إما مقاتلين على الجبهات او مهمشين في المخيمات .
اعتقد ان جميع الضباط المنشقين او اغلبهم كانوا ثوريين ووطنيين لا يفرقون بين المكونات السورية ولايحلمون سوى بالعودة الى قطاعاتهم بعزيمة وهمة من جديد مازلت اذكر اولى انشقاقات الاحرار ايام تشكيل حركة الضباط الاحرار وتنسيقي فيما بينهم بسبب بعدهم عن بعضهم البعض ووجود بعضهم بالمخيمات حيث طلبوا مني قراءة اول بيان علني للحركة مؤكدا حينها البطل حسين هرموش ان لافرق بين كردي وعربي جميعنا ابناء وطن واحد، ان هؤلاء الذين لم يملكوا فكرة حقيقية او عملية عن العمل السياسي ولم يتوقعوا تماما مستقبلهم بعد تركهم لمواقعهم لدى النظام السوري قرروا الانشقاق كي يكونوا مع المظلوم ضد الظالم وقد حاول بعضهم ان يطور مهاراته الاعلامية لكنه فشل مصدوما بواقعنا السياسي المشؤوم والمنافسة اللاشريفة وجد نفسه محكوما بالنهاية برؤى واجندات خارجية فمساحة الحركة لديه لا تترك له مجالا للعمل باستعادة قراره السياسي الوطني وتقديم ما يصبوا له وتحقيق ماتمناه عندما قرر الانشقاق عن نظام مجرم استبدادي و مهما كانت درجة التفكير بكل تلك المسيرة ومع تأزم اوضاعهم تحول ضباطنا الاحرار الى معتقلين لكن دون سجن حقيقي وأُجبر بعضهم للعمل تحت امرة بعض العملاء والمتطرفين وبعضهم الآخر في بلدان المهجر يموت وجمرة الشوق لتراب سوريا حرة تحرق كبده قبل خطواته في كل مسير . وانا شخصيا مع اعادة الهيبة لضباطنا الاحرار وتلبية نداء مبادراتهم للوصول لهيئة حكم انتقالي حسب مقررات جنيف او مجلس عسكري انتقالي او اي اجماع يرونه مناسبا لاستعادة زمام المبادرة و استعادة قرار سورية السياسي واستقلاله وإبعاد شبح التقسيم فهم فخر الوطن السوري الجديد وعزّته واهتزاز هيبتهم هو اهتزاز لهيبتنا لذلك كنت ولازلت كما عاهدت رفاقي الضباط الشهداء الذين افتقدهم اليوم اؤيد اي مبادرة من ضباطنا المنشقين وادعوا الجميع لدعم مبادراتهم فانا اثق باغلبهم ثقة تامة واعلم تماما ان الضباط المنشقين عن هكذا نظام شوفيني مجرم امينون ومؤتمنون وسيمثلون تجربة شبيهة بالتجربة السودانية للتغير وسيعملون دائما على تسليم السلطة لسيادة الشعب .
حسن شندي
16.05.2020

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر