جمال حمي : ماذا سيكون مصير الذين تعلموا في مدارس الإدارة الذاتية بعد ان تعود سوريا موحدة ؟

كوردستريت || آراء 

بقلم جمال حمي 

سألني قبل قليل أحد أتباع الإدارة الذاتية ، ماذا نسمي ، عندما الادارة الذاتية تدعوا الى الأمة الديمقراطية و في نفس الوقت تسعى الى اتساع رقعة الثقافة الكردية من فتح الجامعات و المدارس باللغة الكردية .
هل تعتبر هذا حنكة و دهاء ؟

فقلت له :

لا هذا ولا ذاك بل هذه جريمة أخرى تضاف الى جرائمها بحق الكورد والتي لاتعد ولا تحصى .

فقال لي :

هل هذا حقد اعمى من( مثقف) ؟؟

فقلت له :

لا هذا ليس حقد ، ثم أنا رجل بسيط على باب الله ولست مثقف ، على كل حال سؤالك يحتاج إلى مقالة وشرح مفصل ترقبها لاحقًا لأبين لك أين هي الجريمة .

وها أنا أرد عليه بمقال كما وعدته حتى تعم الفائدة على الجميع .

-أن تقوم الإدارة الذاتية بفتح مدارس وجامعات وتقدم مناهج كاملة باللغة الكوردية فقط ولا تضيف إلى مناهجها حصة واحدة لتعليم اللغة العربية ، فهذا يعني أننا أمام جريمة بشعة ستدفع الأجيال القادمة التي درست في هذه المدارس ثمنًا باهظًا لأنها درست في هذه المدارس وللأسباب المنطقية والجوهرية الآتية :

أولًا : اللغة العربية هي لغة التواصل بين السوريين جميعهم كورد – عرب – سريان – آشور – أرمن – شركس وغيرهم ، وبما أن الإدارة الذاتية لا تسعى إلى الإنفصال عن سوريا بل تناضل وتقدم آلاف الشهداء من أبناء الكورد من أجل وحدة تراب سوريا وهذا ماتصرح به دومًا ، آلايحتاج هؤلاء الطلاب إلى تعلم اللغة العربية قراءةً وكتابة حتى يستطيعوا التواصل مع باقي أبناء سوريا ؟

ثانيًا : بما أن الشهادات التي تصدر عن مدارس هذه الإدارة الذاتية غير معترف بها في سوريا وغير معترف بها حتى في جميع أنحاء العالم ، فما فائدة هذه الشهادات إذا كان غير معترف بها ولا يستطيع حاملوها العمل بموجبها لا في سوريا ولا في خارجها ؟ أليس هذا بمثابة تدمير لمستقبل جيل كامل ؟ أليس هذا إجرام ؟

ثالثًا : هؤلاء الطلاب أغلبهم مسلمون ، فكيف سيفهمون تعاليم دينهم والتمكن من قراءة القرآن إذا لم يتعلموا اللغة العربية قراءةً وكتابة ؟
يعني لا أنتم خدمتموهم ونفعتموهم في دنياهم بحيث لايستطيعون أن يتوظفوا في الدوائر الرسمية السورية ، ولا أنتم نفعتموهم في دينهم و آخرتهم ،

لا دين ولا دنيا !
أليس هذا إجرام ؟

رابعًا : كلنا نحب اللغة الكوردية ونتمنى أن يتعلم أولادنا هذه اللغة قراءةً وكتابة ولا يستطيع أحد المزاودة علينا في هذا ، لكن الإدارة الذاتية ومن خلفها قنديل فتحت هذه المدارس وفرضت على طلابها اللغة الكوردية وحرمتهم من اللغة العربية كلغة ثانية إلى جانب الكوردية ليس حبًا بكورديتهم بل لعزلهم عن محيطهم وعن واقعهم ومن ثم زرع آفكار تنظيم العمال الكوردستاني المتطرفة في عقولها وإجراء عملية غسل الدماغ لهم وحشوها بفلسفة تمجيد وتعظيم وتقديس أوجلان تمهيدًا لسوقهم إلى معسكرات التدريب ثم زجهم في حروب عبثية لاهدف لها سوى الإرتزاق على حساب الدم الكوردي .

عاجلًا أم آجلًا ستنتهي الحرب في سوريا وستعود الحياة إلى طبيعتها سواء بقي هذا النظام وتقلمت آظافره وتم تدويره أو سواء جاء نظام آخر ، ففي كل الأحوال لاتوجد آرادة دولية بتقسيم سوريا ولاحتى عند الإدارة الهلامية نفسها وستعود سوريا موحدة وسيعود الكورد للعيش ضمن هذه الدولة وتحت سقف النظام القادم ، فماذا سيكون مصير الذين تعلموا في مدارس الإدارة الذاتية وكيف سيتمكنون من الإندماج في المجتمع السوري وهم لايملكون شهادات معترف بها ولا يعرفون اللغة العربية قراءةً وكتابة وضاعت سنين من أعمارهم سدى في تمجيد قائد كرتوني ؟ أليست هذه جريمة بشعة أخرى تضاف إلى جرائم الإدارة الذاتية ومن خلفها دهاقنة قنديل ؟

جمال حمي