جمال حمي : ” الإدارة الذاتية ” منبوذة من جميع الأطراف والكل يريد القضاء عليها

آراء وقضايا 06 نوفمبر 2021 0
جمال حمي : ” الإدارة الذاتية ” منبوذة من جميع الأطراف والكل يريد القضاء عليها
+ = -

كوردستريت|| آراء وقضايا 

بقلم  جمال حمي

ما يسمى بالإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا لم تكن تجربة فريدة من نوعها ينبغي أن تُعمم في دول العالم كما كان يروج لهذا صالح مسلم وألدار خليل وإلهام أحمد وبقية الجوقة على وسائل الإعلام ، بل كانت حالة شاذة في سوريا وماتزال ، وما كان ليُكتب لها النجاح أو الإستمرار قط ، وستسقط عاجلًا أم آجلًا وستصبح من الماضي وذلك لأسباب منطقية وأهمها :

أنها حاولت ولسنين عديدة أن تظهر نفسها على أنها الطرف الثالث في سوريا وأنها ليست محسوبة على النظام ولا على المعارضة أيضًا وهذه حالة شاذة أو ربما نشاز أيضًا ، فكلنا بات يعلم أن سوريا منقسمة مابين موالاة ومعارضة وهذه هي سوريا منذ سنوات عدة وإلى اليوم ، ومن يقول أنه ليس مع الموالاة ولا مع المعارضة فهذا يعني أنه يخرج نفسه من المعادلة السورية كلها ولا مكان له في سوريا المستقبل ولا وزن له أو دور في أية طاولة حوار بين الأفرقاء السوريين .

أضف إلى هذا وذاك أنها منبوذة من جميع الأطراف والكل يريد القضاء عليها ، النظام السوري من جهة يتوعدها بالدعس بالبوط العسكري ومن جهة أخرى تركيا والمعارضة السورية أيضًا يتوعدانها بالويل والثبور وعظائم الأمور ناهيكم عن أن معظم الشعب الكوردي في سوريا يرفضها بسبب ممارساتها ، وبالتالي هي أوجدت لنفسها أعداء وخصوم كثر ، فالنظام يتهمها بالخيانة والعمالة لأمريكا والمعارضة السورية تتهمها بالخيانة والعمالة للنظام السوري وتركيا تعتبرها إمتدادًا لتنظيم PKK الذي تصفه بالإرهاب والكثير من أبناء العشائر العربية في سوريا تكرهها وتلعنها لأنها قتلت الكثير من أبنائها الذين كانوا في صفوف داعش وحتى أمريكا التي تدعمها تصف القوات العسكرية التي تديرها – قسد – بالمرتزقة وأنه لايهمهم سوى الإرتزاق وأنهم يقاتلون من أجل المال فقط ، وأغلب الشعب الكوردي في سوريا يتمنى زوالها اليوم قبل الغد ، علاوة على ذلك أنها فشلت فشلًا كبيرًا في إقناع دول العالم بالإعتراف بها ، والعالم محق في هذا لأنها حالة شاذة ونشاز ولا أساس قانوني ودستوري وشرعي لها ، تكونت وتشكلت بفعل الحرب الأهلية في سوريا وستزول بزوال الحرب ولا يوجد عندها أي برنامج سياسي حقيقي يمكن النظر فيه .

فالمعارضة السورية لديها مشروع وهو الإطاحة بالنظام السوري والإتيان بنظام جديد ليحكم سوريا وكذلك النظام السوري يقاتل من أجل إستعادة سلطته على كامل الآراضي السورية والقضاء على المعارضة ، أما مايسمى بالإدارة الذاتية فهي تريد الحفاظ على ما تسميه بمكتسباتها ولا ندري ماهي هذه المكتسبات مع أنها لم تطلق طلقة واحدة نحو النظام السوري ولم تستولي على هذه المناطق بقوة السلاح من النظام السوري بل إستلمتها من النظام وفق محاضر إستلام وتسليم وقعت عليها .

وعليه فإن أمامها خيارين إثنين لاثالث لهما ، أما أن تعيد الأمانة إلى النظام السوري أو تخوض مواجهة دامية مع تركيا تبدأ بالتضحية بآلاف شباب الكورد ومن ثم هروب القيادات عبر الأنفاق إلى أوكار قنديل وهي محملة بملايين الدولارات التي سرقتها وتنتهي بأن يكون مصير هذه المناطق كمصير آخواتها – رأس العين وتل أبيض وعفرين ، أما أن يكون للإدارة الذاتية مكان في سوريا المستقبل ، فهذا محالٌ محال ولايصدق هذا إلا من كان خفيف العقل أو من يستخف بعقله .

أذكر أنني كتبت مقالة في عام 2013 بُعيد الإعلان عن إنشاء إدارة ذاتية في شمال سوريا من قبل حزب الإتحاد الديموقراطي PYD وقلت فيها أن هذه الإدارة وهمية وأتت بتخطيط من النظام السوري نفسه والغاية من هذا إيهام الشعب الكوردي في سوريا بأن حزب الإتحاد ومن خلفه تنظيم PKK يعملون من أجل إقامة حكم ذاتي للكورد أو فيدرالية حتى يلتف حولها بسطاء الكورد وينخرط فيها شباب الكورد ومن ثم سيتم إستخدامهم لاحقًا ضد الشعب الكوردي ولتشتيت الحركة السياسية الكوردية في سوريا ومن أجل القضاء على ثورة الكورد ضد النظام السوري وإخمادها ومن أجل تهجير وتشريد الكورد في أصقاع الدنيا والقضاء على الوجود الكوردي في سوريا ولخلق عداوت مابين الشعبين الكوردي والعربي في سوريا ، ومن أجل تقديمهم قرابين .

وقلت أن المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية هي مناطق نفوذ وسيطرة للنظامين السوري والإيراني يديرها تنظيم PKK و PYD بالوكالة عن النظام السوري ، إستلماها منه وفق محاضر إستلام وتسليم وسيتم تسليمها بعد القضاء على الثورة السورية وبحسب ماكان يخطط لهذا النظام السوري ، وهذا ما أثبتته الوقائع والأيام ، لكن يبدو أن دخول أمريكا على الخط ومماطلة تنظيمي PKK و PYD في التسليم وشراهتهما في أخذ ملايين الدولارات من أمريكا كان سببًا في تأخير أو تأخُر مسألة التسليم وهذا ما أغضب النظام السوري ودعاه إلى وصفهما بالخونة وتوعدهما بالدعس بالبوط العسكري ، ولعل
تصريحات القيادي في تنظيم PKK جميل بايك الآخيرة لصحيفة النهار اللبنانية كانت بمثابة تجديد العهد والولاء للنظام السوري وطمئنته بأنهم سيعيدون له الآمانة .

جمال حمي

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك