حزب “الوحدة ” .. ماضون في السير بالمرجعية الكردية بمشاركة كتلة سعود أو بدونها

بيانات سياسية 09 يناير 2015 0
+ = -

زاوية نقاط على حروف*

ملايين الكُـرد على امتداد خارطة العالم , ولا سيما كُـرد سوريا، تابعوا بشغف جلسات ولقاءات “دهوك” وباركوا لساستهم على المنجز التاريخي يوم خرجوا إلى الأضواء وأعلنوا عن توصلهم إلى صيغة لترتيب البيت الكردي السوري برعايةٍ من رئيس اقليم كردستان العراق ومباركةٍ من الأطراف الشقيقة والصديقة , في هذه المرحلة الدقيقة التي يتم فيها إعادة تشكيل خارطة المصالح والتوازنات في البلاد كما في عموم المنطقة , لكن التاريخ يأبى – على ما يبدو – أن تسجّل المنجزات بأسماء القاصرين ، إذ بدأ الخلاف في المجلس الكردي لدى ترجمة أولى خطوات الاتفاق , على عدد الكراسي أولاً ! ، ومن ثم على عدد الموالين! ، ثم على عدد المنتفعين! ، ثم انحدر البعض الى درك التهمة والتخوين الذي هو بداية الانحطاط والمدخل إلى فناء الذات (ونقصد ذات المجلس).
.
لا زالت التهمة بـ / الخيانة / موزعة بالتساوي بين ممثلي المجلس الوطني الكردي الاثنا عشر طالما لا تتوفر الأدلة والقرائن ضد أي طرف وطالما لم يعترف أي متهم , وما حدث من فرقعات في المواقع وتصريحات وصخب على الشاشات, انما هو كبت إعلامي مراهق يتفجر على مشاهدة العورات السياسية وعهر ولامسؤولية البعض من المتحزبين ليس إلا .
.
وما تكاتُفُ ستة أحزاب ضد ثلاثة منها هم قوام المجلس واتخاذ عقوبة الفصل بحقها من المجلس ومن الائتلاف ومن المرجعية دون أية وثيقة إدانة , ودون محاكمة , ودون دفاع , ودون استئناف ودون أي رادع أخلاقي ، وتعيين ثلاثة اشخاص بدلاً من ممثلي الأحزاب الثلاثة…! لا يصنف إلا تحت بند العبث بالمصلحة القومية وافشال “دهوك”.
يذكر أن التهمة هي عدم الوفاء بعهد المجلس والتصويت لصالح مرشحي TEV-DEM الشريك المفترض في المرجعية العتيدة ، لكن الغريب أن الذين يتشدقون بالعهد والميثاق ويتباكون على المجلس هم من عطّلوا المجلس لعام ونيف , وهم من تواصلوا سراً ودون علم المجلس مع تف- دم وطرحوا تقسيم الادارة معها فيفتي- فيفتي ، على أنهم حزب كبير دون باقي المجلس , وطرحوا في أسواق الاعلام عبارة الحزبين الكبيرين !! ، والأغرب أن قناة “روداو” التلفزيونية قد أعلنت عن أسماء / المجرمين / وعن العقوبة قبل تشكيل اللجنة والنطق بالحكم بأيام !.
.
من جهتنا كحزب سياسي يسعى الى تغليب التناقض الرئيسي على سواه وتقديم مصلحة الكل على مصلحة الحزب ، إذا عاهدنا فلن نخلّ بالتزاماتنا الأخلاقية يوماً , وإذا أقدمنا على فعلةٍ لن نتوانى عن الإجهار بها ، وفي انتخابات المجلس موضوع النزاع لسنا نحن من أخلّ بالعهد رغم أن النتيجة لا ترتقي الى درجة التهمة والتخوين في ثقافتنا الحزبية أصلاً, فتحنا قلوبنا كصفحات بيضاء وتركنا في الخلف كل السفاهة والإسفاف وكل التسطيح والتقزيم وكل المكائد والطعون التي يجيدها بإتقان من تشرّب من ثقافة عصر الحرب الباردة من بعض قيادات الأحزاب الأخرى ، فاستقبلنا ” دهوك ” بالزغاريد والورود, وظننا لوهلةٍ أن عصر الأنا ” السفلى” والأنا ” الحزبية ” قد ولّى والعصر الكردي المتحضّر قد دنا من الأعتاب ، لكن الضوضاء الذي أثير من جديد حول موضوعٍ هو أسخف من أن يثار أصلاً، أيقظنا من الحلم الجميل على الواقع المرير مرةً أخرى .
.
من أدلى بصوته لصالح شريكه بدلاً من حليفه (كائنا من كان) ربما يكون قد أخلَّ بوعده أو نكث بعهده لكنه ليس بخائن قطعاً، لأنه مارس التصويت السري الذي يمنحه حرية الاختيار حسب أعراف الديمقراطية , ماذا نقول – إذاً- للجمهوري الذي يصوت لمشاريع الديمقراطيين في أمريكا ؟ ، هل نتهم “برنارد كوشنر” الاشتراكي الذي اشترك في حكومة اليمين بالخيانة ؟ ، ثم إن الخيانة هو أن تتعامل مع جهات معادية ، فهل Tev-Dem هي جهة معادية ؟ ، اذا كان الأمر كذلك لماذا نتشارك معهم ؟ ، واذا كان حزب الوحدة / خائناً / لماذا تراكض قادة المجلس الموقرّ تلبية لمبادرته وأقروا بصوابية رؤيته وسياساته (المرجعية السياسية الكردية, التعامل الايجابي مع تف- دم والإدارة , الاقرار بدور وحدات حماية الشعب وتثمين تضحياتها , المناطق الكردية في سوريا وحدة إدارية , الإدارة الذاتية بدلاً من شعارات الكثيرين في الفدرالية وما الى ذلك , ….) ،
.
ثم إذا كان الأعضاء الخمسة عشر لكل طرف سيصوتون دوماً لصالح مجلسهم فان المرجعية ستكون عاجزة عن اتخاذ أي قرار بالأغلبية ولا داعي لهكذا مرجعية أصلاً.
.
نعلن هنا للملأ بأننا متمسكون بالمرجعية السياسية وباتفاق “دهوك” وأن الهدف من وراء هذه الجعجعة هو الإجهاز على الاتفاقية وإجهاضها عبر النيل من سياسة ودور حزبنا المعروف في الساحة الكردية والكردستانية ، لا سيما بعد جولة سكرتيره وسلسلة لقاءاته مع الأطراف الكردستانية ومساعيه من أجل العمل المشترك ونزع فتيل التوتر والمهاترات. وسندوّن في الذاكرة السياسية أن ثمة جهاتٍ وأوساطٍ لا تروق لها وحدة الصف الكردي السوري ، ومنتفعون هم من حبكوا خيوط اللعبة وأوعزوا لأزلامهم بضرورة إفشال إتفاق دهوك والعودة مرة أخرى الى سياسة المحاور والتوتير مع حركة المجتمع الديمقراطي خدمةً لأجندات خاصة .
.
عفواً ” دهوك ” لسنا نحن من يشوّه جمالكِ ويغدر بكِ لحظة البدء بطقوس ميلادك المنتظر والمأمول.
.
* جريدة الوحـدة – العدد / 257 / – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي)
آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك