توقف الفيس بوك .. فتوقفت الحياة!

آراء وقضايا 15 مارس 2019 0
توقف الفيس بوك .. فتوقفت الحياة!
+ = -

كوردستريت|| مقالات

.
خالد الناهي

.
هل قطع الاوكسجين عنا ؟ أم ان هناك انباء عن حدوث إعصار قادم؟ او ربما سيحدث خسف في السماء وتقوم الساعة؟ هذا ما يفهمه أي شخص يفتح صفحته في الفيس او الماسنجر، ويشاهد مئات الرسائل التي تقول له ابعثها لجميع اصدقائك والا سيغلق حسابك، وأخرى تقول أرسلها لعشرين وتجنب تهكير حسابك، اما صفحات الفيس، تجدها مضحكة مبكية، عندما تجد أصحابها يستجدي التعليق كأن حياته تتوقف على ذلك.

.
لكن عندما تعرف السبب، يبطل العجب، الحمد لله لم تقم القيامة، ولن يكون هناك إعصار، فكل ما في الامر ان الفيس بوك توقف لساعات معدودة.
ربما البعض يقول ماذا في ذلك! فالشباب شعرت ان أحد وسائل التواصل مع العالم الاخر قد فقدها، لذلك كانت ردة فعلهم بهذه الطريقة.
ان عالم التواصل الاجتماعي، عالم افتراضي، وشخصياته غالبا وهمية او انها تظهر نفسها خلاف حقيقتها من اجل غايات واهداف معينة، لذلك جعلها مسيطرة بهذا الشكل، لدرجة اننا شعرنا بالرعب عندما احسسنا اننا سنفقدها، هذا يدل على تبعيتنا لوهم يحركنا، ويحدد خيارتنا، دون ان نشعر بذلك.

.
اما الرسائل التي استخدمت (أرسلها لعشرة، والا سيحدث لك ذلك ومثيلتها) وتفاعل عدد غير قليل معها، والبعض منها شخصيات تعتبر نفسها قادة مجتمع، ينبأ بأننا مجتمع كثير منه جاهل، بالرغم من كثرة الشهادات التي فيه، فهذه التصرفات تذكرنا بأيام الدجل والشعوذة، عندما يطلب المشعوذ من المرأة أن تأتي بدجاجة سوداء، وشعرة من ابط زوجها، ومن ثم تسلم نفسها للمشعوذ، من اجل منع زوجها من الزواج بأخرى.
في نفس الوقت ردة الفعل هذه، وتفاعل كثير من الشعب مع الرسائل، بهذه الكيفية، جواب لسؤال، طالما يطرح
لماذا الشعب لم يستطع اختيار الاصلح ليمثله في البرلمان؟
شعب يحركه عالم افتراضي، ويتفاعل مع كلام جميعنا يدرك بأنه غير صحيح، كيف له ان يختار قائد ناضجا ليخلصه مما يعاني منه، كيف له ان يميز بين من يقول العراق أولا، ويجب ان يكون العراق سيدا لا تابعا، وبين من يحاول افهام الشعب، بأن بقاءه مرتبط ببقاء الدولة الفلانية، وتبعيته لها؟!

.
من الواضح ان ما حدث في الفيس من انقطاع، وما جاءت من رسائل هي مقياس لدرجة الوعي لدى الشعب، ومعرفة ردود افعاله مع الشائعات، ونحن متأكدين ان النتائج كانت مفرحة ومبهرة بالنسبة لهم.
فقد اثبتنا بأن الجهل معشعش فينا، ولن نقبل ان يفارقنا.
  

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر